بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 17 نوفمبر 2014

ثلوج سانت كاترين(16)

(16)

سانت كاترين 1982م

وذات ليلة شدنا الحديث :بعد أن غادر السرية الضابط هشام مختار والضابط سعيد النادى ، ونكشت مصطفى للكلام ،فقدكان لايتكلم أمام الضباط ويضحك ويمط شفتيه ويقول :ماعلينا إذا لم يفهم البقرُ ..
ولا أستطيع إمساك نفسى من الضحك بصوت عالٍ.
ويبدأ مصطفى فى الحديث عن الماركسية واستمع بجدية لما يقوله ويذكر الكتب التى قرأها والتى ترجمها جورج طرابيشى "سارتر والماركسية ،الماركسية والمسألة القومية ،الماركسية والأيدلوجيا،الاستراتيجية الطبقية للثورة "
وأن هذه الدراسات تأصيل جيد للماركسية ..ويجب قراءتها ..ولا أنسى دراسته المتفردة فى نجيب محفوظ "الله فى رحلة نجيب محفوظ الأدبية" ودراسته الرائدة "لعبة الحلم والواقع دراسة فى أدب توفيق الحكيم "..

وأتدخل معلقاً .قرأثُ الكثير عن الماركسية وأعتنقت أفكارها وعرفتُ بعض قادتها أثناء دراستى بحقوق القاهرة ..
ولحسن حظى أن أراك وأجالسك وأسمع منك وتسمع منى ..
فقد نما لعلمى أن الميرغنى يرسل للقيادة تقريراً يومياً عنى ولما واجهته لم ينكر ورد علىّ:
إنت بالذات متوصى عليك.
فقد كانت كل تحركاتى محسوبة ومراقبة .
كنت أشعر بالغربة والعزلة .
ويتحدث مصطفى عن دوستوفيسكى وترجمة الدروبى لأعماله ،وأقاطعه :ترجمة للعربية عبر لغة وسيطة وهى الفرنسية .وطبعاً سيكون هناك فرق كبير بين النص الروسى والفرنسى ثم العربى ..
يرد :بالتأكيد لكن مالعمل؟؟
وأواصل الكلام عن روسيا "الإتحاد السوفيتى ..قوة عظمى ،وفى بداية الستينيات من القرن الماضى ..

وجدت مجلة ترد عن طريق البريد باسم والدى يرحمه الله .
وذات مرة قمت بفض المظروف فوجدت مجلة أنيقة على ورق مصقول وألوان جذابة ،واسمها على ماأظن "روسيا اليوم " وتصفحت المجلة وشاهدت مناظر لتقدم روسيا ومواضيع كثيرة عن النهضة فى بلدان الإتحاد السوفيتى ..وصورة لخرشوف ..وصور لفتيات يعملن وملابسهن بألوان زاهية وجميلة .
ودأبت على مطالعة هذه المجلة وحديث والدى عن عظمة روسيا والإشتراكية وحضارتها .

وخلال فترة الستينيات وصباى الذى يشى بالإنكباب على القراءة ومطالعة الكتب بمكتبة والدى ،وهى كتب ومجلات فى حضير على السطوح،تعرفت على الكثير مما يدور فى الإتحاد السوفيتى ..وعبر مراحل حياتى ..تعرفت على كتاب روسيا العظام ..
وكان يفتوشنكو الشاعر الروسى أحد النوافذ للإطلال على أدب وشعر الروس. ..تولستوى وتورجنيف والعبقرى تشيكوف وليرمنتوف وجوجول وجوركى وعرفت بوريس باسترناك مؤلف دكتور زيفاجو وكيف حصل على جائزة نوبل فى الأدب ،ولم تسمح له السلطات بخروجه إلى السويد ...

لكن بوشكين سيطر على فؤادى ..فقصة دوبرفسكى وابنة الضابط وبعض أشعاره المترجمة ،أسهمت فى حبى له وتقديرى الذى نما بمرور العمر ..
فلن أنسى أول سطر فى روايته "ابنة الضابط "احفظ شرفك منذ الصبا "مثل روسى ..أهيم عشقاً بهذا المثل ..

فبوشكين يتحدث بلغة الشعب ويعبر عن نبض الشعب ومن تدفق عبقريته فى أهمية الأدب وغرس الوعى وتأكيد حرية الشعب فى حياته والحصول على حقوقه الإنسانية فى عيش كريم وحياة كريمة .
ويتردد فى ذاكرتى شعراً له ،ما معناه"أريد أن أغنى الحرية وأفضح الشرورالمتربعة على العروش" .
ويؤلمنى اللحظة هذا التعتيم على دررالأدب الروسى ..فبعد موت عبدالناصر واعتلاء السادات سدة الحكم لم يعد للأدب الروسى والشعر الروسى مكاناً فى الحياة الأدبية وقلة الترجمات ..وشيوع الترجمات عن الأدب الأمريكى وتسابق المؤسسات الإمبريالية فى نشر ما ينتجه العقل الأمريكى وبقوة وفرضه على الشعب المصرى .
فقد كانت أمريكا هى جنة السادات ونعيمه والتى تملك 99% من أوراق اللعبة فى إنهاء الحرب بين مصر والعدو الصهيونى القذر.
ويعقب مصطفى :السادات مات موتة تاريخية ولاموتة يوليوس قيصر !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق