بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 17 نوفمبر 2014

ثلوج سانت كاترين (15)

سانت كاترين 1982م

درجة الحرارة فى سانت كاترين ،الكبرى 5 درجات والصغرى 5تحت الصفر ..
البرد ينتشر على مدى البصر والجليد على أبواب الخيام والتشديد على الجنود بإرتداء الملابس الصوفية وتناول المشروبات الساخنة ،فجنود الحراسة خارج الخيام والعواصف الثلجية لاتهدأ ولاتريم .
وعند شروق الشمس ،تبدأ الثلوج فى الذوبان رويداً رويداً ،والمياه صالحة الشرب داخل الجراكن تعود لسيرتها الأولى بعد تجمد طوال الليل .
كنت قلوقاً بطبعى ومقر السرية يقع بالقرب من مطار كاترين وقوافل السياح تمر أمامنا ..

وفى عز الليل الداجى والسماء ملبدة بالسحب الكثيفة وقطرات البرد تتساقط .. أسمع جنود الحراسة يتنادون بقوة :حرس سلاااااااااااااااااااااااااااح .
وصوت آخر يأمر بقوة : قف مكانك وإللى أضرب فى المليان .
ويهرع نحو الكرافان حكمدار الخدمة ،وهو يعرف أنى مستيقظ، فباقى الضباط فى أجازات وفى الفصايل المتقدمة والخلفية ودائماً أطلب منه ومن جندى الإشارة أن يكونا على إتصال بهما وتبليغى بالتمام ،.ويقول:
يافندم أتوبيس سياحى قادم من إسرائيل خرج عن الطريق المحدد له واصطدم بالسور الشائك حول السرية والخدمة أوقفته والأتوبيس وركابه تحت السيطرة بالسلاح .
وأطلب مساعد السرية على وجه السرعة ورفع الحالة داخل السرية إلى الحالة القصوى وأرتدى فوق ملابس النوم بالطو أسود والجاونتى وتلفيعة صوفية حولى رقبتى وأهبط من الكرافان ومعى السلاح الشخصى ،وتبدأ السرية فى الصحيان وتظهر كشافات النور فى تبديد الظلام وأتجه مع مساعد السرية وجنود الحراسة وهم فى حالة استعداد قصوى وأياديهم على أسلحتهم تنتظر الأمر .
وأجد الأتوبيس وقد حطم السور الشائك و اقتحم حرم السرية وجنود الحراسة يحيطون به من كل جانب، شاهرى السلاح وفى وضع الاستعداد.
وأ أطلب من حكمدار الخدمة أن يأتى لى بالمشرف على الرحلة ..ويأتى مشرف الرحلة محاطاً بجنود الحراسة ،وأتحدث معه فيرد علىّ :أنه من عرب 48 وهو المشرف على الرحلة التى تضم رجالاً ونساءاً واطفالاً لزيارة وادى الراحة وجبل موسى ..إلخ وهو معه التصريح بذلك ..
وأسأله : كيف تركت الطريق المرسوم لك واقتحمت منطقة عسكرية والتحذيرات منتشرة على بدايات الطريق ؟
ويرد : الدنيا ليل والسائق ضل الطريق.
وأطلب منه نزول جميع من فى الأتوبيس وصعود جنود الحراسة للتفتيش وفقاً للتعليمات وتحرير محضر بذلك ."الأتوبيس نوعه ورقمه وعدد الركاب وأسماؤهم وأعمارهم ووظائفهم ومايحملونه من شنط ومحتوياتها والاطلاع على الباسبورات والتصاريح ونسخ صورة منها ."
وبعد سؤال السائق والمشرف كتابةً تم التوقيع منهما على المحضر .
ثم عدت إلى مقرى ،مشدداً على بقاء الحراسة المكثفة وفى حالة استعداد قصوى ،واتصلت بضابط عظيم وابلغته بما حدث.. وقرارى بأن السائق قد ضل الطريق وتم التفتيش بدقة وكلفت حكمدار الخدمة بمصاحبتهم حتى الوصول إلى مقرهم ،أما التلفيات فتقدر بمبلغ (...) وسأرسل المحضر إلى القيادة .
وأمرت مساعد السرية بالتنفيذ ..وعودة السرية إلى ماكانت عليه.


ودخلت إلى الكرافان والبرد القاسى ينهش عظامى ويجمد الدم فى عروقى والفجر موشك على الانبلاج .

ومن تحت عدة بطاطين ، يطل وجه مصطفى يسألنى :
فيه إيه ..هو فيه تدريب فى عز الليل والتلج نازل؟؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق