(1)
عندما صدرت هذه الرواية "البحث عن خنوم" للكاتب
الحسين عبدالبصير فى سلسلة أصوات أدبية فى تسعينيات القرن الماضى ،شدنى عنوانها
ولم أستطع تركها لحين التفرغ لقرائتها ، وإنما استقطعت سويعات من وقتى وقرأتها
قراءة أولية .
ومن عادتى ،أثناء القراءة ، الكتابة على هوامش الكتاب بملاحظاتى أو
بما يسترعى انتباهى من أحداث أو أشخاص أو أخطاء لغوية وإملائية وأحياناً الكتابة
على ورقة منفصلة بكل ملاحظاتى وتركها بين صفحات الكتاب ،ثم العودة إليها مرة ثانية
إذا حاولت قراءة الرواية أوالكتاب مرة ثانية ،مع المقارنة بما كتبته فى القراءة
الأولى ثم القراءة الثانية أو الثالثة ومحاولة الكتابة من جديد لدى كل قراءة .
ولكون التاريخ المصرى القديم من أعظم إهتماماتى على الإطلاق ،فإن
مكتبتى تضم مايزيد عن مائتى كتاب ودراسة ومعجم عن التاريخ المصرى القديم .
فالتاريخ المصرى القديم تراث خالد لايبلى ولايزول مهما تعاقبت الدهور .فمنذ
وعيت والتاريخ المصرى القديم ينال الوقت والاهتمام والقراءة .ومنذ أوائل سبعينيات
القرن الماضى ودراستى القانونيةو وماقرأته عن التاريخ المصرى القديم وموسوعة
الدكتور سليم حسن التى أضاءت الكثير من مبهمات هذاالتاريخ العظيم ومادار
حوله من أساطير وحكايات وقصص.
(2)
حاولت أن أضع عنوان الرواية موضع اهتمامى فما كتب عن ديانات مصر
القديمة ،ربمالأنى لم أحط به علماً وقرأت ما أتيح لى من دراساتى مصرية وأجنبية
مترجمة وماشاهدته من صور وما رأيته بنفسى حين قمت فى فبراير 2012م بالسفر إلى
الأقصر وأسوان وزيارة معابد الكرنك والأقصر ومعبد حتشبسوت ومدينة هابو ووادى
الملوك ومتحف الأقصر والتعرف أكثر وأكثر على هذا التراث الخالد ومحاولة الربط بين
ماقرأته وما أشاهده ،وتبين لى على الفور أن القراءة شيىء والمشاهدة شيىء آخر .وأن
الكاتب مهما كتب ،فلن يصل إلى ما يمكن أن يعتلج فى صدر المشاهد من إنفعالات
وانبهار وتعظيم وإجلال.
وعدت من هذه الزيارة مفعماً
بتقديس متزايد ومتعاظم لهذه الحضارة العظيمة وخلودها على مر السنين ،وأن الكتابة
عنها لابد وأن تكون متعمقة وفقاً للمنهج العلمى الصارم ،لا أن يكون شذرات من هنا
وهناك وجمع أشتات متناثرة لارابط بينها ولاضابط.
فهذه الحضارة العظيمة لم تنل حقها من الدراسة والبحث ،فربما ما قرأناه
وما شاهدناه قطرة من محيط هادر زاخر عميق الغور عصى على الكشف،لم تبح بعد بكل
مافيها من عظمة ورقى وتقدم وخلود.
(3)
الإله خنوم" وماذكره معجم الحضارة المصرية القديمة ص152(صور خنوم
على هيئة رجل ذى رأس كبشوقرونمزدوجة إنهالإله خالق الحياة والكائنات الحية ،ولما
انتشرت عبادته،اتخذ لنفسه وظائف ثانوية كجارس لمنابع النيل (عند فيلة ،حيث كان
يحكم بالاشتراك مع الربتين ساتيس وعنقت)أو الخزاف الذى شكل فوق دولابه،تلك البيضة
التى تخرج منها الحياة كلها. كان إلهاً موغلاً فى القدم ،وذاع صيته،بنوع خاص ،فى
النصوص التى بمع إسنا ،والتى ترجع تاريخها منذ القرن الأول للعصر المسيحى ،وانتشرت
عبادته انتشاراً واسعاً ،وتواجد بمصر فى عدة مدن بعدة صور وصفات).
وعدت لبعض المراجع الموثوق فى صحتها ،فالمثيولوجيا المصريةبحر طام
يعجز فيه السباح الماهر عن الغوص فى أعماقه لما يجده من معاناة وجهد وتمرس ودربة
وذكاء وألمعية وتوقد ذهن وحدة فهم ،ومن ثم قلّ أن يتفق باحثان على رؤية واحدة ..مثال
..بناء الأهرامات .
ولما بدأت القراءة شعرت من اللحظة الأولى، بأن الكاتب دارس للتاريخ
المصرى القديم ،وأنه لايكتب من عدم ،وإنما من خلفية تاريخية عميقة ودراسة جادة
لأعظم مامر بتاريخ الحضارات العالمية قاطبة ،الحضارة المصرية القديمة وتأثيرها على
باقى حضارات العالم.
(4)
بدأ الرواى قصته ،بمقدمة قال فيها"بداية لم تكن رغبتى
صادقة فى كتابة هذه القصة ،لأنه لم يدفعنى لكتابتها أهل العلم والمعرفة ،ولأننى
كتبتها طلباً للمال،لكن بعد أن رأيت اليأس يغرق النفوس والشك يحطم العقول والضعف
يخيم على قلب وعقل كل مستنير ،صحت الهمة ،وسجلتهاكما أحب ؛رغبة فى أن تكون بارقة
أمل ،ربما يكون فيها مايفيد ،بعد أن اعترى البلاد ظلام دامس وغبار خانق وتعصب قاتل.,
هذه قصة كيمت"تعنى مصر فى اللغة المصرية القديمة"فى فترة من أحلك فترات
تاريخهاالطويل ،يحاول فيها العقل أن ينتصر على الخرافة ،مرحلة من أشدمراحلها
صراعاً.قصةأزمة الصراع الدائر بين الضدين ،وفى ظل المتغيراتالخارخة عن إرادتناصباح
مساء. كلفنى بكتابتها أحد الأثرياء؛على أمل ان يزين بها مكتبةقصره الشاغرة! لم
ألجأ إلى هذه الوسيلة إلا تحت ضغط الحاجة ،وفى وقت انخفضت فيه قيمة الكتابة
والكتاب،ليس معنى هذا أننى قبلت هذا العمل فيها مكرهاً،إننى أرثى لحال الكتابة
والكتاب!كم كنت أود أن أكتبها لعشاقها الحقيقيين ،لا أن تزين مكتبة قصر يجهل أهله
القراءة.كم عانيت فى البحث عن أصولها التى دونتها على شكل أوراق وقصاصات ،وفى
كتابتها؛حتى أصل إلى اليقين هدفى، وأعتقد أنه هو مانفتقده. وإن أصبت فأحمد خنوم
العظيم الذى وفقنى لذلك ولا أحصى ثناء عليه،وإن لم أوفق فإنه اجتهاد إمرئ نال شرف
المحاولة ولفت الأنظار ،ربما يأتى من بعده من يكمل المشوار وينال شرف بلوغ اليقين
،لعل وعسى ،ربما.) ولم يكتف الكاتب بما قدمه وإنما نقل نصاً قديماً(أنت خنوم الأحد
الوحيد الأوحد ومن عمله تخرج كل يوم ملايين الكائنات،أنت خنوم، التجلى المحسوس
للنسيم المحاط بالأسرار ،الذى من عنفه تتولد الرياح الأربع،ويخرج كل منها من
المكان الذى اختاره ،واحدة من الجنوب ،وأخرى من الشمال،وغيرها كل يوم ،من الشرق
ومن الغرب) ثم يتبع المقدمة والتضرعات للإله خنوم ، بصرخة من أحباء خنوم
الحائرين " أين خنوم ؟؟؟؟؟؟؟!! أين هو ؛إننا نبحث عنه منذ زمن طويل،أين
نجده فقد طالت غيبته،وكلما طالت اشتاق القلب إلى رؤيته،إننا نحبه ؛فكم كان عطوفاً
علينا جميعاً .لم يقس على أحد .بحثنا عنه فى كل شىء،وهانحن ،الآن يابتاح "معبود
مدينة منف .رب الفن والفنانين عندقدماء المصريين"منف العظيم "منف :ميت
رهينة مركز البدرشين محافظة الجيزة حالياَ عسى أن نجد ندك مايدلنا عليهن أين أنت
ياخنوم العزيز؟؟
(5)
والجدير بالذكر أن الكاتب وقد استهل روايته بتوضيح سبب كتابة هذه
الرواية وأن أحد الأثرياء اراد منه كتابة هذه القصة كى يضعها فى مكتبة قصره ،وأنه
كتبها طلباً للمال لكن الدافع الأساسى للكتابة ،عندماوجد اليأس يسيطر على كل
النفوس والشك يحطم العقول ..وأن البلاد اعتراها ظلام دامس وغبار خانق وتعصب قاتل
ويؤكد مقولته بأنها قصة كيمت "مصر"فى أحلك فترات تاريخها (التسعينيات من
القرن الماضى ).
فالكاتب يكتب الواقع متكئاً
على تاريخ مضى ، محاولاً استنطاق الماضى بما يدور فى الحاضر وأن التاريخ يعيد نفسه
.فمصر الحاضر تعانى وقت كتابة الرواية شتى الصعاب الإقتصادية والإنحدارالخلقى
والأخلاقى والسقوط فى بئر التخلف والتعصب الممقوت والرجعية الفكرية والتسطيح
الفكرى والثقافى والتعليمى والتربوى والدينى وذيوع العهر السياسى والتشريعى
وشيخوخة السلطة وترهلها وبزوغ الطغمة الفاسدة وسيطرتها على مقاليد الأمور وانتشار
الفساد فى البلاد انتشاراً لم يعرفه تاريخ مصر عبر عصورها المختلفة وسحق الطبقة
الوسطى وظهور مجتمع الثروة الغاصبة المغتصبة والمدمرة والتى تبيح لنفسها كل شىء
ومجتمع الفقراء الأشد فقراً وانسحاقاًوسيطرة رؤوس الأموال وتحكمها فى مصائر العباد
والبلاد وتفشى الأوبئة والأمراض وتغلغل الدولة البوليسية فى كل مناحى الحياة وما
أكده أحد الإقتصاديين من أن مصر "الدولة الرخوة"..وصار الكُتّاب مرتزقة
لمن يدفع أكثر وأصبحت الكتابة إزجاء للوقت ومضيعة للعقل وتسويداً للصفحات.
وسقطت دولة الأدب والفن والشعر والموسيقى والفنون فى شرك العفن وعلا
الصوت القبيح وملأ الفضاء وشارك التليفزيون والسينما والمسرح والصحف والمجلات فى
نشر التفاهات والتعتيم المتعمد على الفساد والمفسدين وقلّ أن تجد صوتاً شريفاً
ينادى باليقظة والنهضة لهذا الوطن المجروح.
وتلوثت مياه النيل العظيم بالأوساخ والقاذورات ومخلفات المصانع وماتت
فيه الحياة وتسممت الأبدان والعقول وغاصت منظومة القيم والمبادئ السامية فى أوحال
الواقع المرفوض وعانى الناس المعاناة المريرة فى سبيل العيش .
وصرنا لعبة فى أيدى الدول الكبرى تشترط علينا ماتريد وننفذ لها ماتريد
ونقف مع أعدائنا فى خندق واحد كى نقتل شعباً وتحتل بلداً عريقاً وتجرب فيه أسلحة
الدمار الشامل وبجوارنا عدو صهيونى يقتل أبناءنا وينتهك حرمة الحياة الإنسانية
ويغتصب بلداً ويدمر شعباً ويملى شروطه بقوة وصلف.
(6)
خنوم .. خنوم ولماذا حرص كاتب الرواية على انتقاء هذا الإله المصرى
القديم وهناك من الآلهة من هو أشهر منه ؟
حاولت ومن خلال الدراسات فى
التاريخ المصرى القديم البحث عن خنوم ..ووجدت "خنوم ،نخنم ..رجل له
رأس كبش.وكان له زوجتان ساتت:الضفدعة التى اعتقد إنها خلقت من طمى النيل وتمثل
البعث ،وعنقت وكانت تصور على شكل إمرأة متوجة بتاج على شكل ريش الطائر ..ويكون خنم
وساتت وعنقت ثالوث أسوان وكان وظيفته المحافظة على منابع النيل ،وهو قديم جداً
ومعلومتنا عنه مستمدة من نقوش معبد اسنا ،وهو إله الإخصاب والخلق وهو يمثل النيل
الذى يأتى من السماوات ليخصب الأرض ويجعلها مثمرة وهيكله الرئيسى بالقرب من الشلال
الأول ،وخنم تعنى أيضاً "المصور "وقيل أنه هو الذى شكل البيضة الكونية
على دولاب الفخار ،وفى فيلة وصف بأنه هو "الفخرانى الذى شكل الناس وصور
الآلهة" ونراه يصور إعفاءأوزيريس ،لأنه هو ،كما يزعمون ،الذى شكل كل لحم – الخالق
الذى صنع الآلهة والبشر ،وفى هذه الصورة هو الذى يرأس تكوين الأجنة فى بطون
أمهاتها ،ونراه على جدران المعابد يشكل الفرعون على عجلته.وفى أرمنت كان الطفل هو ولد
يوليوس قيصر وكليوباترة وقد اتحد مع الطفل حورس موحد الأرضين (حورس سماتاوى ) وقد
تجاوزت شهرة خنوم حدود مصر إلى داخل النوبة الذى كان إلهاً أيضاً يصور على شكل كبش
أو رجل برأس كبش ."
الديانة فى مصر الفرعونية "..د.محمد عبدالقادر محمد ،دار
المعارف، سنة 1984م ،ص213،212
ويظل السؤال مطروحاً..إذا كان الكاتب يستعيد الماضى /الحاضر ، ويبحث
عن خنوم الإله الأوحد الوحيد..فقد وجد بغيته فى هذا الإله الذى"شكل الآلهة
والبشر " "الخالق الذى صنع الآلهة والبشر""وتكوين
الأجنة فى بطون أمهاتهم"
إذن هو إله قادر جبار قوى
خالق مصور له الملكوت الذى لايضاهيه ملكوت آخر وهو المعبود الذى يملأ سماء مصر وهو
الحارس للنيل المقدس ..
وهو القديم الأزلى وهو المهيمن على الحياة وهو المصور للآلهة ..فلم
يجد الكاتب مندوحة أن يبحث عنه وأن يناديه ويتوسل إليه ويتضرع كما تضرع أحباؤه
الحائرون الذين يبحثون عنه فقد طالت غيبته وطال شوق القلوب إلى رؤيته.
أما لماذا يبحث عنه أحباؤه؟؟
فأحباؤه الحائرون والتى طالت حيرتهم وأمضهم الغياب وأقلقهم نأيه .يتلهفون
بعودته ويستجعلون رجعته وينتظرون طلعته،فقد عم البلاد الفساد وجفت الضروع وماتت
الزروع وتلوثت مياه النيل وتشوهت الأجنة فى بطون أمهاتهم وعقمت البلاد عن إستيلاد
فجر جديد ، فقد هلك الإنسان والحيوان وفقد الإنسان صورته الجميلة وتفشت الرذيلة فى
كافة مناحى الحياة وانهار المقدس وضاع اليقين وانتهكت المعابد ونبشت قبور الموتى
وبيع الشرف بأبخس الأثمان وعمت الضلالات أركان البلاد وسادت سياسة القمع والقتل
وتكميم الأفواه وسحق الأبدان وسيطرة الخونة على مقاليد البلاد .
فلابد من البحث عن خنوم الإله القادر الخالق العادل المصور ،كى تعود
البلاد إلى سيرتها الأولى من الرقى والحب والسرور والرفاهية .
(7)
ربما كانت استهلال رواية البحث عن خنوم ، هو أسلوب مرواغ فى كتابة
الرواية يتكئ عليه الراوى ،كى يقص روايته .
وهذا الاستهلال ليس جديداً على الرواية العربية -فيما قرأت - فقد
استهل عميد الرواية العربية ،نجيب محفوظ ،روايته أولاد حارتنا ..بإفتتاحية نشرح
فيها أسباب كتابة روايته ومن الذى حضه على كتابتها ويكتب -شهدت العهد الأخير
من حياة حارتنا ،وعاصرت الأحداث التى دفع بها إلى الوجود عرفة -ابن حارتنا البار
،وإلى أصحاب عرفة يرجع الفضل فى تسجيل حكايات حارتنا على يدى ،إذا قال لى يوماً :-إنك
من القلة التى تعرف الكتابة ،فلماذا لاتكتب حكايات حارتنا؟ إنها تروى بغير نظام
،وتخضع لأهواء الرواة وتحزباتهم،ومن المفيد أن تسجل بأمانة فى وحدة متكاملة ليحسن
الانتفاع بها ،وسوف أمدك بما لاتعلم من الأخبار والأسرار - ص7 وكانت رحلة نجيب
محفوظ البحث عن العدل ..
وكان الجبلاوى مسعاه ومبتغاه . وأزعم أن هذه هى الرواية الوحيدة من ضمن أعمال نجيب محفوظ التى استهلها بإفتتاحية شارحة لمقاصد كتابته والدافع إلى كتابتها ولم يكررها مرة أخرى ..وظنى أن كاتب رواية- البحث عن خنو-م قد وضع نصب عينيه رواية أولاد حارتنا،حتى لتجد التشابه يكاد يقترب اقتراباً شديداً فى المقدمتين .
وكان الجبلاوى مسعاه ومبتغاه . وأزعم أن هذه هى الرواية الوحيدة من ضمن أعمال نجيب محفوظ التى استهلها بإفتتاحية شارحة لمقاصد كتابته والدافع إلى كتابتها ولم يكررها مرة أخرى ..وظنى أن كاتب رواية- البحث عن خنو-م قد وضع نصب عينيه رواية أولاد حارتنا،حتى لتجد التشابه يكاد يقترب اقتراباً شديداً فى المقدمتين .
فهل الإبداع المحفوظى سيطر على كاتب -البحث عن خنوم- وكأنها معطف
جوجول .!!
رغم التباعد الزمنى بين الروايتين -1959م و1998م-أى مايقرب من أربعين
عاماً ؟؟
.إلا أن البحث لم يكل -فإننى لا اكتب عن نفسى ولاعن متاعبى ،وما أهون متاعبى إذا قيست بمتاعب حارتنا .حارتنا العجيبة ذات الأحداث العجيبة .ص8 أولاد حارتنا
.
-ولأننى كتبتها طلباً لمال ،لكن بعد أن كاد اليأس يغرق النفوس والشك يحطم العقول ....هذه هى قصة كيمت فى فترة هن أحلك تاريخها الطويل ،يحاول العقل فيها أن ينتصر على الخرافة ،مرحلة من أشد مراحلها صراعاً ..قصة أزمة الصراع الدائر بين الضدين ،وفى ظل المتغيرات الخارجة عن إرادتنا صباح مساء –
-ولأننى كتبتها طلباً لمال ،لكن بعد أن كاد اليأس يغرق النفوس والشك يحطم العقول ....هذه هى قصة كيمت فى فترة هن أحلك تاريخها الطويل ،يحاول العقل فيها أن ينتصر على الخرافة ،مرحلة من أشد مراحلها صراعاً ..قصة أزمة الصراع الدائر بين الضدين ،وفى ظل المتغيرات الخارجة عن إرادتنا صباح مساء –
ص7 البحث عن خنوم.
نعم كلاهما لجأ إلى التاريخ وإلى التراث الإنسانى واستمد منه أحداث
روايته ،فنجيب أعاد كتابة تاريخ الأنبياء والرسل -أدهم/آدم وجبل/موسى ورفاعة/عيسى
وقاسم/محمد -وأخيراً عرفة/العلم .وهاج وماج علماء الدين وسدنة العقائد واتهموه فى
دينه وعقيدته وتشويهه لسير الأنبياء والرسل، ومنعت روايته وصودرت ولم تطبع فى مصر
لعقود طويلة ،كونه لم يلتزم بما هو ثابت تاريخياً عن
هؤلاء الأنبياء والرسل .
وهاهو الحسين عبدالبصير ..يعيد الكرة من جديد، ويلجأ إلى التاريخ المصرى القديم وأساطيره وآلهته وملوكه ويكتب عن خنوم وحورس وإيزيس وأويزريس وآمون وست وحتشبسوت وإخناتون،وحاول أن يخرج قليلاً من قيد الوقائع ويتحرر فى عرضها وحاد عن التراث ..
وكأن لعنة أولاد حارتنا تعاود الظهور من جديد!!
وهاهو الحسين عبدالبصير ..يعيد الكرة من جديد، ويلجأ إلى التاريخ المصرى القديم وأساطيره وآلهته وملوكه ويكتب عن خنوم وحورس وإيزيس وأويزريس وآمون وست وحتشبسوت وإخناتون،وحاول أن يخرج قليلاً من قيد الوقائع ويتحرر فى عرضها وحاد عن التراث ..
وكأن لعنة أولاد حارتنا تعاود الظهور من جديد!!
_____
هذاالبحث قمت كتبته تعليقاًعلى
" البحث عن خنوم : حدود العلاقة بين الإبداع والتراث "
للأستاذ المفكر طلعت رضوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق