بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

أوراق فى الريح (2)

قمع الهوى

كنت فى بداية نضجى وفى سنى المراهقة ولم أكمل بعد العشرين وتعلقت ببنت الجيران تعلقا ملك على حواسى وتحدثت معها وصارت المشاعر بيننا بحراً عذباً ووهجاً متألقاً ، والأشعار الرومانسية لإبراهيم ناجى ومدرسة أبولو الوجدانية ومدرسة المهجر وجبران خليل جبران وحفظت أشعاراً كثيرة عن الحب وقرأت مئات بل آلاف قصص الحب والروايات العالمية لكل أدباء العالم ،وأتذكر كم عانيت من قسوة المشاعر والأحاسيس الغضة الخضراء.

نظراً لظروف المجتمع الريفى والتربية الدينية والأخلاق الحميدة لم أستطع تعميق هذه العلاقة، وظلت علاقة ود وتبادل عواطف فى إطار المشروع من التصرفات والمتعارف عليهاوالمعاملة بين الأهل والجيران سيما وأنها تمت بقرابة لأمى..

أعتقد أن هذه المشاعر ترسبت فى حياتى، آنذاك ،وأخذت بيدى إلى أن المتاح من العلاقات لايكفى لظهورها حيز النور ولابد من وأدها فى مهدها وإلا الثورة والإنقلابات والتقاتل بين الأسر والعائلات .

حافظت من جهتى على سرية العلاقة ولم أغامر بظهورها وكذلك هى ،فكلانا يعرف جيدا النهاية المؤسفة لو حدث وتسرب خبر العلاقة ،بصراحة كتمت المشاعر وخنقتها خنقا ،وقلت لايمكن البوح بها إلا على الورق والكتابة والإنغماس أكثر وأكثر فى القراءة والتثقيف والتعليم .

وحصلت على الثانوية العامة وبدون تفكير إخترت كلية الحقوق جامعة القاهرة وتحملى مشقة السفر ، رغم أن كل زملائى إختاروا كليات بجامعة طنطا .

وفوجئت فى يوم من الأيام بأخيها يخبرنى بخطبة أخته على فلان قريب لى وله ،وأنهم قرأوا الفاتحة من أسبوع أو أكثر .

الحق أقول : غامت عيناى بالدموع وتلجلج لسانى وشعرت بتهاوى قلبى ولم أنبس ببنت شفة.
ومرت سنة أو أكثر، وعقد القران وتحددت ليلة الزفاف وحضرت الفرح وأنا غاضب من قلبى الذى أوردنى هذا المورد الصعب والإيذاء النفسى الجسيم .

وكانت الغربة من المجتمع والناس وقلبى الذى أخرسته وألجمته وأغلقت عليه باباً صعب الإقتراب منه أو المرور أمامه .
ولم أحاول مستقبلا خوض غمار معارك الحب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق