L'ECLIPSE
LouisXIV qu'on appelait aussi le Roi Soleil
était souvent assis sur une chaise percée
vers la fin de son régne
une nuit où il faisait très sombre
le Roi Soleil se leva de son lit
alla s'asseoir sur sa chaise
et disparut.


Jacques Prevert
Paroles , édition Folio page 183. I


الكسوف
للشاعر الفرنسى جاك بريفير
لويس الرابع عشر الذى سٌمىّ أيضاً الملك الشمس
كان غالباً ما يظل جالساً على كرسى مثقوب "كرسى المبولة"
فى نهاية عهده
وذات ليلة حالكة الظلمة
هب الملك الشمس من سريره
وذهب ليجلس على كرسيه
واختفى !

قصيدة قصيرة من أشعار بريفير من ديوان "أقوال "
ولم يأت بريفير بذكر الملك الشمس إلا لكى يضع أمامنا وقائع أثبتها التاريخ عن حياة الملك الشمس.
ولد "الملك الشمس" فى 5/9/1638م وسُمىّ بعطية الله "dieudonn" فلم يكن أحدٌ يتوقع ميلاد هذا الملك ومن ثم أُطلق عليه هذا الاسم .
وعندما مات أبوه لويس الثالث عشر تولى العرش سنة 1643م وعمره 5سنوات بوصاية أمه.
وفى 8/9/1651 م أنهى وصاية أمه واعتلى العرش وظل عليه حتى موته فى 1/9/1715 م .
عاش 77عاماً قضى منهم 72سنة على العرش .
ويذكر المؤرخون أنه وفى سنواته الأخيرة، تزاحمت عليه الأمراض والعلل ،وأصيب بالقروح التى سممت ساقه وأدت إلى الغرغرينا وفاحت منه الروائح الكريهة وعجز عن الحركة إلا قليلاً ولايستطيع الوقوف أو الجلوس القرفصاء .
وتفتق ذهن الأطباء وقد أعيتهم الحيل ،أن يصنعوا له كرسياً مثقوباً "غير كامل القعدة" يجلس عليه حين يريدقضاء حاجته وهو كرسى المبولة ،وهو حالياً "الحمام الإفرنجى" المنتشر فى جميع أنحاء العالم .
الملك الشمس والمشهور عنه مقولته"
tat, c'est moi " أنا الدولة أو الدولة أنا"
هو أحد الطغاة استنفدوا حزائن الدولة فى بناء القصور وشنوا الحروب الإستعمارية والذين حكموا شعوبهم بالنار والحديد والقهر وأثقلوا كاهلهم بالضرائب الباهظة التى أفقرتهم ردحاً طويلاً من الزمن .
ورغم حياته المرفهة والأسطورية ، وأنه الوحيدعلى سطح المعمورة ،الذى ظل على العرش لما يقرب من ثلاثة أرباع القرن،
إلا أنه لم يسلم من المرض الفتاك الذى قضى عليه قضاءً مبرماً.
ويتهكم بريفير على الملك الشمس أو أى ملك أو حاكم بأن نهايته قد تكون من الغرائب والعجائب ،فالموت له بالمرصاد .
لكن تبدو براعةبريفير لموضوع "كرسى المبولة "واستخدامه استخداماً ساخراً يطرح علينا ،من خلاله ،حكمة التاريخ والنهاية المؤسفة للملك الشمس!!
فلم يعد الملك الشمس يجلس على كرسى العرش ،وإنما صار قعيد كرسى المبولة !
ويتهكم بريفير ويزيد فى تهكمه وسخريته من الملك الشمس الذى ظل ملكاً 72سنة والذى هب من نومه ونهض من فراشه ،
فى ليلة مظلمة أشد الإظلام من حياته ،والحمى والمرض الذى فتك به وأطاح بكبريائه وسطوته وأضعفه ودب فيه الهزال والنحافة ،
قعد على كرسى المبولة فسقط فيه واختفى لضعفه وهزاله الشديد ومر من هذا الثقب .
وكأنى ببريفير وهو يكتب سطور قصيدته العبقرية يهتف أن من طالت فترة حكمه ليس له إلا السقوط فى مبولة التاريخ.
وعنوان القصيدة يشى بما يضمره بريفير من معانٍ وإيحاءات وما تعنيه على مسرح الواقع حين كتب قصيدته.