فى منزل الحزن ..
كنت طفلاً غضاً ..
أعبث بضفيرة شعرك
وأعانق بسمة ثغرك
وأطالع وجهاً متلألئاً بنور قلبك .
......
فى منزل الحزن
كبرت وهرمت وشخت
قلبى شاخ وصوتى تاه وخطوى ضاق
أأنا الذى كنت أم صرت غيرى؟ ..
و إنى لأسأل نفسى وأسأل .
......
أنا طفلك المتعب مازال يسأل ؟؟
أين موعدك الصباحى؟
وإشراقة نورك وهمسك الدافئ ودعوتك الطيبة
"صباح الخير .. يارؤوف..الله معك"
(2)
أبوس يديك
وألثم ردن جلبابك
وأملأ روحى بعطر محبتك
وأهمس : ياأمى كم أحبك !
كم أحبك ياأمى !
..........
أتشهى نداءك العذب ،
وأملأ قلبى بحكمتك السمحة التى سربلتنى .
وخوفك،منذ الطفولة ، الذى ظل يحمينى شيخاً فى نهايات العمر .
.....
أبوس يديك
وأجثو أمامك أطلب العفو والمغفرة ،
فما كان طفلك المتعب إلا ،فى حقك، مقصرا.
(3)
اجتاحتنى عواصف الحزن ..
وهبت رياح الشر تفتك بالعقول ..
تغوص بالأرواح فى ظلمات فوق ظلمات ..
كان الليل يتلو علينا ماتيسر من صفحات الأسى ..
صفحةً بعد صفحةٍ ..
وانطفأت كواكبُ وغارت نجوم ..
والفجر أبصرته يوغل فى سديم وسديم.
حزنٌ ،فى منزل الحزن،
ينمو ويترعرع ويتيه بين الجحرات ويسود ويحكم ..
....
ياوجه أمى ياوجه الماء ..
طهرينى من حزن أيامى وهذى الحياة ..
فما عاد قلبى يرضى بالشقاء ..
طهرينى من زيف المشاعر وخبث الوجوه ..
طهرينى من غدر الليالى وظلم النفوس ..
طهرينى من سموم الأفاعى ومعسول الكؤوس .
.....
ياوجه أمى يامشرقاً يضيىء الدجون ..
لاتغب عنى فقد عم الظلام ..
عم الظلام ..
عم الظلام
(4)
نما حزنى وأختارنى الرب طفلاً شقياً
واعترانى مايعترى الربيع من خريف قاسِ
فتساقطت أوراقى
وتهشمت أغصانى
ولم أجد سوى حضن أمى ملاذاً ومخبئاً
......
طفلك المتعب
أعلن انكساره
توكأ على خوف قلبه
توكأ على دمعته الحزينة
انفتحت أبواب
خوفى وأغمضت عينيك أمى عنى
.....
أمى لاتتركينى
أمى لاتتركينى
لدى كلام كثير إليك
وشوق كبير وحزن أكثر فلاتتركينى
فى منزل الحزن
وحدى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق