************************************بعد غيبة طويلة
إلى.. بياتريس
***
(1)
سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعْداءِ
كالنِّسْر فوقَ القِمَّة ِ الشَّمَّاءِ
أَرْنو إِلَى الشَّمْسِ المضِيئّة ِ..،هازِئاً
بالسُّحْبِ، والأمطارِ، والأَنواءِ
لا أرمقُ الظلَّ الكئيبَ..، ولا أَرى
ما في قرار الهَوّة ِ السوداءِ...
وأسيرُ في دُنيا المشاعِر، حَالماَ،
غرِداً- وتلكَ سعادة ُ الشعراءِ
أُصغِي لموسيقى الحياة ِ، وَوَحْيها
وأذيبُ روحَ الكونِ في إنْشائي
وأُصِيخُ للصّوتِ الإلهيِّ، الَّذي
يُحيي بقلبي مَيِّتَ الأصْداءِ
وأقول للقَدَرِ الذي لا يَنْثني:
عن حرب آمالي بكل بلاءِ:
"-لا يطفىء اللهبَ المؤجَّجَ في دَمي
موجُ الأسى ، وعواصفُ الأرْزاءِ
«فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ، فإنَّهُ
سيكون مثلَ الصَّخْرة الصَّمَّاءِ»
لا يعرفُ الشكْوى الذَّليلة َ والبُكا،
وضَراعَة َ الأَطْفالِ والضُّعَفَاء
«ويعيشُ جبَّارا، يحدِّق دائماً
بالفَجْرِ..، بالفجرِ الجميلِ، النَّائي
واملأْ طريقي بالمخاوفِ، والدّجى ،
وزَوابعِ الاَشْواكِ، والحَصْباءِ
وانشُرْ عليْهِ الرُّعْبَ، وانثُرْ فَوْقَهُ
رُجُمَ الرّدى ، وصواعِقَ البأساءِ»:
«سَأَظلُّ أمشي رغْمَ ذلك، عازفاً
قيثارتي، مترنِّما بغنائي»
«أمشي بروحٍ حالمٍ، متَوَهِّجٍ
في ظُلمة ِ الآلامِ والأدواءِ»
النّور في قلبِي وبينَ جوانحي
فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ»
«إنّي أنا النّايُ الذي لا تنتهي
أنغامُهُ، ما دامَ في الأحياءِ»
«وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ، ليس تزيدُهُ
إلا حياة ً سَطْوة ُ الأنواءِ»
أمَّا إذا خمدَتْ حَياتي، وانْقَضَى
عُمُري، وأخرسَتِ المنيَّة ُ نائي»
«وخبا لهيبُ الكون في قلبي الذي
قدْ عاشَ مثلَ الشُّعْلة ِ الحمْراءِ
فأنا السَّعيدُ بأنني مُتَحوِّلٌ
عَنْ عَالمِ الآثامِ، والبغضاءِ»
«لأذوبَ في فجر الجمال السرمديِّ
وأَرْتوي منْ مَنْهَلِ الأَضْواءِ"
وأقولُ للجَمْعِ الذينَ تجشَّموا
هَدْمي وودُّوا لو يخرُّ بنائي
ورأوْا على الأشواك ظلِّيَ هامِداً
فتخيّلوا أنِّي قَضَيْتُ ذَمائي
وغدوْا يَشُبُّون اللَّهيبَ بكلِّ ما
وجدوا..، ليشوُوا فوقَهُ أشلائي
ومضُوْا يمدُّونَ الخوانَ، ليأكُلوا
لحمي، ويرتشفوا عليه دِمائي
إنّي أقول ـ لَهُمْ ـ ووجهي مُشْرقٌ
وَعلى شِفاهي بَسْمة اسْتِهزاءِ-:
"إنَّ المعاوِلَ لا تهدُّ مَناكِبي
والنَّارَ لا تَأتي عَلَى أعْضائي
«فارموا إلى النَّار الحشائشَ..، والعبوا
يا مَعْشَرَ الأَطفالِ تحتَ سَمائي»
«وإذا تمرّدتِ العَواصفُ، وانتشى
بالهول قَلْبُ القبّة ِ الزَّرقاءِ»
«ورأيتموني طائراً، مترنِّماً
فوقَ الزّوابعِ، في الفَضاءِ النائي
«فارموا على ظلّي الحجارة َ، واختفوا
خَوْفَ الرِّياحِ الْهوجِ والأَنواءِ..»
وهُناك، في أمْنِ البُيوتِ،تَطارَحُوا
عثَّ الحديثِ، وميِّتَ الآراءِ»
«وترنَّموا ـ ما شئتمُ ـ بِشَتَائمي
وتجاهَرُوا ـ ما شئتمُ ـ بِعدائي»
أما أنا فأجيبكم من فوقِكم
والشمسُ والشفقُ الجميلُ إزائي:
مَنْ جاشَ بِالوَحْيِ المقدَّسِ قلبُه
لم يحتفِلْ بفداحة الأعباءِ"
هكذا غنّى أبو القاسم الشابى ..الشاعر الذى أقول فيه ماقاله النقاد فى المتنبى "ملأ الدنيا وشغل الناس"
ولد الشابى فى تونس الخضراء ،بلدة الزارات التابعة لولاية توزر. فى الأربعاء 24 فبراير، 1909م
ومات فجر الإثنين التاسع من شهر أكتوبر سنة 1934م.
ومابين الولادة والموت.. قصة حياة لشاعر أغانى الحياة .
يُسجل بقلمه فى مذكرة من مذكراته فى الثلاثاء 7يناير سنة 1930م
"هل سيأتى ذلك اليوم الذى تعانق فيه أحلامى قلوب البشر ،فترتل أغانى أرواح الشباب المستيقظة ،
وتدرك حنين قلبى وأشواق أدمغة مفكرة سيخلقها المستقبل البعيد"
(2)
ويعلو صوتى منشداً:
سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعْداءِ
كالنِّسْر فوقَ القِمَّة ِ الشَّمَّاءِ
أَرْنو إِلَى الشَّمْسِ المضِيئّة ِ..،هازِئاً
بالسُّحْبِ، والأمطارِ، والأَنواءِ
لا أرمقُ الظلَّ الكئيبَ..، ولا أَرى
ما في قرار الهَوّة ِ السوداءِ...
وأسيرُ في دُنيا المشاعِر، حَالماَ،
غرِداً- وتلكَ سعادة ُ الشعراءِ
أُصغِي لموسيقى الحياة ِ، وَوَحْيها
وأذيبُ روحَ الكونِ في إنْشائي
وأُصِيخُ للصّوتِ الإلهيِّ، الَّذي
يُحيي بقلبي مَيِّتَ الأصْداءِ
فى سنوات التكوين وأنا أحبو فى حقول الشعر والشعراء وألتقط الثمرات الناضجة من هنا وهناك ، أحفظ القصائد وأترنم بها.
وأسعى فى الأراضى الزراعية ،والزروع على مدى البصر لاتنتهى والخضرة تملأ قلبى ووجدانى والأشجار تناجى النسيم والهواء المنعش يغسل صدرى.
أسعى وبيدى كشكولاُ نسختُ فيه بخطى ديوان أغانى الحياة كاملاً .
سهرتُ ليالٍ طويلات، على ضوء لمبة جاز نمرة 10، أنسخ هذه الأشعار الخالدة .
لم أعثر، وقتئذ، على نسخ مطبوعة فى المكتبات ،ولكن عثرتُ على نسخة فى مكتبة دار الكتب بطنطا .
وكنت أستعير منها الكتب النادرة أو التى لا أتمكن من شرائها .
وأسعى فى الأراضى الزراعية ،والزروع على مدى البصر لاتنتهى والخضرة تملأ قلبى ووجدانى والأشجار تناجى النسيم والهواء المنعش يغسل صدرى.
أسعى وبيدى كشكولاُ نسختُ فيه بخطى ديوان أغانى الحياة كاملاً .
سهرتُ ليالٍ طويلات، على ضوء لمبة جاز نمرة 10، أنسخ هذه الأشعار الخالدة .
لم أعثر، وقتئذ، على نسخ مطبوعة فى المكتبات ،ولكن عثرتُ على نسخة فى مكتبة دار الكتب بطنطا .
وكنت أستعير منها الكتب النادرة أو التى لا أتمكن من شرائها .
ويعلو صوتى منشداً:
سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعْداءِ
كالنِّسْر فوقَ القِمَّة ِ الشَّمَّاءِ
أَرْنو إِلَى الشَّمْسِ المضِيئّة ِ..،هازِئاً
بالسُّحْبِ، والأمطارِ، والأَنواءِ
لا أرمقُ الظلَّ الكئيبَ..، ولا أَرى
ما في قرار الهَوّة ِ السوداءِ...
وأسيرُ في دُنيا المشاعِر، حَالماَ،
غرِداً- وتلكَ سعادة ُ الشعراءِ
أُصغِي لموسيقى الحياة ِ، وَوَحْيها
وأذيبُ روحَ الكونِ في إنْشائي
وأُصِيخُ للصّوتِ الإلهيِّ، الَّذي
يُحيي بقلبي مَيِّتَ الأصْداءِ
********************************
(3)
لم
يكن الشابى إلا ابن عصره ومعبراً عنه ومع جماعة أبوللو الشعرية أثروا
ديوان الشعر العربى بخرائد خالدة وغاصوا فى أعماق أعماقهم كى ينجزوا شعراً
إنسانياً لاتمل منه ،بل هو دفقة الحياة المتجددة .فى الربع الأول من القرن العشرين وعالمنا العربى يئن تحت وطأة استعمار غاشم ونهّاب لخيرات البلاد وساحق لشعوبها ،وحرب عالمية أولى مدمرة وثورة العرب الكبرى وثورة المصريين سنة 1919م،نهض الأدب والشعر محاولين شحذ الهمم وكسر الجمود وتجديد الفكر ..لكن الضغوط لاتزول والرقابة تحذف والاحتلال بالمرصاد للوطنيين .
تبدو فى الليل المدلهم نجومٌ وضيئةٌ تجاهد فى تبديد هذا الليل الطويل ..
وفى مصر شعراء الوطنية ينشدون أشعارهم وفى تونس ينشد أبوالقاسم الشابى أشعاره .
ويرسل قصائده لتنشر فى مجلة أبوللو .
وأمد يدى إلى رفوف مكتبتى وأسحب المجلدات ،وقد أعادت الهيئة المصرية العامة للكتاب ،فى مشروع مكتبة الأسرة ،نشر الأعداد الكاملة لمجلة أبوللو .
فقد صدر من هذه المجلة 25عدداً ،وهذه الأعداد فى 3مجلدات.
المجلدالأول 11عدد من سبتمبر 1932 إلى يوليه 1933م
المجلد الثانى 10عدداً من ستمبر 1933م إلى يونيه 1934م
المجلد الثالث 4أعداد من سبتمبر 1934م إلى ديسمبر 1934م ثم توقفت نهائياً.
وبالاطلاع على صفحات هذه المجلدات ،ينشر الشابى قصائده :
بالمجلد الأول: صلوات فى هيكل الحب،السعادة،الأشواق التائهة ،الجنة الضائعة ، أنا أبكيك للحب،الأبد الصغير .(6قصائد)
المجلد الثانى : قلب الأم،فى ظل وادى الموت،الصباح الجديد،ألحانى السكرى،الناس، الرواية الغريبة،أيتها الحالمة بين العواصف،صوت من السماء ،من أغانى الرعاة،إلى طغاة العالم ،الإيمان بالحياة،نشيد الجبار أو هكذا غنّى بروميثيوس.(12قصيدة)
كان الشابى من نجوم هذه الجماعة" أبوشادى ،ناجى،مطران، على محمود طه،الهمشرى،الصيرفى ،مختار الوكيل ،صالح جودت ،شفيق المعلوف،رياض المعلوف، محمود حسن إسماعيل،محمود أبوالوفا،جميلة العلايلى،إلياس أبو شبكة،عبد الحكم الجراحى ،سيد قطب ،محمود عماد ،وغيرهم " التى أحدثت ثورة فى الشعر العربى وتجديداً فى النزعات الشعرية وقد صبغته بملامح وخصائص متميزة ومتفردة .
لكن هل يصمت التقليديون حراس اللغة دعاة الجمود؟
كلا.. فقد ثاروا على من ثار على بحور الفراهيدى والشعر العمودى وتوقفت المجلة وإلى غير رجعة.
وأهيم مع شعراء أبوللو فى رومانسيتهم ورمزيتهم وتأسرنى لغتهم الجديدة وأساطيرهم وأشباحهم وأحزانهم وعواطفهم الجياشة .
وتستمر مسيرتى الشعرية مع الشابى العظيم وقصائده الشامخة .
المجلد الثانى : قلب الأم،فى ظل وادى الموت،الصباح الجديد،ألحانى السكرى،الناس، الرواية الغريبة،أيتها الحالمة بين العواصف،صوت من السماء ،من أغانى الرعاة،إلى طغاة العالم ،الإيمان بالحياة،نشيد الجبار أو هكذا غنّى بروميثيوس.(12قصيدة)
كان الشابى من نجوم هذه الجماعة" أبوشادى ،ناجى،مطران، على محمود طه،الهمشرى،الصيرفى ،مختار الوكيل ،صالح جودت ،شفيق المعلوف،رياض المعلوف، محمود حسن إسماعيل،محمود أبوالوفا،جميلة العلايلى،إلياس أبو شبكة،عبد الحكم الجراحى ،سيد قطب ،محمود عماد ،وغيرهم " التى أحدثت ثورة فى الشعر العربى وتجديداً فى النزعات الشعرية وقد صبغته بملامح وخصائص متميزة ومتفردة .
لكن هل يصمت التقليديون حراس اللغة دعاة الجمود؟
كلا.. فقد ثاروا على من ثار على بحور الفراهيدى والشعر العمودى وتوقفت المجلة وإلى غير رجعة.
وأهيم مع شعراء أبوللو فى رومانسيتهم ورمزيتهم وتأسرنى لغتهم الجديدة وأساطيرهم وأشباحهم وأحزانهم وعواطفهم الجياشة .
وتستمر مسيرتى الشعرية مع الشابى العظيم وقصائده الشامخة .
***************************
(4)
لم
يكن استلهام الأساطير الأجنبية فى الآداب العربية منتشراً بين الأدباء
والشعراء _على قدر علمى _ فى بداية النهضة ، أوائل القرن العشرين ، فشعراء
الإحياء كانوا المحافظين على نصاعة الشعر من أى دخيل من الثقافات الأخرى .ومن يطالع دواوين الشعر يتأكد له هذا الزعم ،فالحفاظ على تراث الأقدمين هو المهم والأهم ..استعادة الماضى بلغته ومواضيعه وموسيقاه ورفض كل دخيل .
وعلى استحياء .. بدرت محاولات تحاول شق الصف التقليدى والتراثى إلا أنها كانت محاولات فردية لم يُكتب لها الحياة .
وبدأت التطلعات نحو ثقافة جديدة وعقل جديد يستوعب ثقافات شعوب العالم .
ويقول الدكتور عبدالعزيز الدسوقى:
"...أن تيار أبولو قد نشأ فى ظروف الحياة المصرية المعتمة الكئيبة التى أحس فيها هذا الجيل إحساسه بذاته إحساساً حاداً جارفاً،ورأى الفارق بين أحلامه وآماله وبين واقع الحياة المرير؛وبدأ يرسل أشعاره غناءً ذاتياً متفجراً عن عاطفة جياشة ووجدان منفعل حزين.
....... وهكذا تطور التيار أو وصل إلى ذروته عندمانشر العدد الأول من مجلة أبولو فى سبتمبر 1932م يعلن مولد جمعية أبولو".
ص325-جماعة أبولو وأثرها فى الشعر الحديث- الهيئة العامة لقصور الثقافة -سلسلة ذاكرة الكتابة- العدد16 سنة 2000م
(5)
من أعاجيب عصرنا وتاريخنا الحديث والمعاصر،أن مؤسس مصر الحديثة محمد على لم يتلق تعليماً رسمياً ،لكنه أنشأدولة عصرية هزت المعمورة من أقصاها إلى أقصاها .وأصاب العمى طه حسين وكف بصره طفلاً ،لكنه الأعمى الذى قاد أمم وشعوب المبصرين إلى رحابة العلم وسماء المجد وأساطير الخلود .
ولم يستطع عباس محمود العقاد أن يتعلم ويحصل على شهادة ما ،لكنه فاق الجميع فكراً وعلماً وصار" أعجوبة من أعاجيب زماننا" ،كما قال عنه الدكتور شوقى ضيف.
ويأتينا من تونس الخضراء أبو القاسم الشابى الفارس الثائر ليعلن "الشعب يريد إسقاط النظام " .
لم يكن قد تخطى الثالثة والعشرين من عمره ليصرخ صرخته الخالدة:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة ***فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلى ***ولابد للقدر أن ينكسر .
هذا هو الشابى الثائر الساعى ،وبقوة، نحو النور والعدل والحرية .
هذا الثائر الذى ابتلاه الله بمرض القلب ،فعاش حياته القصيرة جداً يعانى ويعانى .
فمرضى القلب ..يتعذبون فى كل شهيق وزفير ويتألمون من كل نظرة عين مشفقة .
مرضى القلب ..يحييون كالوردة تهب الأريج وهى تذوى .
مرضى القلب..إن مضى اليوم عليهم فقد لا ينتظرون يوماً آخر ،عمرهم قصير .
وهكذا كان الشابى الذى عاش حياته القصيرة 25سنة 7شهور 15يوم.
مات شاباً لكنه آثر الخلود .
هذا العليل المريض أيقظ أمماً وشعوباً.
هذا الذى تغنّى بالحياة وهى تُسلب من أعماقه .
كنت أقرا له أشعاره ..وأتقمص شخصيته وقلبى المريض يخنقنى ..
وأهتف :
سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعْداءِ
كالنِّسْر فوقَ القِمَّة ِ الشَّمَّاءِ
أَرْنو إِلَى الشَّمْسِ المضِيئّة ِ..،هازِئاً
بالسُّحْبِ، والأمطارِ، والأَنواءِ
لا أرمقُ الظلَّ الكئيبَ..، ولا أَرى
ما في قرار الهَوّة ِ السوداءِ...
وأسيرُ في دُنيا المشاعِر، حَالماَ،
غرِداً- وتلكَ سعادة ُ الشعراءِ
*************************************************************
(6)
من هو بروميثيوس ؟
يقول الدكتور ثروت عكاشة فى دراسته القيمة :
وتعنى كلمة بروميثيوس العارف بالغيب أو الثاقب البصر .وإلى هذا الإله يعزى خلق الإنسان من طين حتى نفخت فيه آثينه من روحها .
وعلى حين كان بروميثيوس يحب خلقه ويناصرهم ،كان زيوس على الضد من ذلك يبغضهم فأثار بينهم القلاقل وحرمهم النار بدفئها واستطاع بروميثيوس أن يهيىء لخلقه ناراً اختطفها من السموات ....وحملها إلى الأرض فى قصبة جوفاء ،ثم علّم البشر الفنون والعلوم ليتميزوا عن الحيوان.
...........................
ولقد أثار اختطاف بروميثوس لتلك النار غضب زيوس وحنقه على البشر حتى همّ بإبادتهم .
..................
وجد زيوس فى الهيمنة على بروميثيوس وإخضاعه لسلطانه ،فأمر هيفايسستوس بأن يحمله إلى ربوة نائية فى جبل القوقاز ،على أن يشرك فى مهمته تلك كرانوس وبيا خادمة زيوس رمزى العنفوان والبطش .
وعلى تلك الربوة تركوا بروميثيوس مقيداً بالسلاسل ،وكان يحط عليه مع كل صباح نسر ينهش كبده حتى إذا ما أمسى عاد كبده سليماً كما كان فيعود النسر فينهشه وهكذا دواليك إمعاناً فى تعذيبه إلى أن كان خلاصه على يد هرقل."
مقتطفات من ص 187وص 189.
الأغريق بين الأسطورة والإبداع.الجزء 15،تاريخ الفن ،العين تسمع والأذن ترى.الطبعة الثانية 1994م .الهيئة المصرية العامة للكتاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق