بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 17 نوفمبر 2014

ثلوج سانت كاترين(17)




سانت كاترين 1982م

وذات ليلة ثار بيننا الحديث عن تأثير طه حسين فى الأدب العربى ، وكان مصطفى يستمع أكثر ممايتكلم ،يحاول الغوص فى أعماقى "الله أعلم" .
فطه حسين رائد من الرواد القلائل وكتابه فى الشعر الجاهلى ، أزعم أنه فاتحة النقد الحديث فى الدين والشعر .
وأن هذا الأعمى قاد أمة بل أمماً وأذكر قصيدة نزار قبانى ومنها هذا البيت
"اخلع نظارتيك فما أنت أعمى ***إنما نحن جوقة العميان "
والتى نشرتها مجلة الثقافة بعد وفاته .
ويقول مصطفى :
طه حسين له تاثيره العظيم على جيله والأجيال من بعده .

وأمدى يدى وأحضر كتاباً وأبدأ القراءة فيه :
الألمان كثيرو الدراسات للشرقيات بين الأوروبيين،وقد تضاعفت عنايتهم بها فى أواسط القرن الثامن عشر لسببين: أحدهما النهضة العلمية العامة،والآخر تمردهم على سلطان
الآداب الفرنسية ،فإنهم -لما تمردوا على هذه الآداب-حولوا وجوههم إلى كل وجهة أخرى ،فدعوا إلى اليونان الأقدمين ،ودعوا إلى الإنجليز،ودعوا كذلك إلى الشرقيين يطالعون كتبهم ويترجمونها ويقتبسون منها الموضوعات.
وقدكان جيتى ألمانيا صميماً فى حب التوسع والاطلاع ،فنهل من الآداب الشرقية مع الناهلين،وقرأ السيرة النبوية وهو فى نحو الرابعة والعشرين من عمره ،واطلع على القرآن وأمعن فيه إمعان الأديب وإمعان الباحث فى الأديان،فاصطبغت كتاباته بصبغة قرآنية كما يرى القارئ فى كلامه عن الله ودلائل وجوده ."

ثم يمضى العقاد ويقول عن الديوان الشرقى:

الديوان الشرقى يمثل الشرق كما يراه خيال شاعر الغرب من بعيد،ولايمثل الشرقيين كما يراهم الشرقيون لا على سبيل الإتفاق.
وقد راق جيتى أن يسم الديوان بالسمة الشرقية فى شكله ومعناه ،فجعل له غلافا عربياً مزخرفاً بالنقوش العربية ،وكتب فى أوله تحية شعرية
ترجمها له الأستاذ سلفستر دى ساسى المستشرق المعروف فى الكلمات الآتية:
"يا أيها الكتاب سر إلى سيدنا الأعز فسلم عليه بهذه الورقة التى هى أ ول الكتاب وآخره:
يعنى أوله فى الشرق وآخره فى الغرب"ويشير جيتى بذلك إلى كتابة الشرقيين من اليمين إلى الشمال وكتابة الغربيين من الشمال إلى اليمين،فتحية هى الأول والآخر . لأنها فى أول الكتاب عند الشرقيين ،وفى ختامه عند الغربيين .
بل أراد جيتى أن يستشرق ما استطاع إظهاره لهذا الديوان.
فكان يقرأ الأشعار الشرقية وينسخ الخطوط العربية ،كأنه يلاقى بذلك بين الروح وجثمانه ،واللفظ وفحواه،فكان فى هجرة إلى الشرق كما قال ،
أو كان الديوان"سلاماً من الغرب إلى الشرق "كما قال هينى،وهو على كلتا الأحوال هجرة مبرورة وسلام نرده بأحسن منه.
___________________
تذكار جيتى
مقتطف من 113حتى 118
طبعة 1960م
مكتبة دار العروبة القاهرة .


ويشعل مصطفى السبجارة من السيجارة ..وينفث الدخان ويقول :
العقاد له مشكلة كبيرة معايا ..محتاجة قعدات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق