بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

رحلة مع الأدب والفن والثقافة

(1)

الغموض فى الأدب
ماهية الخطاب..تتعدد بتعدد المواضيع المطروحة ،وظنى أن ماهية الخطاب الموجه للمتلقى لابد وأن يكون الكاتب مدركاً لها ومتفهماً لماترمى إليه.
أما الغموض والإبهام فى القول ،سواء أكان شعراً أم أدباً أم نقداً أم سياسةً..مرهون بثقافات المتلقى .
وكون أبو تمام قد حدّد مفاهيمه لإدراك المتلقى لأشعاره ،بأن على المتلقى أن يفهم مايُقال.
فهذا القول منه ،لا أتفق معه فيما قاله.
وسندى فى ذلك أنك لاتكتب أى الكاتب إلا وأمام عينيك القارىء الذى تكتب له.
فهى علاقة وثيقة بين المبدع والمتلقى .
وما قيمة إبداع، أياً كان ،إذا لم يكن له من يقرأه ؟

فقيمة الإبداع الحقيقى فيما يقدمه للمتلقى،وليس معنى ذلك ،أن يتدنى بمستوى اللغة أو الفكر إلى أدنى مستوى . وإنما ما أرمى إليه هو وضع الفكرة العظيمة فى أسلوب مفهوم ومقبول .

وكان لى صديق من الذين يتزعمون الكتابة التجريبية ،وكان له عالمه الخاص ومعجمه اللغوى لألفاظ متقعرة غير مستعملة.وكأنى به يأتى بالغرائب، كى يقول للمتلقى ..لن تقرأنى ولن تفهمنى.

وذات يوم ..منذ أكثر من ربع قرن ويزيد،أعطانى قصة من قصصه وهو ممتلأ زهواً ،وقال لى :اقرأ وسترى.
وأخذت القصة وحاولت القراءة مرة بعد مرة ،بل مرات عديدة لكنى لم أصل لشىء. فاتهمت نفسى بعدم الفهم وقصورى عن إدراك المعانى .
وقلت له:ياصديقى.. أنا لم أفهم ماترمى إليه،ورغم ثقافتى المتواضعة، لم أحظ بشرف معرفة كنه هذا الإبداع.
فقال لى على الفور:أنا لا أكتب للحاضر ،أنا أكتب للمستقبل ،وسوف يعرفون آنذاك ..من أنا؟!!
وقام بتسليم ،هذه القصة أو القصص.. للراحل الدكتور /عزالدين إسماعيل،وكان رئيس تحرير مجلة "إبداع" القاهرية ،الذى نشرها فى باب" التجارب"،وهو باب فى المجلة ،لنصوص غامضة أو غير مفهومة .

صديقى هذا ..من كبار المثقفين الذين صاحبتهم ،أما ما يصبو إليه فهو ،منى، مرفوض ،لأن الكاتب أياً كان ..عندما يكتب ،لابد وأن يكتب مايُفهم،وبلغة تُمكن المتلقى من إدراك أهدافه.



(2)

الأدب الإسلامى !


من المدهش حقاً ،أن تكون رابطة العالم الإسلامى، صاحبة نظرية الأدب الإسلامى ،وتضع لها الشروط والمواصفات القياسية، وما يُكتب وما لا يُكتب.؟!

حقيقةً ..أنا مندهش كل الإندهاش مما قرأته.

الإسلام شريعة وعقيدة .
أما الأدب فهو وليد تجارب البشر فى حياتهم ،.
 
أعلم أن هناك نظرية يدرسها الطلاب فى الجامعات تُسمى نظرية الأدب .

لكن ماهو الأدب،وما الذى يُقصدبه؟؟

هل الأدب منظومة قيم ومبادىء أم هو بحث الإنسان عما يعتوره من هموم ومايشغله من أحداث الحياة ؟

هل الأدب هو منظومة دينية عقائدية أم هو منتج بشرى يبحث فى أغوار النفس ؟

من الملفت للنظر فى هذا الموضوع المطروح ،أن كافة الآراء تٌبدى الإستحسان وفقط.

ولم أجد رأياً واحداً.. يتساءل عن ماهية الأدب؟

هناك فرق بين الإسلام كدين وعقيدة وبين خبايا النفس البشرية اللوامة والمطمئنة والأمارة بالسوء.

الأدب عبر عصوره المختلفة ،تتغير أنواعه وروافده بل وأشكاله.
هل الأدب ينحصر فى الوعظ والإرشاد؟
هل الأدب قاسم مشترك مع منظومة القيم السائدة فى المجتمع والدين الذى يعتنقه الناس؟؟
هل أزعم لنفسى أن هناك أدباً يهودياً وأدباً مسيحياً؟
هذا بالنسبة للأديان السماوية الثلاثة .
وبالنسبة لديانات وعقائد الآخرين الذين يعتنقون عقائد أخرى كالسيخ فى الهند والبهائيين وعبادة الشيطان والملاحدة ....إلخ إلخ .هل لهم أدب يبدعونه ؟؟

حتى الشعر وباعتباره أحد فروع الأدب ،هو منتج بشرى، بل أظن أن هناك دراسات جادة ،أعطت الشاعر ..حرية القول وحرية الفكر وحرية الإبداع.
الأدب وكما هو معروف الآن ،زادت دائرة مواضيعه ومسمياته إلى الحد الذى لم يعد القارىء النهم ،محيطاً به وبمدارسه المختلفة .

الأدب فى صدر الإسلام، كان أدباً وعظياً من الدرجة الأولى ،ولحين ثبوت قيمه ومبادئه فى المؤمنين به.
كان الشعر.. هو فارس الميدان ولاشىء سواه.

وباتساع الفتوحات وانتشار الإسلام فى بلاد وبلدان لها ثقافات وفلسفات تتباين مع منظومة القيم الدينية الإسلامية ،كان الإقتراب منها بحذر شديد ..ولا أنسى عصر الترجمة التى نُقلت فيه مجلدات الفكر والإبداع اليونانى القديم،وترجمات الشعر والخطابة والسياسة والقوانين لأرسطو وأفلاطون وآخرين .

كان الأدب المتواجد على الساحة العربية الإسلامية ،وكما قلت، لايعدو إلا أن يكون شعراً.

وبدخول الإسلام فى البلدان الأخرى كما سبق القول ،اتسعت رويداً رويداً دائرة الأدب فظهرت المقامات ،وكتب الحكمة والنثر والرسائل والخطابة والموسوعات الأدبية الضخمة والموسوعات التاريخية .
كانت جميعها أى ماسلف بيانه ،تحاول البحث عن روافد ثقافية أخرى ،فوجدنا الحديث عن الثقافة الفارسية والثقافة اليونانية ،وأمتلأت الكتب بأقوال أرسطو وأفلاطون وكسرى أنو شروان وكليلة ودمنة والأدب الكبير لابن المقفع. والفلسفة الإسلامية ،التى كانت من تأثير الفلسفات الأخرى ،وسماها الفلاسفة المسلمون ،علم الكلام . ثم الحديث عن الموسيقى والألحان والغناء و الرسم والفنون التشكيلية والنحت والتصوير والأرابيسك وفن الخط والمنممات...إلخ
ثم تواصلت عصور الأدب ،وكل عصر له همومه ومشاكله وروافد ثقافاته المختلفة .
ظهر الأدب القصصى ثم الأدب الروائى ثم الأدب المسرحى ثم الشعر المسرحى ثم الادب الملحمى ،ثم مدارس الشعر المتعددة وعالم الموسيقى والأوبرا والباليه ..............إلخ
ثم ظهرت السينما ووانتشرت انتشاراً ملأ الدنيا وشغل الناس ثم الإذاعة ثم التليفزيون ..وكان لكل فن من الفنون ،رواده ومنتقدوه ،عوالم ثقافية مبهرة وتفرض نفسها على أذواق الناس فرضاً.

من منا لم يقرأ لتولستوى وتورجنيف وبوشكين وشكسبير وبودلير ومالارميه والملاحم القديمة وطاغور وإقبال وجوته ؟؟؟
ألوف الكتّاب ، وفى كل فروع الأدب والفكر والفلسفة والتصوير والموسيقى والفنون التشكيلية ، من جميع البدان والأقطار.. يسعون إلى الفضيلة والحرية والعدالة والجمال والرفعة .

أزعم ،وتقديرى واحترامى لكل الآراء، أن الثقافات الرفيعة ،هى منظومة قيم .

وأؤكد أن الأدب الفاحش والبورنوجرافيا ،يرفضها الإنسان الحر فى أى مكان وأى زمان.
والأدب الرفيع.. تصبو إليه كل نفس شريفة عفيفة ،تبحث عن إجابات وتهفو لتحقيق السلام والأمن.
الأدب الرفيع لايستمد وجوده من شروط مسبقة ولاحدود مرسومة.


(3)

الأدب الإسلامى ...مرة ثانية
أشعر أن الداعين إلى ما يُسمى الأدب الإسلامى ، يحاولون إقصاء الثقافات الأخرى عن العقل الإسلامى.. وأؤكد العقل الإسلامى.. الذى بلغ نضجاً وفكراً ،عبر عصوره المختلفة ،بما لايسمح ،له ،أن ينهار أو يستسلم تحت رحى العقائد الأخرى، أياً كانت .

أن أقرأ ثقافات الشعوب الأخرى وأطالعها وأكتب عنها وأستخدم أساطيرها وخرافاتها وحكاياها ..فهذا شىء.
وأما أن أتأثر بها عقائدياً ..فهذا شىء آخر.

جميعنا ..قرأ أساطير وحكايات لاحصر لها ،فالغصن الذهبى لجميس فريزر ،هذه الموسوعة الضخمة ،فيها من الأساطير وحكايات الشعوب ما يضيق المكان عن حصرها.بل خرافات لافونتين وحكايات أيسوب وتناسخ الكائنات لأوفيد والإوديسا والإلياذة لهوميروس،والإينيادة لفرجيل والمثيولوجيا الإغريقية واليونانية عبر عصورها المختلفة وملحمة جلجامش والفرودس المفقود لميلتون وحكايات كانتربرى لجيفرى تشوسر والشاهنامة للفرودسى ..
ملاحم وأقاصيص وحكايات وخرافات لاحصر لها وحكايات وأساطير اليابان والهند والصين..هذه قراءات وثقافات أقرأها للمتعة ولذة القراءة .

هذا هو التنوع الثقافى ،هذا الذى نسعى إليه مصداقاً لمانسب من قول الرسول الكريم "اطلبوا العلم ولو فى الصين." والصين ،آنذاك ،كانت أرضاً مستباحة للأساطير والخرافات،زرادشت وبوذا وكونفشيوس و...و...

أزعم أننى أقرأ كل مايقع تحت بصرى من ثقافات وديانات الآخرين ،حتى ولو كانت مخالفة، على طول الخط ،لدينى ..كما سبق القول ..القراءة والثقافة شىء ،وأما خدش المعتقد فهذا شىء آخر ،لأن العقيدة الراسخة ،صعب عليها بل من الأصعب ،سقوطها فى براثن عقائد مخالفة ،بسهولة .

زعماء الأدب الإسلامى ..يجتهدون فى فرض الوصاية على عقول المسلمين ،بدعوى الخوف والحرص عليهم ..من كتابات الآخرين أياً كانوا.

..مصطلح الأدب الإسلامى ..هو موضة تسود _الآن _حياتنا .

لماذا نخشى الآخرين ؟؟
لماذا نهابهم ونتوجس منهم خيفةً ونرتعب فزعاً؟
لماذا نخشى أن يمروا بثقافاتهم وأفكارهم ،عبر عقولنا ،ألأننا نتمتع بهشاشة الفكر وضحالة الثقافة وميوعة المقاومة 
؟

(4)


رمز المرأة فى المسرح الشعرى 


خفق الشعراء /المسرحيون فى استخدام المرأة /الرمز فى مسرحياتهم ..هكذا أكد لنا أستاذنا الجليل الدكتور حسين على محمد ..

لكن لماذا أخفق شعراؤنا ؟؟؟؟

سؤال دار برأسى فى سنوات التكوين ..
 
لماذا نرى المرأة منقوصة القدر ،ضعيفة التأثير ،قليلة الحركة فى شعرنا ومسرحنا الشعرى ؟؟
قرات مسرحية الفتى مهران وعندى الطبعة الأولى أحتفظ بها.
قرأت لأحمد سويلم وجويدة ومهران وأنس داود ..كانت المرأة فى مسرحياتهم باهتة اللون ،فاقدة المعنى .

قرأت الدراسة المتعة والرائدة" البطل فى المسرح الشعرى المعاصر "لأستاذنا الجليل ..فى طبعتها التى أصدرته قصور الثقافة وتتشرف مكتبتى بوجودها .

قرأت مسرحيات صلاح عبدالصبور ..بل أحفظ الكثير من منولوجاتها والتى تصل أحياناً إلى صفحات .ربما بحكم السن الأخضر والذاكرة البيضاء والنهم فى التحصيل ..حفظت هذه الصفحات.

هل هى التقاليد التى أبعدت المرأة عن حياتنا؟؟
هل قوة المجتمع الذكورى وفرضه التغييب للمرأة ؟؟
هل سنوات التغييب الطويلة عبر القرون والحط من شأنها والتراث المتداول عن نقصان العقل والدين؟؟

أسئلة كثيرة ..والإجابات تخلتف من جيل إلى جيل..بل يأخذنى السؤال إلى آخر مدى ..
لماذا لم تكتب الشاعرات العربيات مثل نازك الملائكة مسرحاً ،فهى تملك من اللغة والدراما الكثير والكثير؟؟

لماذا لم تكتب ملك عبد العزيز مسرحاً؟

لماذا ولماذا ؟؟
كثير من الأسئلة ..ربما أجد لها أجوبة.. لدى أستاذنا الجليل حسين على محمد.


(5)

القانون وثقافة المجتمع 

القانون نتاج طبيعى لثقافة أى مجتمع إنسانى وأى تجمع بشرى فى أى مكان على سطح الأرض .

والجرائم الجنسية هى جرائم تمس كيان مجتمع ..محافظ على عاداته وتقليده ومنظومة القيم التى تحكمه ..وتنال من أفراده وتحط من قدر هذا المجتمع ،وما انهار مجتمع ما إلا بشيوع الفواحش به ،ماظهر منها ومابطن .
وكان بحثى فى سبعينيات القرن الماضى عن جرائم الآداب العامة فى مصر وتشمل الجرائم الجنسية بكافة أشكالها .

وتبين لى آنذاك أن ثقافة أى مجتمع تُحدد ماهية الجرائم الجنسية والعقاب عليها .
وكلما كان المجتمع منغلقاً وتسوده ثقافة متوارثة وتحكمه عادات وتقاليد لامحيص عنها ،فإن العرف هو القانون الحاكم ولن يقبل أفراده بغيره قاضياً.

ثقافة المجتمع هى السماء الذى تدور فى فلكه القوانين والعادات الحاكمة . فمثلاً وحتى اللحظة وفى قرى مصر لايجوز للمرأة الخروج ليلاً إلا مع أحد محارمها .وإذا ثبت عكس ذلك فربما نهايتها هو التخلص منها .

فهل يمكن لمجتمع المدينة أن يقبل بوجود شاب وشابة يتعانقان فى الشارع العام أو حتى فى نادى إجتماعى أو الحدائق العامة ؟؟ 
هذا هو المستحيل بعينه والتراث الدينى والقيم الدينية والأخلاق والعادات يحكم التصرفات والخروج عليها ،خروج يقابله العقاب الرادع.

مجتمعاتنا مجتمعات ذكورية ..أى السلطة والسلطان بيد الرجال ،والأنثى فيه محكومة بقيود وضوابط لاخروج عليها ولاتساهل فيها.



القانون الجنائى المصرى وحتى لاتفلت من بين أحكامه جرائم الزنا تطلب شرائط قانونية وأدلة مادية حتى يمكن تطبيق العقوبة ..فجريمة الزنا تقوم متى كانت المرأة الزوجة فى بيتها أو غير بيتها ،مع رجل ،تتوافر فيه الخلوة كى يمارسا فيه فعلهما الخاطىء ،حتى ولو لم يمارسا الفعل المنهى عنه.

بل أكدت أجكام القانون على أن جريمة الزنا تتم بمجرد وجود مكاتيب أو أدلة تفيد بإتيان الفعل المؤثم قانوناً .

فلو ثبت وجود إمرأة فى بيت مشبوه أو شقة رجل ما ..فما هو الحل؟


ثقافة المجتمع تحكم قبل أحكام القانون .فهى جرائم العار التى تلوث الأسرة جيلاً بعد جيل ولا ينتهى أثرها وتداعياتها بمرور السنين.


كيف لهذه الأسرة بثقافاتها الدينية ومعتقداتها وتقاليديها المتوراثة والعرف الحاكم ،أن تظل هادئة ومطمئنة وخروج أحد أفرادها "بنت " صار خروجاً سافراً واضحاً بل ومفضوحاً أمام الكافة ؟؟

من الصعب تغيير ثقافة مجتمع يرى فى جرائم نسائه الجنسية عاراً يلوثه إلى الأبد.


المشكلة ليس فى أين كانوا ،ولكن مايحدث أمامهم هو الدافع إلى الإنتقام وغسل العار.وتكون الضحية هى التى حرضتهم على التخلص منها بفعل مؤثم قانوناً وأخلاقياً.

ثقافة المجتمع هى الحاكمة والقاضية والمنفذة للعقوبة .

أما ثقافة الستر ومحاولة إخفاء الفضيحة والعمل على وأدها فى مهدها ..تحتاج إلى حنكة ودربة وقوة تماسك لايتوافرون إلا للقلة القليلة .
التأكيد منى على ثقافة المجتمع هو تأكيد مقصود والإلتفات عنه هو قول لايستقيم .

جريمة الإغتصاب جريمة غلّظ الشارع عقوبتها ، ولابد لها من توافر أركانها المتطلبة وفقاً لنصوص وأحكام القانون .ولايعقل أن يفلت من عقوبة الإغتصاب مغتصب آثم فقد معانى الإنسانية وأبسط المبادىء القويمة التى حض عليها الدين.أما ابتكار الأعذار فهو قول لم أتطرق إليه ولم يدر بذهنى .
وهذا ليس موضوعنا ففى االمدخلة الأولى ..الحديث يدور عن جرائم الشرف.
أما تحميل الضحية ذنب الجلاد ..فلست أدرى ماعلاقة الجلاد والضحية بجرائم الشرف؟؟
أنا قلت أن ثقافة المجتمع بعاداته وتقاليده وقيمه هى الحاكمة .

نحن نتكلم عن إنفلات سلوكى لمن خرجت على القيم والعادات والتقاليد ،وإذا كانت البنت مسؤولة عن تصرفاتها وتدرك حقيقة أفعالها فاللوم يقع على عاتقها "كل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه"صدق الله العظيم

"أما إذا انحرفت الفتاة فجزء كبير يقع على عاتق عائلتها فلما تدفع هى وحدها الثمن ."

شخصية العقوبة مبدأ أصيل "ولاتزر وازرة وزر أخرى " صدق الله العظيم 
بالتأكيد من ارتكب فعلاً مؤثماً لابد من عقابه ،فلو استطاع الإفلات من العقوبة مرة ،فلن يفلت منها فى المرة الثانية .وأتساءل كيف يمكن عقاب الأسرة ؟؟

المشكلة أن عقوبة الجرائم الجنسية هى الحبس ،ثم تخرج المتهمة إلى الدنيا وتتعامل وتعيش حياتها .فهى موجودة وتتواجد أمام أهلها وذويها وتحيا بينهم ..
ثقافة المجتمع هى المسيطرة والمهيمنة ولامفر من الخضوع لتأثيراتها .

"أما التخلص من الهمجية والتعصب والخضوع للقانون " ..يحتاج إلى تغيير شامل لقيم وعادات وتقاليد المجتمع "صناعة مجتمع جديد " وهذا لايتم بين يوم وليلة ولكن يحتاج إلى عشرات السنين.

من منا يوافق على سلب حياة إنسان دون جريرة مؤكدة وبسلطان القانون ؟؟


(6)

آه ..يابلد
عندما نشرت الجرائد ماقيل فى حق الرسول صلى الله عليه وسلم..
وقامت الدنيا ولم تقعد..فوجئت بالصحف تكتب وتنشر.. والإعلانات فى الشوارع يتم توزيعها بيد الصبية فى المحطات والمقاهى وأمام المساجد والمدارس ..


وقام الجميع على قلب رجل واحد ينددون ويستنكرون ..قلت لنفسى ..ها نحن نثأر ممن لاوجود لهم أمامنا وكل محلات البقالة عندنا تبيع لنا الجبن والزبد واللبن وتسب وتلعن .

ودخلت سوبر ماركت مشهور عندنا فى طنطا ..فوجدت جميع منتجات الدولة التى قامت إحدى صحفها بشر صور مسيئة للرسول الكريم ..مرصوصة وكثيرة بشكل ملحوظ ..ويافطة صغيرة لاتكاد تُقرأ ..لابد من مقاطعة منتجات من يسبون النبى الكريم.

سرت فى الشارع ..فوجدت يافطات من القماش الأبيض ..تملأ الشوارع "مكتوب عليها:"الرسول خير البشر. والقتل لمن أبى وأنكر" 
فقلت والله اليفط كتيرة ولونت الشوارع ..يافطة حمراء وأخرى خضراء وثالثة بيضاء ..الحمد لله ..الخطاطين رزقهم جالهم لحدهم وبتوع القماش ربنا سهل لهم فى البيع بدل الكساد إللى موقف حالهم ..


وأثناء مواصلة سيرى ..وجدت منزل أحد أعضاء مجلس الشعب من الجماعة المحظورة (الإخوان المسلمون) وفى الشارع أمام بيته عامل سرادق ضخم وكراسى ..فقلت لنفسى أروح أشوف الموضوع..لقيت ناس قاعدة وبيشربوا شاى وعضو المجلس الموقر نازل فيهم كلام .

قعدت شوية ..شربت الشاى ..وقمت واصلت المسير ..

والسؤال يقلقنى :هل مانفعله صحيحاً أم هى هوجة وبكرة تعدى ؟؟

طيب ..ناس بتشم فى رسولنا الكريم فى بلاد بعيدة ..وإحنا تركنا أشغالنا وحياتنا ونكتب اليفط ونقعد نشرب شاى وقهوة .

ما إحنا مسلمين وبنحب رسولنا الكريم ..لكن ليه الهيصة دى !!!


وقلت فى سرى وأنا ماشى لوحدى :آه يابلد!!!



(7)

من أصداء السيرة الذاتية
من أصداء السيرة الذاتية ..لنجيب محفوظ.
*********************

الغناء


قال الشيخ عبدربه التائه:
الغناء حوار القلوب العاشقة 



الآن

قال الشيخ عبدربه التائه:
الحاضر نور يخفق بين ظلمتين


الدين

قال الشيخ عبدربه التائه:
الحياة دينٌ ثقيلٌ ،رحم الله من سدده
.


الصفح

قال الشيخ عبدربه التائه:
أقوى الأقوياء من يصفحون.



الواحة

قال الشيخ عبدربه التائه:
فى الصحراء واحة هى أمل الضال


الحديقة

قال الشيخ عبدربه التائه:
ما أجمل راحة البال فى حديقة الورد
.
(8)

قصيدة النثر
فى التقديم الذى كتبه بودلير إلى أرسين هوساى (رئيس تحرير صحيفة لاباريس ،التى نشرت القصائد العشرين الأولى من ديوان le spleen de parisأو ضجر باريس كما أزعم ..وليس كما هو مترجم سأم باريس،فمن وجهة نظرى ..هناك فرق شاسع بين الضجر والسأم .

يقول "
وعندى اعتراف بسيط أقدمه لك وهو أنه عند تصفحى للمرة العشرين على الأقل لديوان، جاسبار الليل، الشهير لألوزيوس بير تيران (وهو كتاب معروف لك ولى ،ولبعض أصدقائنا ،أليس له كل الحق فى أن يسمى شهيراً"؟)
جاءتنى فكرة أن أقوم بتجربة مماثلة ،وأن أطبق على وصف الحياة الحديثة ،أو بالأحرى حياة أكثر تجريداً،النهج الذى طبقه فى تصويره للحياة القديمة المليئة بالصور على نحو غير مألوف
."
رغم أسبقية ديوان جاسبار الليل ،فى قصيدة النثر ،إلا أن سارة برنارد،أهملته واعتبرت أن قصيدة النثر.. بدأت ببودلير !!!
أليس هذا الإهمال هو إعتداء على أسبقية ألوزيوس؟

ولى تعقيب بسيط ،أن التأسيس لقصيدة النثر فى العربية ،كانت محاكاة تقليدية.. لما كتبه بودلير ومن أتى بعده،دون الغوص فى الحياة العربية ،فكانت جميعها إلا قليلا منها ،مسوخاً مشوهةً،لحياة تخلتف عن حياتنا ، اختلافاً عميقاًوجذرياً.



(9)

أدب الحوار

كلما صار مركب العمر فى خضم الحياة ،إذدادت الخبرات والتجارب.
ما كان لهواً فى الماضى ،لايستقيم إعماله فى أخريات العمر.
والنضوج الفكرى ينأى عن التهاتر والهذر .
كان لى صديق ،دائم الحوار معى لا يتركنى فى حالى بل يُثقل علىّ بالأسئلة.

قال لى ذات مرة: هل التباسط بين شاب وشيخ فى تبادل الأحاديث ،مستحب؟

وبحكمة الستين وعقل الشيوخ ،قلتُ: من الصعب تلاقى الأفكار بين أجيال متباعدة ،فالشاب يظن أن الحكمة ملء يديه والأفكار تنساب كشلال فياض من بين شفتيه ،ويرى أنه حكيم زمانه وفليسوف عصره وأوانه، وعلى الجميع السمع والطاعة .
ويحاول إذابة المسافات بين جيلين متباعدين فى الإدراك والخبرات وعرك الحياة،وينسى الحدود ويتخطى القدر والمقدار .
أما الشيخ ،فهو آمن فى سربه ،رأى وشاهد وعانى وتعامل عبر سنوات عمره مع الصغير والكبير والمتعلم والأمى ،مع النساء شابات وزوجات،،وتمكنت الخبرات وطرحت قيوداً والتزامات .ومن ثم كان الرشد مطلوباً فى الرجال والنساء على حد سواء.

باغتنى صديقى اللجوج وقال :أفهم من ذلك أن أفكار الجيلين متباعدة وصعب الحوار بينهما.!

قلتُ: هناك خبرات وهناك ثقافات وهناك أفكار تختلف اختلافاً بيّناً بين الشيوخ والشباب.
فلا ينبغى الإطاحة بفارق العمر والخبرات ،بزعم واهٍ يستمد سلطانه من العشم وأن الثقافة تذيب الفوراق بينهما.

فقال لى صديقى بإلحاحٍ متعمدٍ: يعنى لو سألتك عن المرأة وحسنها الطاغى وفتنتها الصاعقة فماذاتقول؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قلتُ: نظرتى للمرأة وحسنها وفتنتها وجمالها الصاعق، كما يراها الشاب المراهق ،لايتفق مع وجهة نظرى التى شبعت وشربت من الفتنة كؤوساً دهاقا، ورأيى ينأى عن التدله والإنغماس فى العواطف المشبوبة الساذجة ويهيم بالعقل والنضج والرزانة والوقار
.
 
فقال صديقى وهو أكثر دهشاً: معنى ذلك لابد من التعقل والرزانة والتقدير فى التعامل مع الشيوخ أمثالك ،فقد يكون هذا الشاب أصغر من أصغر أبنائك ..وأخيراً وقع فى يدى كتاباً قيماً، عن أدب الحوار ،وأظن أنه للشيخ الطنطاوى شيخ الأزهر .سيكون لى عنده وقفات


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق