قبل القراءة
فن
المقامة من الفنون الأدبية الراقية التى نمت وترعرعت على يد الحريرى والسيوطى
ومنامات الوهرانى..كانت صنفاً أدبياً مرموقاً برع فيه الكثيرون..واستطاعوا من خلال
المقامة أن يطرحوا همومهم الفكرية والسياسية واللغوية والأدبية..وبرع ،فى عصرنا
الحديث، بيرم التونسى فى فن المقامة.
وصدرت
هذه المقامات فى جزئين ضمن الأعمال الكاملة التى أصدرتها الهيئة المصرية العامة
للكتاب سنة 1986م.بإشراف رشدى صالح،فى طبعة قيمة وتجليد متميز.
وكانت
مقامات بيرم..ساخرة لاذعة للحياة الإجتماعية والسياسية والأدبية فى عصره ،وأذكر منها المقامة الرغيفية.
"حدثنى البائس بن غلبان ،قال :
بعد توسل ورجاء ،وكد وعناءن ووقوف على الأبواب وذل وعذاب ،وظفتنى وزارة الأوقاف فى زواية مهجورة خاوية..." ويواصل بيرم شرح مقامته ويضع يده على السرقات التى تتم بالزواية من سرقة الأحذية والقفاطين والعكاكيز..وصراخ المصلين.ويعيب على الشرطة أنها تمسك اللصوص الذين يسرقون فى الشوارع ويتركونهم يسرقون فى الجوامع.........وذات مرة قبض مرتبه ،فهفته نفسه أن يأكل بسطرمة ووضعها فى رغيف ثم عاد إلى الزواية فوجد أفندياُ قد فاتته صلاة الجماعة..فقام من فوره بوضع ملابسه فى دولابه لكنه نسى أن يغلقه ،ودخل الكنيف تاركا الأفندى يتوضأ..وبعد خروجه من الكنيف لم يجد الأفندى ولا الرغيف.
بعد توسل ورجاء ،وكد وعناءن ووقوف على الأبواب وذل وعذاب ،وظفتنى وزارة الأوقاف فى زواية مهجورة خاوية..." ويواصل بيرم شرح مقامته ويضع يده على السرقات التى تتم بالزواية من سرقة الأحذية والقفاطين والعكاكيز..وصراخ المصلين.ويعيب على الشرطة أنها تمسك اللصوص الذين يسرقون فى الشوارع ويتركونهم يسرقون فى الجوامع.........وذات مرة قبض مرتبه ،فهفته نفسه أن يأكل بسطرمة ووضعها فى رغيف ثم عاد إلى الزواية فوجد أفندياُ قد فاتته صلاة الجماعة..فقام من فوره بوضع ملابسه فى دولابه لكنه نسى أن يغلقه ،ودخل الكنيف تاركا الأفندى يتوضأ..وبعد خروجه من الكنيف لم يجد الأفندى ولا الرغيف.
أما
أستاذتنا منار يوسف..المهمومة بمصرنا المحروسة والمفروسة والمنحوسة وما آل إليه
حالنا بعد ثورة مجيدة ،فقد اختارت حديث شهر زاد فى حكايات ألف ليلة وليلة ،وماكانت
تذيعه الإذاعة المصرية فى سنوات ماضية ،فى شهر رمضان من كل عام "ألف ليلة
وليلة ".
وسارت
على منوالها وقصت حديث الأمس واليوم ،وما تستشعره من أحداث الغد..من خذلان الخلان
الذين استغلوا طيبته وغلبه المتراكم عبر السنين.وكان همه العيش بأمان وسدجوعه الذى
طال..لكن الحلم أصبح فى خبر كان..وبدأ من جديد يحلم بالعيد وبالربيع
السعيد..وبثورة جديدة تحقق الأحلام.
لقد استطاعت الأستاذة منار..أن تبث همها عبر لغة
سهلة وسجع لا يمل منه،وفى سبيل الحفاظ على السجع ،فلتت منها بعض الهنات (إنه في
الليلة الخامسة و العشرون ,) وصحتها الخامسة والعشرين. ثم ليخزله وصحتها ليخذله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق