لا أكتمك السر، ياصديقى العزيز،فمنذ سنتين أو أقل قليلاً ،خاننى قلبى خيانة عظمى وأبى أن يستمر فى دقاته وتعثرت خطواته وعاند عناداً أجبر معه الأطباء إلى الدخول إليه ومحاولة إعادته إلى متابعة دقاته.
وبعد إجراء اللازم طبياً وخروجى من غرفة العمليات ووضعى على السرير ،وفجأة عاند قلبى عناداً عظيماً وحاول التملص مما فعلوه به ..وصرخ الأطباء وتنادوا على بعضهم البعض وهرعوا ينظرون إلى القلب الذى يأبى السكون ،فقد إرتفع الضغط إلى درجة ،كادت روحى فيها أن تخرج إلى بارئها ،بل رأيت الفزع فى أعينهم والخوف الشديد ، وأعلنوا حالة الطوارئ بالمستشفى ..وكنت أشهق الشهقات الأخيرة مودعاً الحياة .
لكن العمر لم ينته بعد ..فقد هبط الضغط وعادت دقات القلب إلى طبيعتها .
حتى اللحظة .. أشعر بأن العمر يجرى وأخشى أن أرحل ولم أنه كتاباتى بعد.
وأصبحت متوجساً من تمرد هذا القلب ،الأمر الذى يدفعنى أن أكتب ولاأنتظر من يقرأ أو يتابع.
القلب يجرى والعمر يجرى، ولابد أن أكون أسرع منهما.
فأنا أخشى حسرة الأغنية التى لن تتم .. كما قال ناظم حكمت.
وأعلم علم اليقين أن الموت بيد الله ولكل أجل كتاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق