بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

ألوان وأحزان وأفكار وتاريخ

قصيدة نويهية
سألت الموت مرة
ليه يابعيد مابتقرّب
وليه كل ما أقرب منك 
تجرى منى وتغرّب.
رد علىّ وقال:
عمرك فى الشقا لم ينتهِ
وكمان قلبك تعبنا معاه
وروحك راغبة الحياه
صدقنى ياصاحبى
نفسى آخدك معانا
من زمان
لكن لسه الأمر مانزلشى.


حلم نويهى
حلمت ف يوم
إنى فى السما طاير
فى إيدى وردة حمرا 
عطرها فواح
حواليا طيور خضرا وبيضا شكلها يفرح
والهوا مندى بالمسك والعنبر
والنور طوفان غرقت أنا فيه
وقلبى من فرحته
الهم راح منه.
صحيت م النوم
أضحك ومستعجب
وأقول لنفسى :
بلاش زعل وهموم
بلاش غضب وجنون
بلاش قهر وحزن وضنا .
وفجأة لقيت أمى على راسى
تطبطب علىّ وتقول بصوت محزون :
حبيبك إللى إنت به مشغول
ربك أمر يطلع له
وجنازته بعد صلاة الضهر .


عتاب
عتبت علىّ مراتى وعندها حق
الناس سعيدة وإنت ليه حزنان ؟
بكرة الأمور تنصلح 
وإللى إنكسر يتصلح
والناس تشوف الفرح
بعد سنين أحزان .
قم وبص بعينيك
الميدان مليان
ناس بتهتف وطالبة من الله الأمان
عاشوا بيرتعشوا
خايفين على نفسهم
من ليل طويل مالوش آخر .
آه لو تعرفى إللى جوا القلب راسخ
قالق حياتى وروحى جفاها النوم
خايف ف يوم على القلوب تصحى
تلاقى تلال الهم بتزيد يوم عن يوم.

مصر يا امّة يا بهية
شقيت طريقى بين ألوف الناس
والناس بتصرخ من الفرح
وإيدين طويلة قصيرة 
رافعة العلم بيرفرف فوق كل الرووس
ومن عميق الروح تنادى :
بلادى بلادى
لكى جبى وفؤادى
مصر يا أم البلاد
أنتى غايتى والمراد.
وطفلة جميلة
ع الرصيف واقفة
شايلة على صدرها
خريطة للعظيمة مصر
مكتوب عليها بدم الروح
إللى بنى مصر كان فى الأصل حلوانى
وبكرة يروحوا العدا ومايرجعوش تانى .
وشجرة خضرة مع النسيم تتمايل
عليها ولد جريء وفى الإيدين شايل
لوحة كبيرة وبخط الدهب بتقول :
مصر يا امّة يا بهية يام طرحة و جلابية
الزمن شاب و انتي شابة هو رايح و انتي جاية
جايه فوق الصعب ماشية فات عليكي ليل و مية
و احتمالك هو هو و ابتسامتك هي هي
تضحكي للصبح يصبح بعد ليلة و مغربية
تطلع الشمس تلاقيكي معجبانية و صبية.


ماتت أختى
...
الأسود/الموت .
أختى ماتت ،كانت فى ريعان الصبا وزهرة الأنوثة الغضة ،ذهبت إثر مرض عضال ..
اللون الأسود يملأ المنزل ..
يملأ الجدران..
يملأ القلوب ،يخرج مع الكلمات والهمسات والأنفاس.
راحت لم يعد يذكرها أحد.
السواد /الموت /النسيان .

العذارى
...
اللون الأبيض ،لون الطهارة والبكارة .....العذارى فى حارتنا بيضاوات ، الفستان الأبيض ،الطرحة البيضاء ،القلوب البيضاء .
حسناء من حارتنا تزوجت ،فستانها أبيض طويل ،تساءلت لماذا الفستان أبيض؟؟؟
أليس هناك ألوان أخرى ؟؟
ضحكت أمى ،شخط أبى ،لم أنبس بحرف ،قمت ،جريت إلى الشارع ، كنا شلة تحدثت معهم ، قلت ما جال بخاطرى ، همس أحد الخبثاء :ليلة الدخلة المفرش أبيض حتى يظهر فيه الدم !!!


أنا حزين
...
السواد /الأحزان /الأفكار ..سودوى المزاج ، متشائم ، عصبى ، القتامة ، المرارة .
بداية مظلمة ، نهاية أشد إظلاما ...الليل الطويل لا آخر له ..
متى يطلع الفجر يارفيق ؟؟؟
الأوضاع تزداد سوادا وظلاما ..
أنا حزين ، أنا سودوى المزاج وعصبى ..

الطيف
...
ملابسى معظمها تميل إلى البياض .
لا أدرى لماذا لا تكون هناك ألوان أخرى ؟
لم أحاول البحث عن إجابة ...
سالنى أحد الرفاق :
لماذا ترتدى دائما ملابساً بيضاء ً؟؟؟
لم أجد إجابة مقنعة فى اللتو والحال .
تذكرت كلمة قرأتها لأحد علماء النفس يقول :
إن حب إرتداء الثياب البيضاء يدل على أن مرتديها لا يريد أن يفصح عن نفسه ،بل يود التخفى ويسير بين الناس كالطيف حتى لا يراه أحد.

ثورة بيضاء
...
قرأت ذات مرة أن ثورتنا ثورة بيضاء ،تعجبت !
هل هناك ثورة بيضاء وأخرى سوداء أوحمراء ؟؟؟!!!
سألت المدرس: ماذا تعنى ثورة بيضاء ؟نظر إلى ،لم يرد على ...
كان مشغولاً بمغازلة مدرسة حسناء لعوب يمسك يديها ويهمسان وتلتمع عيناها ،تتمايل عليه .
أهرب من أمامهما قبل اكتشاف أمرى .

كفن أبيض
...
فى الصباح ..يصيح أهل حارتنا بالتحية ، نهارك أبيض .نهارك زى الفل .
تساءلت :مالون الفل؟ 
قالوا: أبيض .
ضحكت ، ولم أعرف سبب ضحكى .
قالت جدتى : الذين يدخلون الجنة وجوههم بيضاء .
قلت : هل لن يدخل الجنة ذوو الوجوه السوداء ؟
نهرتنى جدتى ، قالت :الله غفور رحيم ،ثم همست متمنية سأقول" لأبوك" إذا مت أن يكون كفنى أبيض بالقصب .

المقابر
...
السواد ...المقابر .نلعب عليها وفى القبور المفتوحة ،نعيش مع الأموات أكثر مما نعيش فى منازلنا ،منازلنا ضيقة ،الحارة ضيقة ،الرجال عصبيون ،النساء متسخات .


طفولة
...
الأبيض ....لون اللبن الحليب ، لون االبراءة والطهارة.
وجه أبيض كاللبن الحليب ،قطب من الأقطاب ،يصلى الوقت لوقته ، لو أقسم على الله لأبره 
.أحد رجال حارتنا الأتقياء، وجهه أبيض،ملابسه بيضاء ،مسبحته بيضاء ،أولاده كثيرون ،على الأرض يجلسون ،ينظرون إليه ،يأمر وينهى ، الحفدة والحفيدات .
نندس فى وسط الجالسين ،إذا ضحك ،ترى لؤلؤا منثورا ،إذا مشى ،خلفه الأولاد ، وإذا جلس سارع أحدهم لإحضار كرسى خيرزان.
جدتى تقول :سوف يدخل الجنة .
قال أحد أبنائه:النعش ..طار .
صدقه الجميع ،وحكووا الكثير عن كراماته.
نظرت إليهم ،تعجبت كيف يطير النعش بميت؟؟؟!!!
ولم أكمل ...لكمنى أحدهم بقبضة يده ..صرخت ،هربت.

جدتى
....
الأسود ....جلباب جدتى ترتديه بعد موت جدى ، مات جدى منذ زمن طويل لا أدركه لا أعيه ، دائماً ملابسها سوداء ،أعتقد أن قلبها لم يعرف الفرح بل الأحزان السوداء ،الآلام .


جنازة
...
السواد/الموت ...جنازة طويلة يسير فيها الرجال بملابسهم الداكنة ووجوههم الغبرة وسحنهم المهمومة.
النساء متشحات بالسواد ،على البعد منهم،يسرن يصرخن يلطمن ..يقطعن الثياب ..يلطخن وجوههن بالطين ..
منظر يتكرر كل أسبوع ، بل أحياناً فى أيام متتالية .


الملائكة 
...
الملائكة خلقت من نور أبيض ،شفاف.
الممرضات ..ملائكة الرحمة لابد أن لهن وجوه بيضاء .
أمر غريب !!إن فيهن سوداوات !!!!


شقاوة
...
الششم ....لونه أبيض ،مرض العيون ، المدرسة الإبتدائية ، زملاء كثيرون يصلون المدرسة صباحاً ولم يستطيعوا غسل الششم من عيونهم ، ننظر إليهم ونضحك ، نتمايل من كثرة الضحك .
الفصل... الطباشير الأبيض نسرقه من العلبة الموضوعة فوق المكتب ، نخفيه فى جيوب المرايل وعلى جدران البيوت ننتقى جدراناً ملساء ً،نكتب عليها "عاش جمال عبد الناصر " ثم الشتائم المتبادلة بيننا.


مصطفى بيومى 


الصديق الأعز عبد الرؤوف النويهى،يعزف منذ يومين ويبدع ويتألق.يقدم تجربة فريدة بالغة الدفء والعذوبة،ويحقق لقارئه توازنا يعز العثور عليه فى زمن التيه الرمادى الذى نعيشه.
سيمفونية لونية تنبىء بميلاد عمل فنى عبقرى،فهكذا تكون الكتابة والبوح،وهكذا تتراكم الخبرات الإنسانية فيشعر الفرد المأزوم بأن فى الحياة ما يستحق أن يعيش من أجله.
بعد عشرة أيام أستعيد قدرتى على الكلام،وأتخلص من أزمة أسنانى التى طالت أكثر مما ينبغى.عندئذ أستطيع أن أطلب الرقم،وأحتشد بكل ما أتوهم أنها بلاغتى،فأقول له:ما كل هذه الروعة؟.
يوم الخميس بعد القادم ليس بعيدا،وإلى أن يأتى،لا أملك إلا أن أضيف إلى روشتة العلاج دواء غير تقليدى،اسمه:كتابات النويهى.



حبيبتى
.....
الأحمر ، الخدود الوردية ، الحب ،الطفولة ،الخجل ، المراهقة ،لحظات الإنسجام والسباحة فى بحر العواطف المشبوبة والمشاعر الخضراء .
حبيبتى..... تحدثت معها على إنفراد ، تلعثمت ،إحمر الوجه والأذنان ،ماتت الكلمات على الشفاه ،وقفت صامتة ، الوجه كالدم ،العينان تبرقان ،الصدر يرتفع وينخفض، ارتعاشات ،همهمات، تركتها وخرجت .


الدم الأزرق
....
جلوسٌ حول "صنية العشا" فوق الطبلية الخشبية ، أبى وجدتى وعمى الأصغر وأنا ،يحكى أبى :
لما كنت فى مصر عند عبدالهادى"شقيق أبى" وهو كان فى الحرس الملكى فبل الثورة ،قال لى إن القطار الملكى كل كراسيه باللون الأزرق وكان ممنوع على أى واحد من الشعب إنه يستعمل اللون الأزرق .
ضحكت وقلت : الأبلة فى المدرسة قالت لنا إن الملوك فى أيام الفراعنة كان يتجوزوا إخوتهم وبناتهم حفظاً على الدم الأزرق !


خيار الهزيمة
...
طعم الهزيمة المر لايفارق روحى ، وأقص هذه الحكاية التى عشتها بعقلى ووجدانى وهى محفورة فى ذاكرتى ،متوهجة،حية ،تقتات روحى وتستكين بأعماقى ،فى سنة 1967وتحديداً شهر يونيو ، هزيمة يونيو المدوية الساحقة الماحقة للعقل العربى والإرادة العربية والكبرياء العربى ، كنت أبلغ آنذاك 13سنة ، وكنا نمتلأبالحلم العربى والصمود العربى ونزهو بالقومية العربية والتحدى الخلاق للتخلف والرجعية وسحق الإستعمار الجاثم فوق نفوسنا.
أقف مع أمى وعمى على الطريق بجوار سوق بيع الخضروات ، نبيع ما جمعناه من أرضنا من محصول الخيار ، وفجأة يمتلأ الطريق بالسيارات العسكرية حاملات الجنود العائدين والمنسحبين من سيناء بعد إحتلالها وسحق القوات المصرية بها .
وكان هؤلاء الجنود الشعث الغبر الجوعى العطشى الممزقى الثياب الزائغى الأعين المهزومين الضائعين التائهين ،مئات السيارات تحمل فلذات الأكباد أبناء مصر البررة ، المخدوعين ، الذين إنهزموا قبل الحرب ،قبل القتال ، تركوا السلاح والمعدات للصهاينة ،غنيمة حرب لم تقم ، والألوف من الجنود تُركوا بسيناء المحتلة ،غنائم حرب ، للعدو المتربص بنا دوماً وإلى آخر الزمان ،عيونهم ، ملابسهم ، أشكالهم ، الحسرة ، والضياع الذى يسربلهم وإلى المتاهة يأخذهم .
ولم نجد بداً ولم نجد مناصاً ،أن يبادر الرجال والنساء بإيقاف هذه السيارات وإعطاء الجنود الأكل والخضروات والخيار الأخضر والمياه والسجائر ، صار السوق يقذف بكل مابه لهؤلاء المساكين العراة الحفاة المهزومين .


الصورة 
...
تقدمتُ المسيرة ،فالرحلة إلى" سخا - كفر الشيخ- موشكة على التنفيذ،مدرسة الفصل الأيلة إلهام تتمم علينا ،أعشقها أراها أجمل من رأت عينى..
عيناها تبتسمان ،وجهها صبوح،شعرها أسود ناعم طويل هفهاف،فمها دقيق ،أنفها رقيق .
ترتدى قميصاً أزرق وجونلة بيضاء ،على كتفها الأيسر شنطة جلدية بشرائط بيضاء وزرقاء.
تمسك بيدى وتسير بجوارى .
نركب القطار ،الكراسى خشبية،نصل إلى سخا ..
تأتى إلينا تراقبنا عند النزول ،تلحظ هوة بين القطار والرصيف،تسرع فى النزول وتمد اليد حتى تساعدنا على النزول .
لاتترك يدى ،أمشى ،بجوارها، مطيعاً أليفاً.
نهتف بها أن نتصور معها ،تضحك وتفرح عيناها ويهتز جسمها طرباً ،نترص صفوفاً.
فى الصف الأول ،بجوارها، تضع يدها على كتفى.
أعيانى البحث وأشقانى التفكير أين هذه الصورة؟
ضاعت!!!!
لكن لم تضع أبلتى الحنونة الوديعة ،عن ذاكرتى ،أبداً.

الأخضر
الحقول المترامية الأطراف ، النباتات الخضراء ، الأشجار الباسقة ، الحشائش الخضراء ،على شط الترع ،الأخضر ،الصفاء ،الهدؤ ،النمو ،الخير ،الأحلام الخضراء ،القلوب الخضراء ، لازالت نبتا صغيرا ، وقت العصارى ، الهواء العليل ، الأشجار تتمايل ، الزروع فرحة ،الأرض لونها سندسى ، بساط عريض ..الهدؤ ، الصفاء ، الوقار الذى يسربل الكون .


الليل الصافى
...
الأصفر ...أعياد الحصاد ،القمح ،الأرز ،التخزين فى الصوامع الطينية .أرضنا التى بعناها والمجد الذى ذهب ،مساحات عريضة يغطيها اللون الأصفر، قمحنا،أرزنا ،خيرنا الوفير ، ليالى الحصاد والنسمة العليلة ، ماكينة الدراس والسهر لعدة ليال ،ماكينة الداراوة،حبات القمح الذهبية ، الخير ..
جدتى تخاف من الحسد ،توزع على الفقراء والمساكين ،يتم نقله بالأجوال فى عز الليل الصافى .

عصفور
...
كتاب أصفر من زمن الجمود والقداسة المزعومة ،غريب على المرء أن يطالعه ، يطالعه أبى ، نتناقش ، يحتدم النقاش ، يتهمنى بالجهل وقلة الأدب والتطاول على أولياء الله الصالحين ،الدمار لكل شىء ، الرفاعى ، إمام وولى ،يتحكم فى مخلوقات الله ، عصفور تجرأ وتبرز على الإمام ، يغضب الإمام ، يرغى ويزبد ، يشير بإصبعه نحو السماء ، يسقط العصفور مقسوما نصفين ، يضم النصفين لبعضهما ينهض العصفور ، الإمام يوبخه ، ثم يتركه يطير مرة أخرى.
حضارة التخلف والجهل والشعوذة ، أمية عقلية ، رجال بلا رؤوس بلا عقول بلا أفكار ، قرون طويلة ، الجهل جاثم فوق الصدور ، متى يطلع الفجر يارفيق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


الشمس
...
الأخضر ...لون الحياة المتجدد لاتشبع منه العيون ...أنفار الدودة ،عز الحر ، الشمس عامودية على الرؤوس .

صفعة
...
فى الفصل وأمام زملائى وزميلاتى ، يشكونى مدرس الحساب لأبى، أننى لا أحل مسائل الحساب وأننى ضعيف جداً وسوف أسقط فى الإمتحان .
نظر إلىّ أبى ،فاستجمعت إرادتى للرد على ما قاله مدرس الحساب . ولم أكد أفتح فمى إلا ويد أبى على وجهى تطرحنى أرضاً.
من هول الصفعة ،مات الكلام وتحجرت الدموع .
عدتُ إلى المنزل ،قبلتنى جدتى ولم تتكلم،أخذتنى أمى فى حضنها ودمعت عيناها .
بعد عدة أيام صالحنى أبى وأهدانى قلم أبنوس ومعه زجاجة حبر أزرق.


ثورة
...
الأحمر ...الثورة الفرنسية ،العدل والمساواة والحرية والإخاء ،شعارات الثورة التى ظهرت ،فى التاريخ ،شامخة الرأس .
الدماء التى سالت بحاراًوبحاراً ،صراع الطبقات ،مارى أنطوانيت والثراء الفاحش والشعب يتضور جوعا لا يجد خبزا ؟؟؟؟ َ!!
ترد مارى أنطوانيت وعلى صدرها عقد بملايين الفرنكات وخزينة الدولة بين يديها :
مادام لايجد خبزاً فليأكل جاتوهاً !!!!
المقصلة ،روبسبير ،ميرابو ،قصة مدينتين لتشارلز ديكنيز ،التاريخ الفرنسى ،نابليون ،الدماء تعبر البحار والمحيطات.
مصر وضربة عسكرية استراتيجية لإنجلترا ،وصف مصر ،أعظم ما كتب عن مصر حتى الآن .
محمد عبده ،مصطفى كامل ،محمد فريد،طه حسين ....فرنسا أم الحريات ،أم الثورات ،لابد لنا من ثورة تصلح الأحوال المنهارة ؟؟؟
أنف أخى
...
الأحمر /الدم ..صرخت ، هرعت إلى أمى ، الدماء تنزف من أنف أخى الصغير ، لوثت الملابس ، أخى عيونه زائغة ، نزف دما كثيرا ، قابلتنى جدتى ، أشرت إلى أخى ، صبت ماءا فوق رأسه وجعلت رأسه يرجع للوراء ، توقف النزيف ،
فرحت ، لم أعد أصرخ ،قمنا لنعاود اللعب .
أحمر شفاه
...
الأحمر ...أحمر شفاه ..عروسة فى الكوشة ،الجو حر جداً جداً، الشفتان حمراوان فاقعتان ،الخدود الحمراء ،البودرة البيضاء ...
العرق ينساب على الخدود ،تبدو الحقيقة فاقعة ،الوجه قمحى .
شىء مدهش ، أحمر وأبيض وقمحى !!!ا
العرق يجرف معه الألوان ....
.شىء غريب ..عالم منافق.. العروس تكاد تبكى ..
.الأهل يزغردون ،والصبايا يطبلن ،الموقف محرج ...
من يشهد للعروس ؟؟؟
الحلوق أصابها الجفاف ،العروس تطلب ماءً ،الموقف يتأزم ، الألوان تختلط ......
شىء مضحك يثير الإشفاق .

أناتول فرانس
..
الأحمر ..الورود الحمراء ، الحب فى بواكيره وربيعه الفتان وعطوره الفواحة ،الزنبقة الحمراء ،رواية قرأتها ، لأناتول فرانس ،الإقطاع ،تريز.. دى شارتر والنهاية المؤسفة .

وهم
...
الأحمر ،الدم ،غشاء البكارة ،الشرف ،العرض ،رجل يشكو رجلاً أمام القضاء .
كيف تزوجنى ابنتك وقد فوجئت بها بدون غشاء بكارة ؟؟؟؟!!!! 
تبكى الفتاة بحرقة ،تصرخ: لم يمسسنى أحد غيرك ..
الفضيحة ،العار ...رأس العائلة فى الطين ،مصير الفتاة ،القتل، حفاظا على الشرف والعرض المثلوم .
كم من الفتيات البريئات قتلن ظلما وعدوانا ؟؟؟؟
تاريخ الدماء المراق من أجل وهم مصطنع .

رفض
...
شيخ معمم يعظ المصلين ، المصلون يغطون فى النوم !!!!
النار ،جهنم بئس المصير ،كل جمعة ،لاجديد ،أترك المسجد ،لا أريد الاستماع.
طفولة
الأخضر ،الخضرة ،الربيع ،الحياة تتفتح ،طفلة وطفل تحت خميلة_ أعرفهما_ راقدان ،محتضنان ،يقبل إحدهما الآخر فى سرور وانتشاء ،أصطدم بهما ،أتمهل ، أرقبهما عن كثب ، لايشعران بى ،الطفلة تحاول رفع ملابس الطفل لأعلى ، تعتليه ،ينتشى الطفل ، يحاول أن يفلت ،يتدحرجان ،غائبان عن الوجود ،اصطنع الغضب ،أدنو منهما،تحدجنى الطفلة بغضب ، تواصل لعبتها .
مرت الأيام وتوالى الأعوام ،أراها ،صبية ..أتأملها ،تعلو وجهى إبتسامة عريضة ،تنظر نحوى تلقى التحية ،لا تدرى ما بداخلى .
هذه الحكاية الخضراء فى زمن القحط والجفاف.
تقتيل الأشجار
...
المدينة ،الحلم ،الرغبة ،الحلم المتأجج فى الجوانح لا يفتر ولايهدأ لهيبه المقدس ،مدينة بلا خضرة تساوى صفرا ، بل لاتساوى شيئا ، أين الحدائق ؟؟؟
أين الجنائن ؟الأشجار على الجنبات .أين؟؟؟
ثورة تقتيل الأشجار .
الهروب إلى القرية ، الخضرة ، الهدؤ ، الصفاء ، الوجد الروحى يسبى الأفئدة ويسكر الوجدان .

اللون الأحمر
...
اللون الأحمر إذا ظهروأنت تعبر الطريق ، قف ، اللون الأحمر يعنى قف ، فاهم !!!!!!!!!!!!
القرية مظلمة ،الحارة أشد إظلاما ،لا عربة ،لا نور أحمر ،الحمارالوسيلة الوحيدة للإنتقال.
كتاب مدرسى صغير فى المرحلة الإبتدائية به التعليمات ، مهمل ، مطروح فى أرض الحجرة ، يشكو الوحدة والحرمان .

كرسى ذهبى
...
الأصفر ...الذهب ..الثراء ..الأموال ..الحب ...الأحلام ..الرغبات المتاحة فى زمن الهوان.
من لا يملك ذهبا لايملك شيئاً .
من قديم العصور ،الذهب هو كل شىء .
فى روسيا ..القيصرة كاترين تهدى أحد ملوك أوروبا كرسياً ذهبياً، تقول الرواية.. من الذهب الخالص !!!!
الجوع يهلك الألوف من البشر ، القيصرة فى واد آخر ..
التيجان المرصعة يالياقوت والألماس فوق الرؤوس ..

الأزرق
...
شيخى،فى الكُتّاب ،طيّبٌ ضحوكٌ بسّام،يكبره أبى بعدة سنوات،يُجل أبى ويخشاه ويهابه.
حفظتُ القرآن على يديه .
سألته مرةً:لما لم يذكر القرآن اللون الأزرق رغم ذكره ألواناً أخرى؟
تأملنى متفكراً ثم رد علىّ:إيهٍ ياشيخ ..مافرطنا فى الكتاب من شىء.


أمى وأبى
(إلى مصطفى بيومى)
______
ذات ليلة
زار الموتُ بيتنا
عانق أبى
ورفض أن يعانقنى
...
حان وقت الظهيرة
صار أبى جثةً
حملوه إلى المقبرة
سرتُ خلفه أبكى.
...
غابت الشمس
وتكاثف الظلام
هرعت جموع الناس
يشدون على يدى بالعزاء
....
لم تنظر فى وجهى
عبست وطال عبوسها
تقول عيناها :
أخطأت فى حقى .
...
كيف يخرج ، فجراً،
إلا من شكة فى صدره .
ثم تُبشرنى بموته
وبعيداً عنى تغسلوه وتكفنوه وتدفنوه؟
....
ربع قرنٍ إلا قليلا
معذبٌ بصهيل روحى وحزينُ
لم أقصد الإيذاء
كنت أنأى بالحزن عنها والألم .
...
منذ سنتين وبضعة أشهر
نادت علىّ
ضحكت فى وجهى
تفاءلتُ خيراً
....
يملأ النور وجهها
همست :
نادانى أبى
نادانى أبوك
....
ماتت


فصوص الحكم
___________
مولاى محيى الدين بن عربى 
صاحب "الفتوحات المكية"
هذا المحيط الذى لاساحل له ولاعمق.
تاه فيه الباحثون.
....
"كتاب التجليات"
تجلى تصحيح المحبة:
"من صحت معرفته
صح توحيده،
ومن صح توحيده
صحت محبته،
فالمعرفة لك والتوحيد له،
والمحبة علاقة بينك وبينه
بها تقع المنازلة بين العبد والرب.
...
"روح القدس فى مناصحة النفس "
كتابٌ يأخذ بالألباب
أما كتاب "فصوص الحكم "
فقد أحكمت فصوصه
وصار كل فص
يحكى عن كلمة قدسية .
...
وعن" فص كلمة فردية فى كلمة محمدية"يقول:
"ومعرفة الإنسان بنفسه ،
مقدمة على معرفة الإنسان بربه،
فإن معرفته بربه نتيجة عن معرفته بنفسه ،
لذلك قال عليه السلام
"من عرف نفسه عرف ربه"


الحسين بن منصور الحلاج
________________
_
لم أشك يوماً ،
أن صديقى الحلاج ،
لم يكن كما قيل عنه.
هو بلاشك أكبر مما يزعمون وبه يهرفون.
سألته يوماً:
هل أنت كما يزعمون؟
قال لى :
كيف وأنا الذى قلتُ فيهم
"وهؤلاء عبادك قد اجتمعوا لقتلى
تعصباً لدينك
وتقرباً إليك ،
فاغفر لهم ،
فإنك لو كشفت لهم ماكشفت لى لمافعلوا مافعلوا
ولو سترت عنى ماسترت عنهم لما أبتليت بماابتليت.
فلك الحمدفيما تفعل ولك الحمد فيما تريد".


سلطان العاشقين
_____
لو تمنيتُ أمنيةً أفوز بها فى دنياى ،
ماتمنيتُ سوى اللقاء بسلطان العاشقين ،
أبو القاسم بن أبى الحسن على ابن المرشد بن على الفارض الحموى الأصل والمصرى النشأة والمقام والوفاة .
ولكم تمنيتُ أن أرى مقامه بسفح جبل المقطم بالقاهرة .
تأتيته الكبرى سلبتنى روحى :
"سقتنى حميّا الحب راحةُ مقلتى ***وكأسى محيّا من عن الحسن جلّتِ"
.....
وعشتُ أناديه فى كل صحوةٍ.
أيا سلطان العاشقين خذ بيدى ،
فأنت القطب والإمام المبجّل.
وفى ذات ليلةٍ كان القمر بدراً والسماء صافيةً ،
هبت علىّ نسائم من روح سلطان العاشقين،
وهمس فى أذنى :
"شربنا على ذكرِ الحبيبِ مدامة ً سَكِرْنا بها، من قبلِ أن يُخلق الكَرمُ
لها البدرُ كأسٌ وهيَ شمسٌ يديرها هِلالٌ، وكم يبدو إذا مُزِجَتْ نَجمُ
ولولا شذاها ما اهتديتُ لحانها ولو لا سناها ما تصوَّرها الوهمُ
ولم يُبْقِ مِنها الدَّهْرُ غيرَ حُشاشَة ٍ كأنَّ خَفاها، في صُدورِ النُّهى كَتْمُ
فإنْ ذكرتْ في الحيِّ أصبحَ أهلهُ نشاوى ولا عارٌ عليهمْ ولا إثمُ
ومنْ بينِ أحشاءِ الدِّنانِ تصاعدتْ ولم يَبْقَ مِنْها، في الحَقيقَة ِ، إلاّ اسمُ
وإنْ خَطَرَتْ يَوماً على خاطِرِ امرِىء ٍ أقامَتْ بهِ الأفْراحُ، وارتحلَ الهَمُ
ولو نَظَرَ النُّدمانُ ختْمَ إنائِها، لأسكرهمْ منْ دونها ذلكَ الختمُ
ولو نَضَحوا مِنها ثَرى قَبْرِ مَيتٍ، لعادَتْ إليهِ الرُّوحُ، وانْتَعَشَ الجسْمُ"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق