طفل
!! ربيع عقب الباب
......................
مارد
احتل المدينة فى الربيع الماضي
..
لم يغادر بعد ،
و لم يزل يقف على بواباتها ،
ويلوح بقوة ساعده ،
وهو يقهقه : ثلاث إجابات أريد ..
من يستطع حل لغزها ، قهرني وحرر المدينة ".
الغريب أنه فوجىء اليوم بطفل يدنو منه ،
وهو يتمتم :" أنا عندي حل لغزك .. فهل تضمن لي ،
أن تكون صادقا ، و تبتعد عن هنا ؟!".
ولم ينتظر إجابة المارد ، واقترب من كعبه ،
فأبصر غطاء كأنه للعبة ،
جذبه ، فأطاعه .. وهنا أبصر كتلة من الأسلاك ..
بنفس البراءة كان يجذبها ، و يبذل مجهودا فى
سحبها بقوة .. وهنا أحدث تمزيقا لها ، فأصدرت فرقعة ،
وخطوط ضوء وامضة ، وتناثرت كتل نار .. فهلل الطفل ،
وابتعد مدبدبا؛ بينما كان المارد يتساقط ..
رويدا .. رويدا !!
***********************************
لم يغادر بعد ،
و لم يزل يقف على بواباتها ،
ويلوح بقوة ساعده ،
وهو يقهقه : ثلاث إجابات أريد ..
من يستطع حل لغزها ، قهرني وحرر المدينة ".
الغريب أنه فوجىء اليوم بطفل يدنو منه ،
وهو يتمتم :" أنا عندي حل لغزك .. فهل تضمن لي ،
أن تكون صادقا ، و تبتعد عن هنا ؟!".
ولم ينتظر إجابة المارد ، واقترب من كعبه ،
فأبصر غطاء كأنه للعبة ،
جذبه ، فأطاعه .. وهنا أبصر كتلة من الأسلاك ..
بنفس البراءة كان يجذبها ، و يبذل مجهودا فى
سحبها بقوة .. وهنا أحدث تمزيقا لها ، فأصدرت فرقعة ،
وخطوط ضوء وامضة ، وتناثرت كتل نار .. فهلل الطفل ،
وابتعد مدبدبا؛ بينما كان المارد يتساقط ..
رويدا .. رويدا !!
***********************************
أوديب
المصرى.
قراءة
ثقافية
بين
رغبة التعبير وشهوة النقد ومتعة القراءة ..أجدنى مسوقاً إلى حتفى بكامل إرادتى .
الحتف هو المهالك التى تصيب المرء وتنال منه، ولامناص من معاندة الرغبة والإنسياق والتماهى مع النص المقروء.
الحتف هو المهالك التى تصيب المرء وتنال منه، ولامناص من معاندة الرغبة والإنسياق والتماهى مع النص المقروء.
وها
أنا أعود بعد حين من الوقت الطويل ،كنتُ فيه أنأى بسطورى عن الكتابة عن "ربيع
عقب الباب" ،رغم قراءاتى لكل مايكتبه فى ملتقانا ،ملتمساً من نفسى ،البعد عن
مناطق الزلل ومواطن الشبهة وكتابات المجاملة الغثة والرديئة فى كثير من الأحايين..
(1)
مرحلة الطفولة البريئة ،وهى إحدى مراحل العمر البشرى ،بها نبدأ الحياة ،وكما يقول علماء النفس ،وبها ننتهى ،فالشيخوخة طفولة متأخرة .
رمز الطفل فى الأدب العربى والعالمى ..رمز البراءة والطهارة ولا أنسى رائعة محمود دياب "أحزان مدينة" إن لم تخنى الذاكرة الخؤون ،كما لا أنسى" الشمندورة" للراحل خليل قاسم ..والكثير من القصص والروايات التى يضيق المكان ،عن ذكرها .
كان الطفل ..هو القاص وهو السارد وهو الحقيقة الناصعة التى لاتزويق فيها ولابهرج ولانفاق ولاتضليل ولاتجميل لوجوه أقبح من القبح ذاته.
والأسطورة
الخالدة ، هذه التى لم أمل سماعها من جدتى أم أبى رحمهما الله وغفر لهما،الملك
والطفل.
الملك الذين أوهمته الحاشية المنافقة والمضللة ،فى كل العصور ،بثوب من خيوط الشمس ،لم يلبسه أحد من العالمين ،وها هم أقنعوه بإرتدائه للثوب المعجزة .ويخرج الملك ويراه جموع الشعب المقهور والمكموم وحواليه الحاشية المضللة والكاذبة ..ويصمت الجميع ،وفجأة من بين الجموع المحتشدة ..
تصرخ الطفولة البريئة "الملك ..عريان" فالملك لم تستره حتى ورقة التوت!
الملك الذين أوهمته الحاشية المنافقة والمضللة ،فى كل العصور ،بثوب من خيوط الشمس ،لم يلبسه أحد من العالمين ،وها هم أقنعوه بإرتدائه للثوب المعجزة .ويخرج الملك ويراه جموع الشعب المقهور والمكموم وحواليه الحاشية المضللة والكاذبة ..ويصمت الجميع ،وفجأة من بين الجموع المحتشدة ..
تصرخ الطفولة البريئة "الملك ..عريان" فالملك لم تستره حتى ورقة التوت!
(2)
ومن أعماق التاريخ.. يأتينا "أوديب ملكاً".. للمسرحى اليونانى سوفوكليس ،هذه المسرحية ..التى قرأتها مراراً وتكراراً.. بترجمة الدكتور طه حسين .وفى سطور قليلة.. أقص بعضاً منها:
تدور احداث المسرحية في طيبة ، حيث أنذرت الآلهة.. الملك لايوس، أنه سيقتل على يد ابن له .. وبمجرد أن ولدت زوجته صبياً ،جن جنونه .. وأمر بقتله .. فأخذه الخادم الذي أُمر بذلك وذهب به إلى مملكه كورنتس .. ولكنهأشفق عليه، فسلمه إلى أحد خدم الملك كورنتس وهو بدوره سلمه إلى الملك .. الذي رباه حتى كبر وأصبح شاباً ..
وتناثرت
الشائعات عن أصل الشاب لذى رباه ملك كورنتس ،وأنه ليس من صلبه ،فهام أوديب على
وجهه .. وخرج ليستشير الآلهه .. فأخبرته أنه إذا عاد إلى موطنه ، فسيقتل أباه
ويتزوج أمه .. فقرر عدم الرجوع إلى مدينة كورنتس ،ظناً منه أنها مسقط رأسه
الأصلى.. وقرر السفر إلى طيبة ، وهو لا يعلم .ما ينتظره من مصيرمعتم.
وفي طريقة نشب عراك بينه وبين رجل وحراسه .. فقتلهم جميعاً .. وواصل طريقه إلى طيبة .. وقبل دخوله المدينة ، يجد وحشاً كاسراً سيىءالخلقة يسد الطريق ولا يسمح بدخول أي عابر إلا بعد أن يجيب على سؤال يطرحه .. فإذا لم يحل اللغز قتله على الفور. .. ولكن أوديب استطاع ان يحل اللغز.. فخر الوحش الكاسر صريعاً.. وكان ملك طيبة، قد قرر أنه إذا استطاع إنسان ما أن يخلص المدينة من هذا الوحش الكاسر، سيكون ملكاً لطيبة … فصار أوديب ملكا لطيبة حتى يؤوب الملك من سفره.. وبعد أيام .جاء خبر موت الملك وحراسه على يد مجهول..فأصبح أوديب ملك البلاد وتزوج الملكة السابقة وأنجب منها............................"
وفي طريقة نشب عراك بينه وبين رجل وحراسه .. فقتلهم جميعاً .. وواصل طريقه إلى طيبة .. وقبل دخوله المدينة ، يجد وحشاً كاسراً سيىءالخلقة يسد الطريق ولا يسمح بدخول أي عابر إلا بعد أن يجيب على سؤال يطرحه .. فإذا لم يحل اللغز قتله على الفور. .. ولكن أوديب استطاع ان يحل اللغز.. فخر الوحش الكاسر صريعاً.. وكان ملك طيبة، قد قرر أنه إذا استطاع إنسان ما أن يخلص المدينة من هذا الوحش الكاسر، سيكون ملكاً لطيبة … فصار أوديب ملكا لطيبة حتى يؤوب الملك من سفره.. وبعد أيام .جاء خبر موت الملك وحراسه على يد مجهول..فأصبح أوديب ملك البلاد وتزوج الملكة السابقة وأنجب منها............................"
(3)
كعب أخيل ..هذا الذى لم يستطع أحد هزيمته ،لأنه لايدرك سر قوته القاهرة التى توجد فى كعب رجله ..ولن ينهزم أخيل إلا لمن يستطيع الوصول إلى كعبه، ويتمكن من ضربه ،وهنا سيخر أخيل ..مهزوماً مندحراً.
(4)
طفل "عقب الباب "ومارده.
ثلاث
أسئلة ..لم نر منها سؤالاً ،وكأن الغموض، ركناً ركيناً من الأقصوصة ،ولم نر ملكاً
ولاشعباً،وكأننى بالمارد وقد كتم على أنفاس البشر ،وسجنهم فى سجن كبير..
لايستطيعون منه خروجاً أو حركة ولم نسمع منه همهمة أو نأمة ..جغرافيا شاسعة شاسعة
من الأرض والبشر ..ولاأحد..ولا أحد..ولا أحد!!!
الطفل
/الحقيقة /الصدق /التاريخ ..فى مواجهة مارد الحاضر المتوحش والمسيطر والمهيمن .
طفل
الحقيقة ،وجهاً لوجه ،أمام مارد الفتك والدمار ،كاتم أنفاس الشعوب ،وقاهر السلطات
،ومذل الأمم ،ومغتصب الأوطان ،وناهب الثروات،وصانع القرارات المصيرية لأوطان
المعمورة،الذى يعيث فى الأرض.. فساداً وفتكاً ونهباً وتغييراً وتبديلاً،صاحب حضارة
همجية، نصيبها من العلم والتكنولوجيا ، كثيرٌ ،ومن الدماروالمحق والسحق والحرق،
أكثر وأكثر وأكثر.
طفل
المعرفة ..المدرك لمواطن الضعف والقوة ،فى ماردٍ غير صادق وغير شريف وغير واعٍ
لسلوك همجى يرتضيه ،ولاملتزم بوعد ..مسيطر محتل غادر موهوم بقوته المصنوعة ،خالٍ
من القيم النبيلة والسلوك القويم.
طفل
المعرفة ..هذا الذى لم يئل جهداً فى الإنقضاض على الهمجية والتسلط ..ويرديها فناءً
ونهاية ً ،فهو الأعلم بمواطن الضعف والقوة.
(5)
قصاصنا
القدير ..ربيع عقب الباب.
متى يولد هذا الطفل،طفل الحقيقة والمعرفة ،الذى لايخشى مارداً ولاسلطاناً .؟؟!!
متى يولد هذا الطفل،طفل الحقيقة والمعرفة ،الذى لايخشى مارداً ولاسلطاناً .؟؟!!
(6)
متى؟؟!
متى؟؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق