بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 8 ديسمبر 2014

منطق الطير

إهداء إلى بياتريس
(1)
أهم كتاب فى مكتبتى !!
سؤالٌ.. صعب الإجابة عليه .
فما من كتاب قرأته وضمته أرفف مكتبتى إلا وله،عندى، أهمية قصوى .
لكن.. ربما أهم كتاب "منطق الطير ..لفريد الدين العطار النيسابورى "المولود سنة 545هجرية والمتوفى فى سنة 627هجرية .. وفقاً لأصح الأقوال.
ف"منطق الطير" منظومة شعرية فارسية ..لأحد أهم ثلاثة من أعلام التصوف الفارسى ..سنائى الغزنوى وفريد الدين العطار وجلال الدين الرومى .
قرأتُ منطق الطير ..الطبعة الأولى سنة 1975م..ترجمة وتقديم الدكتور /بديع محمد جمعة .
وما أكثر العودة إليها كلما أهمنى هم أو إدلهمت أمامى الأمور.
وهذه المنظومة الفريدة ..تعد من أشهر كتب التصوف التى شاعت ..شرقاً وغرباً.
منظومة ..منطق الطير ..
"

عُلمنا منطق الطير وأوتينا من كل شىء إن هذا لهو الفضل المبين" صدق الله العظيم.. سورة النمل .
منظومة منطق الطير 4647 بيت .
يبدأ فريد الدين العطار منظومته الفريدة:
"
حمداً لله الطهور ،واهب حفنة التراب الإيمان والروح "
مقدمة طويلة يضع فيها العطار.. خلاصة روحه وصفوة معتقده، فى الذات الإلهية ،
ثم يختمها ،متوسلاً متضرعاً :
"
 إلهى ،أنت مدرك لتوسلاتى ،ومطلع أيضا على ليالى المتشحة بالسواد ،لقد جاوزت أحزانى كل حد،فهبنى محفلاً للمسرة ،واشملنى بنور يضىء ظلمتى ،وكن معينى ومعزينى فى ذلك المأتم ،ولامعين لى غيرك فخذ بيدى ،وامنحنى نعمة نور الإسلام ،وافن نفسى الكثيرة الآثام .
إننى ذرة ضاعت وسط الظلال ،فماعاد لى نصيب فى هذا الوجود ،أنا ظل ولكنى بفضلك شمس مضيئة ،حيث شملتنى بشعاع أنوارك الوضاءة ،ولعلنى ذرة دوارة أقفز وأسبح فى ذلك الشعاع ،ولكن كيف أخرج من هذه الكوة وأمضى فى تلك العوالم الوضاءة ؟؟
وماالعمل حتى لاتفارقنى روحى ،وقد اتسم قلبى بالضعف؟
فإن تفارقنى روحى ،فلا معين سواك.
فلتكن رفيقى حتى دار القرار ؛ أما إذا خلا المكان منى دون أن تكون رفيقى فالويل لى .
كلى أمل أن تكون رفيقى ،وأن تكون فى عونى على الدوام"
.................................................. .............................
.................................................. ...............
الخلق يخشونك.وأنا أخشى نفسى. فما رأيت منك إلا كل خير ومارأيت من نفسى إلا كل شر ،لقد مت،وأنا مازلت على وجه الأرض فرد علىّ روحى ياواهب الروح الطاهرة . المؤمن والكافر كلاهما مخضب بالدماء،حيث وقع البعض فى الحيرة ،ووقع الآخرون فى الهوى ،فإن تدعهم فتلك هى الحيرة ،وإن تطردهم فهذا هو الضلال والهوى.

وياإلهى لقد تخضب قلبى بالدم ،وأصبحت فى حيرة الفلك،فوجهت أقوالى إليك ليل نهار ،فلاتتخل لحظة واحدة عن تحقيق طلبى وأنا فى جوارك دواماّ،فأنت كالشمس وأنا كالطفل،فياواهب المحتاجين ماذا يكون الأمر ،لو أنك حفظت حق الجوار؟
فبقلب مفعم بالأسى،وبروح غاصة بالألم،تنهمر دموعى كالمطر اشتياقاًإليك.
وإن كنت أعبر لك عن أسفى ؛فلن أكف حتى أدركك ولومرة واحدة .
فلتكن مرشدى إذا ما ضللت الطريق،ولتعنى إذا ما جئت فى غير موعدى .
فكل من حاز البقاء فى حضرتك أصبح سعيداً ،بعد أن فنى فيك،وأصبح بنفسه غير مكترث،فلست مستيئساّ وقد قرقرارى بجوار من يعين واحداً من كل مائة الف."
ثم يتكلم عن الرسول الكريم ..سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..وعن الخلفاء الراشدين ..ويلعن التعصب السائد بين السنة والشيعة، بل يصم المتعصب ، بأنه أسير البغض..والحقد.. والكراهية .
ويبدأ اجتماع الطير من كل صنف ونوع ،هؤلاء الذين يسعون جاهدين إلى الوصول إلى سيد الطير "السيمرغ "
ويهتف بهم الهدهد :
"انثروا الأرواح وسيروا فى الطريق ،وامضوا قدماً نحو تلك الأعتاب".
رحلة البحث عن اليقين ..هكذا ..تصبح رحلة البحث والمجاهدة والوصول إلى السيمرغ .
هذا الطائر االمتفرد فى أعلى الأشجار ..هو المسير والمصير والهدف .
رحلة شاقة ..يقطعها كل طير ..فمنهم من يواصل البحث والمجاهدة و منهم من تعتريه المشقة والجهد ،فيقعد مذموماً مدحوراً.
حاولتُ أن أهتف بنفسى ،أن تسعى جاهدة نحو البحث عن الوجود .
وجدتُ "منطق الطير" ..وتجربة إنسانية فريدة ..يحاولها فريد الدين العطار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق