قيثارتى
للأديبة التونسية
منيرة الفهرى
للأديبة التونسية
منيرة الفهرى
*********
أما قبل
الموسيقى ..وآهٍ من الموسيقى !
منذ سنوات بعيدة ..فى أواخر سبعينيات القرن الماضى،وكنت ُ قد تعلمتُ العزف على البيانو،وأعزف بعض السوناتات لكبار الموسيقيين العالميين.
تعلمت العزف على يد أحد المدربين فى قصر الثقافة بطنطا،فآلة البيانو من الآلات الضخمة ،قلّ أن توجد فى بيوتات الأسر المصرية ،بعد تفشى آلات العزف الوترية وآلات النفخ والترمبيط. بل بعد سيادة الهشك بشك والميوعة والغناء السفيه،لم تعد حتى موجودة بالمدارس . وبانتشار التزمت والضيق الفكرى ،أصبحت الموسيقى الرفيعة فى خبركان.
قرأتُ كتباً كثيرة عن الموسيقى وأصبحت مكتبتى تضم كتابات عن أعلام الموسيقى العالميين ،العملاق بتهوفن ،والنابغة موتسارت،وشوبان وشوبرت وهندل وتشايكوفسكى و...و..
وأذكر من ضمن هذه الكتب ،دراسة قيمة"الفيلسوف وفن الموسيقى" تأليف :جوليوس بورتنوى ،ترجمة د.فؤاد زكريا ،ومراجعة د.حسين فوزى.وعدة دراسات أكاديمية عن عبقرى الموسيقى والعملاق الخالد بيتهوفن وهاندل ورحمانينوف وخاتشادوريان وشومانو شوبان وغيرهم .
أذكر أن جون بول سارتر ونيتشه كانا يعزفان البيانو ..رغم أن الموسيقى نقيض الفلسفة ،فالفلسفة تواصل فكرى مستمر والعقل لايكف عن التفكير ،أما الموسيقى فهى تتجاهل الوعى وتقطع تواصل التفكير.
وأذكرأيضاً أننى عندما أضع أصابعى فوق أصابع البيانو ،أشعر بأن جسدى قد صارمتجاوباً مع حركة أصابعى ،وأحس بروحى سابحة ،وتبدأ النغمات تتصاعد ليس فقط بتوقيعى على أصابع البيانو ،بل بروحى وتعلو ثم تهبط وترق ثم تشتد ..وهكذا أرى عالماً تسبح فيه روحى عبر المدارات .
كنت أؤيد ما قاله فيثاغورس "أن الموسيقى البشرية ما هى إلا أنموذج أرضى للإنسجام العلوى للأفلاك" وحتى هذه اللحظة أستمع إلى االسيمفونية التاسعة (الكورالية )لبتهوفن ،وأجدنى محلقاً فى سماوات لانهاية لها.
وعندما بحثتُ فى أوراقى المتناثرة ،والتى كتبتُ فيها بعض آرائى وملاحظاتى ،وجدت فى كراسٍ متهالك صفحاته ،مطموس بعض حروفه،بعض سطور رسالة كتبتها بيتنا فون آرنم إلى الشاعر الأكبر جوته إثر لقائها مع العظيم بيتهوفن"إننى أتحسر كلما فتحت عينى ،لأن كل ما أراه من الناس يخالف عقيدتى الدينية ،وأكاد أحتقر العالم الذى لايعرف بأن الموسيقى إلهام أرفع من الفلسفة ..وأنا عارف بالله ،أقرب إليه من الفنانين الآخرين،عرفته وأدركته فأطمأنت نفسى إلى أن موسيقاى لن يصيبها ضر أبداً،وكل من يفهمونها يرتفعون عن الدنايا التى يعمه فيها البشر ..الموسيقى وسط بين الإحساس والفكر..حدثى جوته عنى ،قولى له أن يسمع سمفونياتى وسيؤمن حينئذ على قولى بأن الموسيقى هى المدخل الروحى إلى نطاق المعرفة العليا،تلك التى تفهم الإنسانية والإنسانية لاتفهمها.."
يُحكى أنه ..عندما حضرت الوفاة فردريك شوبان ،وجه كلامه إلى صديقيه :العازف فرانشوم والأميرة البولندية تسارتوريسكا ،وكانت من خيرة تلاميذه ومنفذة وصيته قال: اعزفوا دائماً الموسيقى الرفيعة ،وسأسمعكم من هناك"
ومن شدة تعلقى بالموسيقى الأعظمعلقت فى حجرتى على الجدار المواجه لمدخلها ،صورة كبيرة لبيتهوفن ، مما استرعى انتباه الداخلين ،وكم تشملنى السعادة وأنا أمسك بزمام الحديث متحدثاً عن بيتهوفن أو كما حفظت اسمه"لود فيج فان بيتهوفن" وعن سيمفونياته التسع وخاصةً القدرية والبطولية والكورالية .
أظن أن من كان يسمعنى ، لايعى شيئاً مما أقوله فى غمرة حماسى وشبابى الغض.بل ربما تحسر على عقلى الذى وفى أول الشباب، قد مسه خبل!!
كنت أكتب تحت صورته ماقاله شومان"خذوا مائة سنديانة ،عمر كل منها مائة عام،واكتبوا بها اسمه حروفاً باسقة منتشرة بين السهول و انحتوا شبيهاً له فى جرم هائل كتمثال القديس شارل بوروميو على ضفاف بحيرة ماجيورى،حتى يطل من علاه مثلما كان موقفه فى الحياة ، وعندما تمر السفن بنهر الراين ،ويسأل السواح عن صاحب التمثال الضخم يجيبهم الصبية :إنه بيتهوفن ..فيظن السياح أنه اسم إمبراطور جرمانى عظيم"
ومما لفت نظرى وشد انتباهى "قيثارة المبدعة الموهوبة منيرة الفهرى"حديثها عن قيثارتها الصغيرة ،وبفرنسية رشيقة كتبتها وبلغة عربية ناصعة البيان قامت بترجمتها ..وقرأتهما ووجدت الموسيقى تسرى فى أوصالى وتملأ روحى وتنعش وجدانى الذى أصابه الجفاف .
لكننى أشاطرها بعض أحزانها لتكسر الأمل واندثاره .
وبصراحة أشكرها كل الشكر فلولا قيثارتها ،ما كان حديث ذكرياتى التى تاهت فى مسرح الأحداث التى سيطرت على حياتنا.
تعلمت العزف على يد أحد المدربين فى قصر الثقافة بطنطا،فآلة البيانو من الآلات الضخمة ،قلّ أن توجد فى بيوتات الأسر المصرية ،بعد تفشى آلات العزف الوترية وآلات النفخ والترمبيط. بل بعد سيادة الهشك بشك والميوعة والغناء السفيه،لم تعد حتى موجودة بالمدارس . وبانتشار التزمت والضيق الفكرى ،أصبحت الموسيقى الرفيعة فى خبركان.
قرأتُ كتباً كثيرة عن الموسيقى وأصبحت مكتبتى تضم كتابات عن أعلام الموسيقى العالميين ،العملاق بتهوفن ،والنابغة موتسارت،وشوبان وشوبرت وهندل وتشايكوفسكى و...و..
وأذكر من ضمن هذه الكتب ،دراسة قيمة"الفيلسوف وفن الموسيقى" تأليف :جوليوس بورتنوى ،ترجمة د.فؤاد زكريا ،ومراجعة د.حسين فوزى.وعدة دراسات أكاديمية عن عبقرى الموسيقى والعملاق الخالد بيتهوفن وهاندل ورحمانينوف وخاتشادوريان وشومانو شوبان وغيرهم .
أذكر أن جون بول سارتر ونيتشه كانا يعزفان البيانو ..رغم أن الموسيقى نقيض الفلسفة ،فالفلسفة تواصل فكرى مستمر والعقل لايكف عن التفكير ،أما الموسيقى فهى تتجاهل الوعى وتقطع تواصل التفكير.
وأذكرأيضاً أننى عندما أضع أصابعى فوق أصابع البيانو ،أشعر بأن جسدى قد صارمتجاوباً مع حركة أصابعى ،وأحس بروحى سابحة ،وتبدأ النغمات تتصاعد ليس فقط بتوقيعى على أصابع البيانو ،بل بروحى وتعلو ثم تهبط وترق ثم تشتد ..وهكذا أرى عالماً تسبح فيه روحى عبر المدارات .
كنت أؤيد ما قاله فيثاغورس "أن الموسيقى البشرية ما هى إلا أنموذج أرضى للإنسجام العلوى للأفلاك" وحتى هذه اللحظة أستمع إلى االسيمفونية التاسعة (الكورالية )لبتهوفن ،وأجدنى محلقاً فى سماوات لانهاية لها.
وعندما بحثتُ فى أوراقى المتناثرة ،والتى كتبتُ فيها بعض آرائى وملاحظاتى ،وجدت فى كراسٍ متهالك صفحاته ،مطموس بعض حروفه،بعض سطور رسالة كتبتها بيتنا فون آرنم إلى الشاعر الأكبر جوته إثر لقائها مع العظيم بيتهوفن"إننى أتحسر كلما فتحت عينى ،لأن كل ما أراه من الناس يخالف عقيدتى الدينية ،وأكاد أحتقر العالم الذى لايعرف بأن الموسيقى إلهام أرفع من الفلسفة ..وأنا عارف بالله ،أقرب إليه من الفنانين الآخرين،عرفته وأدركته فأطمأنت نفسى إلى أن موسيقاى لن يصيبها ضر أبداً،وكل من يفهمونها يرتفعون عن الدنايا التى يعمه فيها البشر ..الموسيقى وسط بين الإحساس والفكر..حدثى جوته عنى ،قولى له أن يسمع سمفونياتى وسيؤمن حينئذ على قولى بأن الموسيقى هى المدخل الروحى إلى نطاق المعرفة العليا،تلك التى تفهم الإنسانية والإنسانية لاتفهمها.."
يُحكى أنه ..عندما حضرت الوفاة فردريك شوبان ،وجه كلامه إلى صديقيه :العازف فرانشوم والأميرة البولندية تسارتوريسكا ،وكانت من خيرة تلاميذه ومنفذة وصيته قال: اعزفوا دائماً الموسيقى الرفيعة ،وسأسمعكم من هناك"
ومن شدة تعلقى بالموسيقى الأعظمعلقت فى حجرتى على الجدار المواجه لمدخلها ،صورة كبيرة لبيتهوفن ، مما استرعى انتباه الداخلين ،وكم تشملنى السعادة وأنا أمسك بزمام الحديث متحدثاً عن بيتهوفن أو كما حفظت اسمه"لود فيج فان بيتهوفن" وعن سيمفونياته التسع وخاصةً القدرية والبطولية والكورالية .
أظن أن من كان يسمعنى ، لايعى شيئاً مما أقوله فى غمرة حماسى وشبابى الغض.بل ربما تحسر على عقلى الذى وفى أول الشباب، قد مسه خبل!!
كنت أكتب تحت صورته ماقاله شومان"خذوا مائة سنديانة ،عمر كل منها مائة عام،واكتبوا بها اسمه حروفاً باسقة منتشرة بين السهول و انحتوا شبيهاً له فى جرم هائل كتمثال القديس شارل بوروميو على ضفاف بحيرة ماجيورى،حتى يطل من علاه مثلما كان موقفه فى الحياة ، وعندما تمر السفن بنهر الراين ،ويسأل السواح عن صاحب التمثال الضخم يجيبهم الصبية :إنه بيتهوفن ..فيظن السياح أنه اسم إمبراطور جرمانى عظيم"
ومما لفت نظرى وشد انتباهى "قيثارة المبدعة الموهوبة منيرة الفهرى"حديثها عن قيثارتها الصغيرة ،وبفرنسية رشيقة كتبتها وبلغة عربية ناصعة البيان قامت بترجمتها ..وقرأتهما ووجدت الموسيقى تسرى فى أوصالى وتملأ روحى وتنعش وجدانى الذى أصابه الجفاف .
لكننى أشاطرها بعض أحزانها لتكسر الأمل واندثاره .
وبصراحة أشكرها كل الشكر فلولا قيثارتها ،ما كان حديث ذكرياتى التى تاهت فى مسرح الأحداث التى سيطرت على حياتنا.
أما بعد
Ma petite guitare
Ecrit par
Mounira Fehri
Mounira Fehri
Ma petite guitare
mon vieux violon
mon ardeur et ma passion
mon vieux violon
mon ardeur et ma passion
Le rêve s’est brisé en moi
Il était une fois
Une reine qui se sentait femme
Oh pardon, pardon
Une femme qui se sentait reine
Et tu étais là
Un amour de roi
Dans tes cordes
Je me suis abandonnée
Tes airs d’amour
Je les ai trop bien composés
Autrefois
J’ai semé les « dorémifasol »
J’ai réglé ma vie à ta boussole
Autrefois
Mais depuis
Tout se rétrécit
Le cœur fragile
Se durcit
Les cordes subtiles
Sombrent en mélancolie
Le mur autrefois solide
S’aplatit
Bas, très bas
Il était une fois
Une reine qui adorait son roi
Ma guitare, mon violon
L’espoir s’est brisé en moi
الترجمة للعربية : منيرة الفهري
قيثارتي الصغيرة
قيثارتي الصغيرة ...معزفي
هيامي و شغفي
هيامي و شغفي
تكسر الحلم فيّ
كان يا مكان
ملكة احست انها انثى
لا ...لا.. أعتذر
امرأة أحست انها ملكة
و كنتَ هناك
ملكا جميلا
أدمنتُك و انتهى أمري
موسيقى حبك
أنا لحنتها
في ما مضى
نثرت الدوري مي فا صول
عدلت حياتي على بوصلتك
في ما مضى
لكن تقلص كل شيء
منذ ذلك الحين
و تصلب القلب الشفيف
وغاصت حبالك الرقيقة
في حزن لا ينتهي
و انهارالجدار الذي كان متينا
في ما مضى
انهار..انهار
كان يا ما كان
ملكة عشقت ملكها
عزفته لحنا على كمان
عزفته لحنا على كمان
قيثارتي ..معزفي
تكسر الامل فيّ و اندثر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق