بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 7 فبراير 2015

الموت بينهما


صحوت ،اليوم ،
ورأسى مشغول ولسانى يُردد:




"صوتٌ واهن"
أين عطاياك يارب الكون؟
ها أنذا أتعثر مابين البابين
ها أنذا أسقط فى المابين
قرّبت ،فأعطيت،
حتى بللت الشفتين بماء التنسيم،
وأنبتّ الريحان على الكتفين
ثم منعت:
قنا وقد الجفوة فى القلب ،وياحرق العينين
فى مللى أتقلب ياربى ،
أتلقّى كل صباح خنجر ضجرى فى صدرى مسموم
الحدين
أين هداياك؟ أين فُجاءاتُك؟
أين ملاكك ذو المنقار الذهبى؟
[كان يوافينى فى أعقاب الليل المسحور ،
وفى ألم كاللذة ياربى ،
ينزعنى من ندامى دار الندوة ،
يرفعنى منهوك البدن شتيت الروح،
يُحلق بى حتى يُلقينى فى بطن الغار ....]
وكئيباً مرتعد الجنبين
يطول مكوثى ...
أتخيّل عند ئذ أنى نسىٌ منسىٌ،
حتى تسحقنى وطأتك النورانية ...
لا أتحدث عنها ياربى ،
هى سرٌ مختومُ بين القلبين
فإذا فارفت قُبيل صياح الديك ،
تبقّت من كلماتك بضعة أصداءٍ فى الأذنين
وتبقّى من نورك
ومضُ شعاعٍ مكسورٍفى العينين.
___________________
صلاح عبدالصبور
ديوان "إبحار فى الذاكرة "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق