كلما مررت على سوق قريتنا ،بعد الفجر ومع أول شروق الشمس ،وأجد نساءنا الكادحات المستقيظات مع الخيط الأول من نور الشمس ،..بائعات وذاهبات إلى الغيطان ساحبات الجواميس والعجول والأبقار ،أتذكر على الفور قصيدة موت فلاح للشاعر الإنسانى الكبير صلاح عبد الصبور التى أحفظها منذ عقود .
إنه يؤكد على عمق الحياة وروعتها والإخلاص فى التعامل معها.
هذه الصور الحقيقية لنسائنا العظيمات الكادحات،تفتح شهيتى للحياة والمناضلة حتى آخر رمق .
بعيدًا عن التقعر والثرثرة الفارغة والأحاديث الباطلة .
هنا الحياة الحقيقية .
............................
موت فلاح
لصلاح عبدالصبور
....................
لم يكن يوماً مثلنا يستعجل الموتا
لأنه كل صباح، كان يصنع الحياةَ في الترابْ
ولم يكن كدأبنا يلغط بالفلسفة الميتةْ
لأنه لا يجد الوقتا
فلم يمِلْ للشمس رأسَه الثقيلَ بالعذاب
والصخرةُ السمراءُ ظلت بين مَنْكِبيه ثابتةْ
كانت له عمامةٌ عريضةٌ تعلوه
وقامةٌ مديدةٌ كأنها وَثنْ
ولحية الملح والفلفل لوناها
ووجهه مثل أديم الأرض مجدورُ
لكنه، والموت مقدورُ،
قضي ظهيرةَ النهار، والترابُ في يده
والماء يجري بين أقدامه
وعندما جاء ملاكُ الموت يدعوه
لوّن بالدهشة عيناً وفماْ
واستغفر اللهَ
ثم ارتمي...
والفأس والدرة في جانبه تكوَّما
وجاء أهله، وأسبلوا جفونَه
وكفَّنوا جثمانَه، وقبَّلوا جبينَه
وغيبوه في الترابْ، في منخفض الرمال
وحدَّقوا إلي الحقول في سكينةْ
وأرسلوا تنهيدةً قصيرةً... قصيرةْ
ثم مضَوا لرحلةٍ يخوضها بقريتي الصغيرةْ،
من أول الدهر، الرجالْ
من أول الزمانِ
حتي الموتِ في الظهيرة.
من أول الزمانِ
حتي الموتِ في الظهيرة.
هذه الصور الحقيقية لنسائنا العظيمات الكادحات،تفتح شهيتى للحياة والمناضلة حتى آخر رمق .
بعيدًا عن التقعر والثرثرة الفارغة والأحاديث الباطلة .
هنا الحياة الحقيقية .
............................
موت فلاح
لصلاح عبدالصبور
....................
لم يكن يوماً مثلنا يستعجل الموتا
لأنه كل صباح، كان يصنع الحياةَ في الترابْ
ولم يكن كدأبنا يلغط بالفلسفة الميتةْ
لأنه لا يجد الوقتا
فلم يمِلْ للشمس رأسَه الثقيلَ بالعذاب
والصخرةُ السمراءُ ظلت بين مَنْكِبيه ثابتةْ
كانت له عمامةٌ عريضةٌ تعلوه
وقامةٌ مديدةٌ كأنها وَثنْ
ولحية الملح والفلفل لوناها
ووجهه مثل أديم الأرض مجدورُ
لكنه، والموت مقدورُ،
قضي ظهيرةَ النهار، والترابُ في يده
والماء يجري بين أقدامه
وعندما جاء ملاكُ الموت يدعوه
لوّن بالدهشة عيناً وفماْ
واستغفر اللهَ
ثم ارتمي...
والفأس والدرة في جانبه تكوَّما
وجاء أهله، وأسبلوا جفونَه
وكفَّنوا جثمانَه، وقبَّلوا جبينَه
وغيبوه في الترابْ، في منخفض الرمال
وحدَّقوا إلي الحقول في سكينةْ
وأرسلوا تنهيدةً قصيرةً... قصيرةْ
ثم مضَوا لرحلةٍ يخوضها بقريتي الصغيرةْ،
من أول الدهر، الرجالْ
من أول الزمانِ
حتي الموتِ في الظهيرة.
من أول الزمانِ
حتي الموتِ في الظهيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق