بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 6 أبريل 2016

رجال عرفتهم ....الدكتور جلال رجب المحامى


1
....وأضحك ويعلو صوتى ضاحكا :
لكن يادكتور جلال. .مانراه على الساحة من تضييق على الحريات وخنق الأصوات المنددة بالقمع والقهر علاوة على قانون الطوارئ الذى لايبدو له نهاية ..والحرب المنظمة ضد نقابة المحامين والمشاكل التى تتعرض لها والانشقاقات داخل النقابة والإجراءات التعسفية التى تنال المحامين. ....وسيادتك تعرف الكثير وأكثر من كل الموجودين.
ويشخط فى أستاذنا الجليل عبد الحكيم فرهود نقيب المحامين بالغربية قائلا :
النويهى ده مشكلة يادكتور جلال. .ومش عايز يسكت. . يانويهى. .الدكتور جلال جاى النهاردة يقعد معانا شوية وبعدين نروح نكمل قعدتنا بنادى المحامين. .
ويبتسم الدكتور جلال ويوجه كلامه للجالسين بغرفة المحامين بمجمع المحاكم بطنطا خلف ديوان محافظة الغربية :
كل اليساريين بكل أطيافهم وتياراتهم مش عاجبهم وضع البلد والنويهى أعرفه كويس. .وفى لجنة الحريات صوته عالى. .
ومن أقصى الغرفة يعلو صوت زميل :
خليه يسكت يادكتور ..
ويعقب الدكتور جلال رجب على طلب الزميل:
ماليش دعوة سيادة النقيب يتصرف معاه.
........
تعرفت على الدكتور جلال رجب فى ثمانينات القرن الماضي أثناء وجودى بمجمع محاكم محافظة كفر الشيخ ..
فهو أحد الأعلام فى النقابة العامة للمحامين وشيخ جليل من شيوخ المحامين. .من مواليد فوة سنة 1930م حصل على ليسانس الحقوق وسافر إلى فرنسا للحصول على درجة الدكتوراة فى القانون الجنائي وعاد سنة 1957م وافتتح مكتبه فى مدينة كفر الشيخ وكان من كبار المحامين وأول محامى يحصل على الدكتوراه.
كانت أسرته من كبار ملاك الأطيان الزراعية وممن يطلق عليهم إقطاعيون وعاد ليجد ثور1952 م قد جردت أسرته من أملاكها. .
إنتسب الدكتور جلال رجب للحركات اليسارية ودافع عن الفقراء والمعدمين وكان مكتبه الملاذ والملجأ لهم.






 
2
فى ليلة رجعت من القاهرة. .كان فيه اجتماع فى النقابة العامة. .وتعبان قوى قوى. .وقلت لمراتى :
سيبونى أنام براحتى. .وقد كان .
وش الفجر صحى البيت كله. .فيه جرس الباب وتخبيط شديد ولقينا ست ومعاها ولد شايلاه وتبكى وتقول:
الواد سخن نار ولازم تكشف عليه .
فقلت لها :
أنا مش دكتور شوفى دكتور.
ردت على :
إنت دكتور واكشف على الواد وخد إللى إنت عايزه. .الواد سخن نار وخايفة يجرى له حاجة.
فقلت لها، وانا نص صاحى ونص نايم :
أنا مش دكتور أطفال. .انا دكتور فى القانون.
قالت لى بغضب :
إنت دكتور واليافطة مكتوب عليها دكتور. .عشان خاطرى الواد سخن نار.
يضحك الدكتور جلال رجب. .وكلنا آذان صاغية وترقب. .كيف سيتصرف الدكتور ؟
يقطع الدكتور جلال الصمت الذى يسيطر علينا ويقول :
لقيت مفيش فايدة والست مصممة على إنى دكتور ولازم أكشف على ابنها وكان معاها جوزها.
لبست هدومى ورحت معاها لطبيب أطفال فى الشارع إللى ورايا وصحيت الدكتور وكشف على الواد وكتب له الروشتة. .وحاولت تدفع ثمن الكشف فالدكتور صاحبى رفض وقال لها :
ابنك بخير وعنده اللوز وبعد ماتروح الحرارة هاتيه عشان تشيل اللوز. .وفلوس الكشف والعملية الدكتور جلال دفعهم.
يقول الدكتور جلال :
لقيت الست وجوزها بيعتذروا لى. .وأنا روحت البيت كنت حاسس إنى ح أقع وأنا ماشى من التعب وقلة النوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق