بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 18 أكتوبر 2015

مع الشاعر حسن النجار

(1)
شاعرنا الكبير حسن النجار
لا أملك إلا أشعارك التى تزدحم برأسى سراجًا منيرًا..
عشتُ معها سنوات التكوين .
وها أنا أعيش معها وبصحبتها شيخوختى .
فلتأذن لى بنشر بعض قصائدك على صفحتى .
...................
أغنية إلى نفسى
أنتَ لو جئتنى
قبل هذا الزمان الغريب
ربما كنتُ أدعوكَ للبيت
نعقد جلستنا القرفصاءَ
على سندس البيعة – الملك .
ينتصب الليل فينا بلادا ..
فنشرب خمرتنا فى وعاء الفتوحات
نمضى الى مدن – لستُ أعرفها
ننتقى شاهدا ونحطُ الرحال
وندخل مطْيبة الروح ،
ينتصب الليل فينا بلاطاً
وفى آخر الليل أحمل عنكَ النياشين .
لكننى الآن منجردَّ
كل شعبى يرانى غريبا
وأرضى موطَّأٌة لخيول المغيرين
- من كل صوب يجيئون –
أيتهاْ الأرض كونى دثارا
وكونى لى امرأة من نساء القوارير
أجرعها .. وأقول آتى زمن الخمرة
الآن فاغتبقينى .
_________________________
هياكل .. من قش ونور
من ذا ؟
نفرتيتى فى آخر الليل
تنجاب عنها القرون الغبار
انزعى عنك هذا النقاب الهلالى
هل تسمحين ؟
المساحيق فى هذه العلبة ،
الكركدن العزوف هن الشاحبات
أصبغى جيدا
مالنا كلنا واجم يا حرير ؟
امتلكت الصدى والمدى آه
فى أيما ذرة من رمال الصحارى البداية ؟
مرت على جمل طائر قال عنه النواسى
شيئاً ،
ولكنها فى القطار السهوبى كانت
بسروالهاالضيق
امرأة من لهيب الصنوبر والثلج ،
نامت إلى الصبح بين ذراعىَّ ،
من كوَّر الأرض تحت يدى سُرَّة ؟

(2)
شاعرنا الكبير حسن النجار
سعادتى الغامرة تنمو وتملأ مساحات عظيمة فى روحى .
أراك فى ميدان الساعة بطنطا ..تسير بخطى وئيدة حاملًا على كتفك الأيسر شنطتك الجلدية ،وأزعم أنها ممتلئة بأحزان الشعراء .
لا أريد إيقاف هذه الخطى الوئيدة ،وأودعك بقلب يحمل كل مشاعر التقدير .
أنتم الناس أيها الشعراء !
هل يمنحنى زمنى وقتًا ..أكتب فيه عن أحزان الشعراء؟؟
قلت لك..فقلت لى : ليتك تكتب ..فالموضوع مهم للغاية .
سأكتب ياشاعرى الكبير ..
سأكتبه هديةً متواضعة لشاعرى الأثير ..علّه ينال الرضى والقبول.
إحدى قصائدك ..
نعـاس الفضـا
فى النعاس الفضائىِّ قبَّلنى قُبلةً
واستطال على الرئتين ..
انبسطت قليلا
فجاذبنى .. واستراح
كل شئ هنا غارقٌ
فى بياض الصباح .
فى الطريق اشتريتُ خطى
واكتريتُ غلاما يحدثنى
فأرانى ضمادة أقدامه
فحملتُ الغلام
وحدثته عن جوادى الذى مات
فى صحن أشعاره
كان طفل الحفاوة فى الريح
يغمس حافره فى دمى
ويطيل ارتداء البلاد .
تأملتُه فرحاً
واستخرتُ القصائد فى النوم
فاخترتُ أن أهتدى لنعاس الفضا
قلتُ يا ريحُ
أيتها الريحُ
إنى غدا مقبلَّ مدبرٌ ..
أوقفتْنى المسافةُ عن عشقها
فاحترفتُ الإقامة فى اللون :
صادفتُه مرةً فى البياض الجميل ،
وثانيةً فى البياض المعاد .

(3)
شاعرنا الكبير حسن النجار
أتحدث معه قليلًا وقليلًا جدًا ..أعد الكلمات كى لا أثقل عليه وأنا مدرك حجم تعبه ..
تكفينى منه حسوات تبل الريق.
ويكتب متأثرًا بما يعانيه ..وأقرأ ويعصرنى حزنى عصرًا .
وأطلب من سائق العربة التمهل قليلًا حتى تكتمل نبوءة شاعرنا الكبير فى وطن عظيم يسعى للخلاص من انكسارات وهزائم ودماء.
""هذا اليوم"13/9/2015م" عدت مكتئبا من مركز الكلي بالمنصورة لأن التحاليل غير مطمئنة .
ثم وجدتني اعود تلقائيا الي قراءة قصيدة ( ياسائق العربة )
فساعدوني علي قراءتها معي :
ياسائق العربة
__________________________________
ياسائق العربة
تمهل قليلا ياسائق العربة
كي أقبِّل جدران بيتي الذهبي
( أقبل ذا الجدار وذا الجدار )
انتظرتك طويلا علي حافة الخوف
ولم تأت إلا وأنا في كامل شجاعتي
الأدبية
تزدهر خطاي علي خرائط البلدان
بلدا بعد بلد
وميدانا بعد ميدان
شاهرا سيف الأغاني من غمده
ومتشحا بعباءة المواسم المزركشة .
ياسائق العربة :
هل عربتك بلون الذهب
كما بيتي
نظف مقعدها من تراب الطريق
لقد قطعتَ شوطا كبيرا حتى
تصل إليَّ
وأنا كنت في انتظار أن يطرق بابي
ساعي البريد
ليبشرني بفوزي بالجائزة الكبرى .
ياسائق العربة:
هل رجالك انتهوا من عمارة البيت
البعيد
هل جعلتهم يشيدون باحته
علي شكل مائدة حرف T
فانا أحب أن يقاسمني جلسة الطعام :
أصحاب المعالي الشعراء،
وجنود الجبهة ،
والحاشية،
وحراس الأغنية الخضراء ،
هؤلاء الذين أخفقوا في اقتناص الذئب
قبل أن يسطو علي فراشي .
ياسائق العربة:
هل الطقس هناك ملائم لجلوسي
علي مقعد الأبدية
فانا أحب السهر مع قصائدي
أرسمها هلالا علي أفق مدينة
أُخرجٌ منها شخصيات مثابتي
لنقضي معا وصلات مديحٍ
في حب الإله العظيم
هؤلاء الذين يخرجونني الآن
من هذه الدنيا عاريا
كيوم ولادتي .
ياسائق العربة ..
2015"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق