بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

مع ..عبدالرحن الشرقاوى


(1 )

فى سنواتى الخضراء وأنا مهموم بالتحصيل العلمى والثقافى طرقت كل الأبواب عاقدا العزم على الإلمام بالتنوع الثقافى والحضارى .

كان عبدالرحمن الشرقاوى النجم الساطع فى الحقل الثقافى العربى.
قرأت كل ماكتب وتابعت كتاباته ولن أنسى رواياته الأرض. .،الشوارع الخلفية. ,ومسرحيته الفتى زهران ثم الحسين ثائرا والحسين شهيدا ثم كتاباته الدينية رائعته محمدرسول الحرية ودراسات أخرى لها أكبر الأثر فى تكوينى الثقافى والفكرى.
رائعته محمد رسول الحرية من الأعمال الأدبية الخالدة التى حاولت أن تتحدث عن
 الرسول البشر
الرسول الإنسان
الرسول القائد
الرسول الزوج
الرسول الأب
لم يكتب سيرة موثقة وإنما يكتب عن حياة الإنسان الذى صار نبيا ورسولا . 

كنت أقرأ في سنة 1978م هذه الرائعة من وجهة نظرى وأهيم مع المؤلف فى مشاعره المتوقدة وهويحكى عن الرسول الكريم .
كنت اهتز من الأعماق وأعيش مع الرسول الكريم ألمه وحزنه وخوفه وفرحه.
دراسة أدبية راقية كتبها عاشق للحرية عن رسول الحرية. .
أعود إلى سنواتى الخضر ابحث عن عقلى وروحي وقلبى.
ها أنا وبعد مايقرب من 38سنة ..اعاود قراءة أعمال الشرقاوى من جديد.
مفتون انا بكتابه محمد رسول الحرية. .وليقل فيه الرافضون أطنان الكلام .


(2)

محمدرسول الحرية
عبدالرحمن الشرقاوى
عبر 435 صفحةمن القطع الكبير. .تبدأ الملحمة الإنسانية بتقديم بالصفحة الأولى 
بسم الله الرحمن الرحيم 
.'قل إنما أنا بشر مثلكم. 
ثم الإهداء 
إلى ذكرى أبى. .الذى غرس فى قلبي منذ الطفولة حب محمد. 
ثم يكتب المؤلف مقدمته للطبعة الأولى.
ثم تبدأ فصول الملحمة الإنسانية الكبرى من عاشق الحرية عن محمد رسول الحرية. صلى الله عليه وسلم.

(3)
لم أكن سوى شاب مصري من ريف مصر يسعى للحرية والعدالة الاجتماعية في مصر. 
تقابلت فى عمرى الأخضر مع قادة الفكر السياسي والثقافى والقانونى. ،وقت أن كنت طالبا بكلية الحقوق جامعة القاهرة فى سنة 1973م.
رأيت وسمعت وجلست مع الدكتور رفعت المحجوب.
رأيت وسمعت وجلست مع الدكتور عبدالمنعم الشرقاوى، عرفت من زميل أن الدكتور عبدالمنعم الشرقاوي الذى يدرس لنا مادة المرافعات مع الدكتور فتحى والى.،هو شقيق عبدالرحمن الشرقاوى.
حضرت محاضراته القيمة وشعرت بحزنه الشديد وانكساره، كان يدخل المدرج بجسده الممتلىء ويبدأ محاضرته دون النظر إلى الطلبة.
قيل لى ممن أثق فى كلامه أن الدكتور عبدالمنعم الشرقاوى كان معتقلا فى عهد عبدالناصر وعومل معاملة سيئة أثرت عليه تأثيرا قاسيا.
فى هذا الزمن كان العسس يمسكون بالرقاب ويتحكمون بالعباد ويحكمون البلاد.
حرصت على حضور محاضراته محاولا النظر إلى وجهه وسماع كلامه. .اقنعت نفسى أن اقترب منه وأعيتنى الحيل لسرعة خروجه من المحاضرة.
سألت نفسى كثيرا. .هل القبض والاعتقال يؤديان الى هزيمة الروح وانكسار حاملها. .؟
طال بى العمر وصورة الدكتور عبدالمنعم الشرقاوى لاتفارق ذاكرتى.

(4)

الفتى مهران
من الأعمال الشعرية مسرحية الفتى مهران وتعد من
المسرح الشعرى الكلاسيكى.
أهدى الشرقاوى هذه المسرحية لشقيقه الدكتور عبد المنعم الشرقاوى.
إلى الدكتور عبدالمنعم الشرقاوى المحامى
ارجو أن تقبل هذه الصفحات عرفانا ببعض مالك على أيها الأخ الصديق،والأستاذ، والرائد.


(5)
الفتى مهران
فى أواخر شهر ديسمبر 1973م بالسنة الأولى بكلية الحقوق جامعة القاهرة، وكعادتى المزمنة التى مازالت تلازمنى حتى اللحظة. ،البحث عن الكتاب والوقوف طويلا عند باعة الكتب والجرائد والمجلات وشراء الجديد من الإصدارات.
سور الأزبكية. .هذا السور الخالد الذى حصلت منه على الدرر من الكتب والموسوعات والكتب الفرنسية .
كنت أتقن اللغة الفرنسية فى تلك السنوات الخضراء وكم قرأت من الأشعار لرامبو وبودلير وملارميه وجاك بريفار وعاشق اليزا لوى اراجون وكوكتو وهوجو. ....ألخ
أزعم أن أعمال قادة الفكر والثقافة والسياسة فى روسيا وفرنسا وألمانيا وإنجلترا قرأتها مترجمة من سور الأزبكية والمكتبات المحيطة به.
سنوات خضراء أزهرت فى روحى عمرًا زاهرًا أعيش عليه وأنا فى سنتى الأولى من العقد السابع من عمرى .
أعود للفتى مهران ..وأقول أنها مسرحية طويلة حاول فيها الشرقاوى أن يستعرض فيها مقدرته الشعرية الفائقة ويطرح من خلالها همومه ورؤيته لما يدور فى الوطن .
كانت موجهة فى المقام الأول والأخير إلى سلطان البلاد ،منبهًا ومحذرًا مما يدور فى الوطن ومع الشعب من حكامه وموظفيه.
يقول الشرقاوى وبأعلى صوته :
"مهران :
قل له أيها السلطان فلتحرص على موثقنا
إن فى هذا سلامًا للوطن وأمانًا لك من قبل سواك
قل له يا أيها السلطان لاتقهر الإنسان أن يعمل ما يأباه
لاتجعل الإنسان وحشًا ضاريًا ينهش أوصال الحياة
قل له لاترسل الجيش لكى يفتح سوق السند للتجار ،احذر فالخطر جاثم بالأبواب
وائل:
قل له الأمر صريحًا فهو قد أخفته الحاشية
مهران :
قل له أيها السلطان لاتحكم اليوم من الأرض سوى ماتستطيع
أن تشيع العدل والرحمة فيه وثبت الحب والأمن به
عوض :
أعترض ..أهو درس فى أصول الحكم؟
سلمى :
اسكت ياعوض.
مهران:
قل له إن عمالك قد طاردوا الصدق من القلب
فما عاد لسان ينطق سوى بالكذب
وماعاد جنان بعد يهجس بسوى الزيف
وهذا كله من حصاد الخوف ..هذا الخوف منك
يجعل الناس كأعواد تردد
كل ماينفخ فيها من عبارات الولاء
إن هذا الخوف منك هو لن يهدم غيرك
فاعتراض صارخ ممن يحبك
لهو خير ألف مرة من رضا كاظم غيظ يرهبك "
ص23
ورغم كل هذه التحذيرات ..ذهب الجيش لليمن .
وأذل رجاله جموع الشعب.
وساد الخوف هواء البلاد ،فتنفس الناس الخوف ..
وكانت الهزيمة الفادحة فى يونيو 1967م
وانكسر ت قامة السلطان وباتت البلاد ليال مفزعة مرعبة .
وتسللت الهزيمة لطين الوطن ولوثت ماء النيل وتسممت الزروع ويبست الثمار .
هذا اليوم الملعون .
ذكرى تقتات من روحى وتسمم بدنى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق