بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 25 أكتوبر 2015

أحزان الأنبياء

(1)
حزن الأنبياء
................
ما من مرة أسترجع فيها ماحفظته من آيات الله إلا وتسطع بذاكرتى الآيات الكريمة :
" ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنت الأعلون إن كنتم مؤمنين"آل عمران الآية 139
"وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم "يوسف الآية 84
قال أنما أشكو بثى وحزنى إلى الله" يوسف 86
سيدنا يعقوب يحزن ويمتلأ غمًا وهمًا ويبكى بكاءًا مرًا يذهب بنور عينيه .
فمابالك بما يجيش بصدره ويدور بقلبه ...؟!!!!
إنه الحزن الفتاك لغياب ابنه يوسف .
وها هو الحزن الأكبر يصيب الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وبعد أن بلغ الاختناق به أى مبلغ ، فيهاجر من مكة الحبيبة وقد أدت وحشية القوم، غلاظ القلوب، سيئو الخلق ..حداد الألسنة ،به مالا يصبر عليه بشر من إيذاء وإهانة وسب وقذف وشهوة القتل .
فيقول وقلبه دامع ولسانه يشكو وروحه متعلقة بمكة المكرمة به :
والله إنك لأحب أرض الله إلىّ ،وإنك لأحب أرض الله إلى الله ،ولو أن قومك أخرجونى منك ماخرجت "
لا أنسى سيدى رسول الله وقد نثر بعض غلاظ القلوب التراب على رأسك الشريف وتدخل بيتك والتراب يعلو رأسك وتقوم إحدى بناتك الكريمات وتغسل رأسك الكريم وهى تبكى بكاءًا شديدًا.
لا أنسى سيدى رسول الله وأنت تستجير بالله من هؤلاء القوم الغلاظ الأكباد ،الميتى الأرواح ، السيئى الطبع ،العديمى التربية ،القليلى الأدب .
لا أنسى ..
لا أنسى .......



(2)
محمد يبكى
صلى الله عليه وسلم
يارسول الله .
.يانبينا الكريم ..
.ياسراجنا المنير ..
هل تأذن لنا ونحن جميعًا من حولك نتساءل ونترقب ونفزع ونجزع :
ما الذى أحزنك يارسول الله ؟
ما الذى أبكاك وأضناك ؟؟
من الذى سولت له نفسه أن يبكيك؟؟
بل ما الذى أدمى فؤادك وأدمع عينيك ؟
الويل لنا ..
الويل لنا ياسيدى العظيم .
الويل لنا أن تجرأ منا عليك .
الويل لنا ما دامت الحياة .
الويل لنا .
محمد رسول الله يبكى ...؟
أمحمد رسول الله يحزن ...؟
امحمد رسول الله يألم ...؟


(3)
عام الحزن 
....
ويشعر محمد الرسول الكريم بالمصائب تتابع عليه بموت عمه أبى طالب وزوجته الحنونة خديجة بنت خويلد .
يقول عليه صلوات الله وسلامه:
مانالت منى قريش شيئًا أكرهه ،حتى مات أبو طالب.
آهٍ.. يارسول الله ..
تكأكأ عليك السفهاء و الضباع والذئاب والمخانيث أشباه الرجال فيطرحون عليك رحم الشاة وأنت تصلى ،وتقف ،ياسيدى الكريم على بابك ،حاملًا هذ ا الأذى على عود ثم تقول بحزن شديد :
يابنى عبد مناف ،أى جوارٍ هذا ! ثم تلقيه فى الطريق.
معذرة ياسيدى
هم السفهاء ..
هم السفهاء...
وتخرج ياسيدى العظيم من مكة إلى الطائف تلتمس النصرة من ثقيف والمنعة بهم من قومك ورجاء أن يقبلوا منك ماجئت به من الله عز وجل ،فخرجت إليهم وحدك وتكلمت معهم ولكنهم أغروا بك سفاؤهم وعبيدهم ،يسبونك ويصيحون بك..فاجتمع عليك الناس وألجئوك إلى بستان لعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، هما فيه، ورجع عنك من سفهاء ثقيف من كان يتبعك ،فعمدت يارسول الله عليك صلوات الله وسلامه إلى ظل شجرة عنب فجلست فيه .
معذرة يارسول الله ..
ماذا نفعل بالسفهاء؟؟
معذرة ..ياسيد الخلق ..لاتحزن .
ويشكو رسول الله إلى ربه ،وهو مطمئن ألا يؤذيه أحد من السفهاء ،ويتضرع قائلًا :
اللهم إليك أشكو ضعف قوتى،
وقلة حيلتى ،
وهوانى على الناس،
يا أرحم الراحمين ،
أنت رب المستضعفين ،
وأنت ربى ،
إلى من تكلنى ؟؟
إلى بعيد يتجهمّنى ؟
أم إلى عدو ملكته أمرى ؟
إن لم يكن بك غضب علىّ فلا أبالى ،
ولكن عافيتك هى أوسع لى ،
أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات ،
وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بى غضبك ،
أو يحل علىّ سخطك ،
لك العتبى حتى ترضى ،
ولاحول ولاقوة إلا بك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق