(1)
وفى مغيب آخر أيام عمرى..سوف أراك وأرى أصدقائى ،ولن أحمل معى تحت الثرى غير حسرة الأغنية ..التى لم تتم" ناظم حكمت
أعشق الرياح فى يوم عاصف،تهدر بروحى وتزلزل كيانى .
أعشق العواصف الجامحة لاتبقى ولاتذر،
ولا أخشاها ،
وأظل أترنح فى هبوبها ،
عسانى أرمى فى ثورتها همومى وأفكارى.
وصدق شاعرى الأثير نجيب سرور:
قد آن ياكيخوت للقلب الجريح
أن يستريح،
فاحفر هنا قبرا ونم
وانقش على الصخر الأصم:
"يانابشا قبرى حنانك،ها هنا قلب ينام،
لافرق من عام ينام وألف عام،
هذى العظام حصاد أيامى فرفقا بالعظام.
أنا لست أحسب بين فرسان هذا الزمان،
إن عد فرسان الزمان
لكن قلبى كان دوماً قلب فارس،
كره المنافق والجبان،
مقدار ماعشق الحقيقة.
أوفيليا
مسرحية هاملت
لا أنت جاهزة
للقاء
ولا أنا .
أنتِ...لما تعرفيه..
لكم شغفت به حبا!
فاسلكى السبيل الذى سلكته .
إن يدىَ قد ثقبتهما
المسامير
أولا ترين كيف أنى
استنزف دماً؟
حذار أن تنظرى خلفك
سيرى سيراً ليّناً
وصلّى على غرارى
لأننا ،لم نضح ،لا أنتِ ولا أنا
جاهزين
للقاء..
لوركا
******
قصيدة من القصائد الرائعة ، وكثيرا ما أقرأها ، بل أحفظها وأرددها إذا ادلهمت الدنيا بروحى.
*******
***********
المخاض
إيثاكا
الملاح المحنك
يا موت !.. أيها الملاح المحنك ،
الموكل بسفر الأرواح ،
آن الأوان فارفع المراسي،
وهيئ لنا الرحيل
مللنا المقام هنا – يا موت! ..
فعجل الرواح
وإن يكن –أيها الملاح!–
قد أدلهم
أمامك البحر والسماء
فإن نفوسنا التي ألمت بها –
يشع منها الضياء.
ولادة أخرى
كل وجودي آية معتمة
يتكرر رحيلك فيها
وستقتادُك ذات يوم
نحو فجر الانبثاق والنمو الأبديين
أني تأوهتكَ في هذه الآية: آه...
أني عضّدتك في هذه الآية، بالشجر والماء والنار.
الحياة ربما
شارع ممتد، تجتازه كل نهار، امرأة بزنبيلٍ خاوٍ
الحياة ربما، حبل يتدلى به رجل من غصن شجرة
الحياة ربما طفل عائد من المدرسة.
الحياة ربما، إشعال سيجارة في البرهة الرخوة بين ضجيعتين
أو عبور مُواربٍ لمارٍ، يرفع قبعته
ليحيّي، بابتسامة باهتةٍ، ماراً آخر: " طاب صباحك ".
الحياة ربما تلك اللحظة الموصدة
إذ تبدد نظرتي نفسها في بؤبؤي عينيك
أو في هذا الشعور الذي سأمزجه بإدراك القمر واستيعاب العتمة.
في غرفة بحجم عزلة
قلبي الذي بحجم حب
يحدّق في دعاوى السعادة الساذجة
بالزوال الجميل لورود المزهرية
بالغسيل الذي غرسته في حديقتنا
بغناء الكناريا المزغردة بمقدار نافذة.
آه
هي ذي حصتي
هي ذي حصتي
حصتي سماء تنتزعها مني ستارة مسدلة
حصتي الهبوط من درجة سلّمٍ مهجورة
واللحاق بشيء قابع في التلاشي
حصتي دوران حزن ملوّنٍ في مزرعة الذكريات والغربة
والاحتضار في أسى نداءٍ يقول لي: " أحب يديكِ "
أزرع يديّ في الجنينة
سأخضّر، أعلم، أعلم، أعلم
وستضع النوارس بيضها في حفر أناملي المطلية بالحبر
سأعلق على أذني قيراطاً من حبتي كرزٍ توأم
وسألصق أوراق وردة الكوكب على ضفائري
فثمة زقاق
ما زال فتيانه الذين أحبوني ذات يوم
بشعرهم المجعّد،
أعناقهم الرفيعة
وأقدامهم النحيفة
يفكرون بابتسامة بريئة لفتاة اختطفتها الريح ذات ليلة.
سفر حجم في مسلك الزمان
وإخصاب خط الزمان الجاف بحجم آخر
حجم من صورة واعية
عائد من ضيافة مرآة
وهكذا ثمة من يموت
وثمة من يبقى
ما من صيّاد، قط، سيصطاد لؤلؤة من جدولٍ متواضع
يصب في حفرة.
أنا أعرف عروسة بحر تسكن الأوقيانوس
تعزف بتؤدة، قلبها في قصبة.
عروسة بحر حزينة تموت ليلاً بقُبلة
وحين الفجر، تعود إلى الحياة بقُبلة أخرى.
إذا
للشاعر الإنجليزى /رديارد كبلنج
وتذكرتُ آنذاك الشاعر نجيب سرور،وهو يقول:
ياحارس السجن ليه خايف من المسجون
هيه الحيطان إللى بينا قش ياملعون
والا السلاسل ورق ولا السجين شمشون
أن تتأرجح بين طرفين مشدودين ،حبك للوطن والدفاع عنه ضد الفساد والرشوة والقمع والإرهاب والتسلط ،وثمن هذا الحب أفدح مايكون..وبين العجز والصمت والسير بجانب الحيط ،مؤثراً السلامة والحياة بأقل القليل من متاعها.
شتان بين هذا وذاك .وهنا كان ضحايا الحرية على مر العصور .
الأرجوحة للماغوط ..روايته الوحيدة
فهد التنبل ..الباحث عن الحرية والديمقراطية والوطن والشعب و..و..و
قرأتها وعشت بين سطورها وأحداثها، سجيناً ومهموماً .
بحثتُ فيها عن نفسى وعن وطنى وعن قلبى الجريح المجروح ،الذى ضاق بى فآذانى وألزمنى الفراش والصمت لفترات قد تطول.
ف "الفرح ليس مهنتى" وال"حزن فى ضوء القمر"
آهٍ منك ياقلبى الجريح ..
وآه من سطورك ..أيها الماغوط ، فدموعى كدموعك زرقاء من الحزن.
"دموعى زرقاء
من كثرة ما نظرت إلى السماء ويكيت
دموعى صفراء
من طول ماحلمت بالسنابل الذهبية
وبكيت
فليذهب القادة إلى الحروب
والعشاق إلى الغابات
والعلماء إلى المختبرات
أما أنا
فسأبحث عن مسبحة وكرسى عتيق...
لأعود كما كنت،
حاجبا قديما على باب الحزن
مادامت كل الكتب والدساتير والأديان
تؤكد أننى لن أموت
إلا جائعاً أو سجيناً"
محمد الماغوط
(24)
آهٍ.. من غرناطة .
وآه.. من أندلسٍ ،أشم عبيرها الفواح.
أُجاهد النفس ألا تتحطم بين رحى أيامنا المهزومة.
فها هم الأجداد ..
صانعو الأمجاد..
وها هم الأحفاد..فرائس الأوغاد؟؟!
غرناطة...
نزار قبانى
في مدخل الحمراء كان لقاؤنـا =ماأطـيب اللـقيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في حجريهمـا =تتوالد الأبعاد من أبعـــاد
هل أنت أسبانية ؟سألتـــــــــها= قالت وفي غرناطة ميلادي
غرناطة وصحت قرون سبعـــة= في تينك العينين بعد رقــاد
وأمية راياتها مرفوعـــــــة=وجيادها موصولة بجيــاد
ماأغرب التاريخ كيف أعادنـــــي= لحفيدة سمراء من أحفـادي
وجه دمشقي رأيت خلالـــــــــــه =أجفان بلقيس وجيد سعــاد
ورأيت منزلنا القديم وحجــــــرة=كانت بها أمي تمد وسـادي
والياسمينة رصعت بنجومهـــــــا =والبركةالذهبية الإنشــاد
ودمشق أين تكون ؟قلت ترينــها=في شعرك المنساب نهر سواد
في وجهك العربي في الثغر الذي= مازال مختزناً شموس بلادي
في طيب جنات العريف ومائهـــا=في الفل في الريحان في الكبّاد
سارت معي والشعر يلهث خلفها= كسنابل تركت بغير حصاد
يتألق القرط الطويل بجيدهــــــــا =مثل الشموع بليلة المـيلاد
ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي =وورائي الـتاريخ كــوم رماد
الزخرفات أكاد أسمع نبضهـــــا=والزركشات على السقوف تنادي
قالت هنا الحمراء زهو جدودنا =فاقرأ على جدرانها أمجادي
أمجادها ومسحت جرحاً نازفــاً=ومسحت جرحاً ثانياً بفؤادي
ياليت وارثتي الجميلة أدركــت=أن الذين عنتهم أجــدادي
عانقت فيها عندما ودعتهــــــا=رجلاً يسمى طارق بن زيـاد
وفى مغيب آخر أيام عمرى..سوف أراك وأرى أصدقائى ،ولن أحمل معى تحت الثرى غير حسرة الأغنية ..التى لم تتم" ناظم حكمت
أعشق الرياح فى يوم عاصف،تهدر بروحى وتزلزل كيانى .
أعشق العواصف الجامحة لاتبقى ولاتذر،
ولا أخشاها ،
وأظل أترنح فى هبوبها ،
عسانى أرمى فى ثورتها همومى وأفكارى.
وصدق شاعرى الأثير نجيب سرور:
قد آن ياكيخوت للقلب الجريح
أن يستريح،
فاحفر هنا قبرا ونم
وانقش على الصخر الأصم:
"يانابشا قبرى حنانك،ها هنا قلب ينام،
لافرق من عام ينام وألف عام،
هذى العظام حصاد أيامى فرفقا بالعظام.
أنا لست أحسب بين فرسان هذا الزمان،
إن عد فرسان الزمان
لكن قلبى كان دوماً قلب فارس،
كره المنافق والجبان،
مقدار ماعشق الحقيقة.
(2)
ياسيداتى يا أميراتى الحسان،،
أنا لن أقول ما اسمى بين فرسان الزمان
ولتنطق الأفعال من قبل اللسان
......................
من أين أبدأ والظلام،
يلتف فى أقصى الوراء وفى الأمام!
عرجاء حتى الذاكرة،،
والذكريات!
ياسيداتى معذرة،،
أنا لاأجيد القول ، قد أنسيت فى المنفى الكلام،
وعرفت سر الصمت.كم ماتت على شفتى فى المنفى الحروف!
الصمت ليس هنيهة قبل الكلام،
الصمت ليس هنيهة بين الكلام،
الصمت ليس هنيهة بعد الكلام،
الصمت حرف يخط ولايقال..
الصمت يعنى الصمت..هل يعنى الجحيم سوى الجحيم؟!
عجباً ..أتضحك من كلامى السيدات.
"مم الضحك؟!"
نجيب سرورأنا لن أقول ما اسمى بين فرسان الزمان
ولتنطق الأفعال من قبل اللسان
......................
من أين أبدأ والظلام،
يلتف فى أقصى الوراء وفى الأمام!
عرجاء حتى الذاكرة،،
والذكريات!
ياسيداتى معذرة،،
أنا لاأجيد القول ، قد أنسيت فى المنفى الكلام،
وعرفت سر الصمت.كم ماتت على شفتى فى المنفى الحروف!
الصمت ليس هنيهة قبل الكلام،
الصمت ليس هنيهة بين الكلام،
الصمت ليس هنيهة بعد الكلام،
الصمت حرف يخط ولايقال..
الصمت يعنى الصمت..هل يعنى الجحيم سوى الجحيم؟!
عجباً ..أتضحك من كلامى السيدات.
"مم الضحك؟!"
(4)
لهفى كيف هوى ذاك العقل الأسمى وتحطم!
العالم والجندى ورجل القصر،
رب القلم ورب السيف ورب الألحاظ!
زهرة فتيان المملكة الحسناء ومعقد آمال الدولة
مرآة الملبس للشبان وخير مثال لإهاب الإنسان
أكثر من يتطلع كل طموح فى الناس إليه هوى ووقع!
وأنا أتعس كل نساء الأرض وأكثرهن كآبة
كنت نعمت بشهد عهود الحب إذا صدحت كالموسيقى فى فمه
فإذا بى أشهد هذا العقل السامى ،بل أرفع عقل ساد بإنسان،
يصدر أصوات نشاز كالأجراس العذبة حين يغيب توافقها
وأرى تلك الصورة- من كانت زهرته يانعة ليس تبارى
فغدت ذابلة صوحها لفح جنونه!
ما أتعسنى أن أشهد يوما ما شاهدته
ثم أرى ما هو فيه اليوم!!
العالم والجندى ورجل القصر،
رب القلم ورب السيف ورب الألحاظ!
زهرة فتيان المملكة الحسناء ومعقد آمال الدولة
مرآة الملبس للشبان وخير مثال لإهاب الإنسان
أكثر من يتطلع كل طموح فى الناس إليه هوى ووقع!
وأنا أتعس كل نساء الأرض وأكثرهن كآبة
كنت نعمت بشهد عهود الحب إذا صدحت كالموسيقى فى فمه
فإذا بى أشهد هذا العقل السامى ،بل أرفع عقل ساد بإنسان،
يصدر أصوات نشاز كالأجراس العذبة حين يغيب توافقها
وأرى تلك الصورة- من كانت زهرته يانعة ليس تبارى
فغدت ذابلة صوحها لفح جنونه!
ما أتعسنى أن أشهد يوما ما شاهدته
ثم أرى ما هو فيه اليوم!!
أوفيليا
مسرحية هاملت
(5)
لقاء
لقاء
لا أنت جاهزة
للقاء
ولا أنا .
أنتِ...لما تعرفيه..
لكم شغفت به حبا!
فاسلكى السبيل الذى سلكته .
إن يدىَ قد ثقبتهما
المسامير
أولا ترين كيف أنى
استنزف دماً؟
حذار أن تنظرى خلفك
سيرى سيراً ليّناً
وصلّى على غرارى
لأننا ،لم نضح ،لا أنتِ ولا أنا
جاهزين
للقاء..
(6)
يعترينى المزاج الرمادى، حين تصير
السماء رمادية ، حين تذبل
شمس الأصيل، وتهوى على
خنجر الشجر ، النقط الشفقية
تنزف منها ، تموت بلا ضجة ،
ويوارى أضالعها العاريات
التراب الرميم
يعترينى المزاج
الترابى ، حين تصير السماء
ترابية ، حين يصبح مرج السماء
جديبا ، كصحراء تنحل فيها
النجوم رمالا،وينحل حتى
يذوب ببطن الهيولى القديم
التراب السقيم ...
يطلع الصبح ، يطلع فى َصباح ،
فلا باهر الضوء ، أو مشرق
القسمات ، ولكنه فارغ ، الكلام
محار رخيص ، وقلبى يفرغ من
حزنه الغسقى لكى يشرب الضجر
الماسخ الطعم ، موج من
اللحظات البطيئة يحملنى مثلما
يحمل النسر والدود أو يحمل
الزهر والفطر والعشب والريح ،
أو يحمل العشق والقتل ويحمل
الذكريات الغبية ، يلقى بها فى
ظلام شطوط المساء 00السديم
ها أنا سائر فى الفصول، عليل
صحيح ، كئيب ، وأخشى الكآبة
حينا ، وتمضى الحياة تعيد
مداراتها، والشمس النجوم تعيد
استدارتها، وروحى تعيد ولاداتها
واحتضاراتهاوالشموس النجوم ..
والشموس النجوم الأهلة ، يازمنا
فاترا،ياحياة تجرب كيف تقلد
صورتها فى الزمان البعيد القديم .
ها أانا أستدير بوجهى إليك،أيا
زمنا ليس يوجد بعد ،أيا زمنا
قادما من وراء الغيوم .
ها أنا أستدير بوجهى إليك ،
فأبكى لأن انتظارى طال ،لأن
انتظارى يطول ،لأنك قد لا
تجىء ،لأن النجوم تكذب
ظنى ،لأن كتاب الطوالع يزعم
أنك تأتى إذا اقترن النسر
والافعوان،لأن الشواهد لم
تتكشف ،لأن الليالى الحبالى
يلدن ضحى مجهضا،ولأن
الاشارات حين تجىء ..
تجىء اليناالاشارات من مرصد
الغيب يكشف عن سرها
العلماء الثقات ،تقول :
انتظار عقيم !
انتظار عقيم !
توافقات ...للشاعر /صلاح عبد الصبورالسماء رمادية ، حين تذبل
شمس الأصيل، وتهوى على
خنجر الشجر ، النقط الشفقية
تنزف منها ، تموت بلا ضجة ،
ويوارى أضالعها العاريات
التراب الرميم
يعترينى المزاج
الترابى ، حين تصير السماء
ترابية ، حين يصبح مرج السماء
جديبا ، كصحراء تنحل فيها
النجوم رمالا،وينحل حتى
يذوب ببطن الهيولى القديم
التراب السقيم ...
يطلع الصبح ، يطلع فى َصباح ،
فلا باهر الضوء ، أو مشرق
القسمات ، ولكنه فارغ ، الكلام
محار رخيص ، وقلبى يفرغ من
حزنه الغسقى لكى يشرب الضجر
الماسخ الطعم ، موج من
اللحظات البطيئة يحملنى مثلما
يحمل النسر والدود أو يحمل
الزهر والفطر والعشب والريح ،
أو يحمل العشق والقتل ويحمل
الذكريات الغبية ، يلقى بها فى
ظلام شطوط المساء 00السديم
ها أنا سائر فى الفصول، عليل
صحيح ، كئيب ، وأخشى الكآبة
حينا ، وتمضى الحياة تعيد
مداراتها، والشمس النجوم تعيد
استدارتها، وروحى تعيد ولاداتها
واحتضاراتهاوالشموس النجوم ..
والشموس النجوم الأهلة ، يازمنا
فاترا،ياحياة تجرب كيف تقلد
صورتها فى الزمان البعيد القديم .
ها أانا أستدير بوجهى إليك،أيا
زمنا ليس يوجد بعد ،أيا زمنا
قادما من وراء الغيوم .
ها أنا أستدير بوجهى إليك ،
فأبكى لأن انتظارى طال ،لأن
انتظارى يطول ،لأنك قد لا
تجىء ،لأن النجوم تكذب
ظنى ،لأن كتاب الطوالع يزعم
أنك تأتى إذا اقترن النسر
والافعوان،لأن الشواهد لم
تتكشف ،لأن الليالى الحبالى
يلدن ضحى مجهضا،ولأن
الاشارات حين تجىء ..
تجىء اليناالاشارات من مرصد
الغيب يكشف عن سرها
العلماء الثقات ،تقول :
انتظار عقيم !
انتظار عقيم !
******
قصيدة من القصائد الرائعة ، وكثيرا ما أقرأها ، بل أحفظها وأرددها إذا ادلهمت الدنيا بروحى.
(7)
غرباء
غرباء
و بكينا.. يوم غنّى الآخرون
و لجأنا للسماء
يوم أزرى بالسماء الآخرون
و لأنّا ضعفاء
و لأنّا غرباء
نحن نبكي و نصلي
يوم يلهو و يغنّي الآخرون
***
و حملنا.. جرحنا الدامي حملنا
و إلى أفق وراء الغيب يدعونا.. رحلنا
شرذماتٍ.. من يتامى
و طوينا في ضياعٍ قاتم..عاماً فعاما
و بقينا غرباء
و بكينا يوم غنى الآخرون
***
سنوات التيهِ في سيناءَ كانت أربعين
ثم عاد الآخرون
و رحلنا.. يوم عاد الآخرون
فإلى أين?..
وحتامَ سنبقى تائهين
و سنبقى غرباء ؟!
سميح القاسم
و لجأنا للسماء
يوم أزرى بالسماء الآخرون
و لأنّا ضعفاء
و لأنّا غرباء
نحن نبكي و نصلي
يوم يلهو و يغنّي الآخرون
***
و حملنا.. جرحنا الدامي حملنا
و إلى أفق وراء الغيب يدعونا.. رحلنا
شرذماتٍ.. من يتامى
و طوينا في ضياعٍ قاتم..عاماً فعاما
و بقينا غرباء
و بكينا يوم غنى الآخرون
***
سنوات التيهِ في سيناءَ كانت أربعين
ثم عاد الآخرون
و رحلنا.. يوم عاد الآخرون
فإلى أين?..
وحتامَ سنبقى تائهين
و سنبقى غرباء ؟!
سميح القاسم
*******
وتظل أحزان الشعراء محيطاً هادراً وشجناً يأسرنى .
ربما كانت أحزان الشعراء بعضاً من أحزانى.
كم أحببت الشعر والشعراء !
وكم أحببت أن أكتب عن" أحزان الشعراء "!
لعلنى يوما سأكتب؟
لعلنى..
ربما كانت أحزان الشعراء بعضاً من أحزانى.
كم أحببت الشعر والشعراء !
وكم أحببت أن أكتب عن" أحزان الشعراء "!
لعلنى يوما سأكتب؟
لعلنى..
(8)
فتشتُ فى أوراقى ودفاترى،وجدت قصيدة رائدة نقلتها بخطى لشاعرٍ يحظى لدى بتقدير واحترام ،ألا وهو شاتدور بيتوفى أحد عظماء الشعر الخالدين ،الشاعر المجرى المولود 1823م والمتوفى 1849م
وجدت قصيدته (الراعى وحماره) التى تقول :
ركب الراعى حماره
وتدلت فوق الثرى قدماه
كان الغلام كبيرا
لكن حزن الغلام كان أكبر
************
جلس الراعى على كتل الطين
وهو يلهو بنايه
وأغنامه حواليه ترعى
حينما ،جاء نذير ُ فتاته
فلقد بات موتها وشيكا
**********
..وينط الغلام فوق حماره
مسرعا نحو بيته
لكنه قد تأخر
فلن يرى غير جثة
***********
وفى مرارة حزنه
ماذا يكون بوسعه؟؟
أهوى بكلتا يديه
فوق رأس حماره
فتشتُ فى أوراقى ودفاترى،وجدت قصيدة رائدة نقلتها بخطى لشاعرٍ يحظى لدى بتقدير واحترام ،ألا وهو شاتدور بيتوفى أحد عظماء الشعر الخالدين ،الشاعر المجرى المولود 1823م والمتوفى 1849م
وجدت قصيدته (الراعى وحماره) التى تقول :
ركب الراعى حماره
وتدلت فوق الثرى قدماه
كان الغلام كبيرا
لكن حزن الغلام كان أكبر
************
جلس الراعى على كتل الطين
وهو يلهو بنايه
وأغنامه حواليه ترعى
حينما ،جاء نذير ُ فتاته
فلقد بات موتها وشيكا
**********
..وينط الغلام فوق حماره
مسرعا نحو بيته
لكنه قد تأخر
فلن يرى غير جثة
***********
وفى مرارة حزنه
ماذا يكون بوسعه؟؟
أهوى بكلتا يديه
فوق رأس حماره
(9)
صديقى الحميم "قلبى" القابع بصدرى وبين أضلاعى.
هذا الذى يمدنى بدم الحياة .
لم يسلم من أذى الحياة .
تكأكأت عليه الهموم والإحباطات ، صمد طويلاً وتحمل كثيراً،وفى الآونة الأخيرة ،تعرض للسقوط فى جراحات عديدة ،ألزمته السرير الأبيض والأردية البيضاء والسكون القاتل والنظرات الراجية الصحة والهمهمات بالشفاء.
صديقى قلبى ..
تعاود النبض ومازلت تقبع يسار الصدر .
أُحيى فيك هذا التمرد وهذا الصمود وهذه الشجاعة فى مواجهة الموت.
أقول لك أيها الصديق الوفى
شكراً شكراً..
هذا الذى يمدنى بدم الحياة .
لم يسلم من أذى الحياة .
تكأكأت عليه الهموم والإحباطات ، صمد طويلاً وتحمل كثيراً،وفى الآونة الأخيرة ،تعرض للسقوط فى جراحات عديدة ،ألزمته السرير الأبيض والأردية البيضاء والسكون القاتل والنظرات الراجية الصحة والهمهمات بالشفاء.
صديقى قلبى ..
تعاود النبض ومازلت تقبع يسار الصدر .
أُحيى فيك هذا التمرد وهذا الصمود وهذه الشجاعة فى مواجهة الموت.
أقول لك أيها الصديق الوفى
شكراً شكراً..
***********
المخاض
"إنى أموت ..
يا إخوتى ..إنى أموت
كالشمعة الخرساء أعصاب رقاق تنعصر
كالورد فى الإبريق ..أنفاس ولكن تحتضر
كالحقل مخضرا..يدب الجدب فى بطء إليه
كالنيل تمتص الرمال حياته من جانبيه
كالسنديانة أن تكون ملء العيون
فالنمل ينخب قلبها ..ياإخوتى هل تسمعون
إنى أعيش الموت فى صمتى ..أموت
إنى خرجت اليوم من بيتى على ظهرى صليب
جيبى خراب
قلبى خراب
أحستنى كالخنفساء
يغتالها نعل كبير
فى حجم ألف من قباب الأولياء
وهناك شىء لا أراه
كالفأر ..يقرض بين جنبى الحياة
وزحفت تلفظى الدروب
والكون مسود كأن القار قد صبغ الصباح
أو أننى أعمى أفتش فى الضياء عن الضياء
أو أننى خفاشاً كريهاً كالعمى
حجب السما
كالرخ فى أقصوصة للسندباد
فرش السواد على المدى ..فرش السواد
ياإخواتى ..والجوع فى طول الطريق
أفعى لها مليون ناب
والأعين الحمرا تعانى فى غموض
شيئاً كآلام المخاض!
وذكرت أمى ..أنها ماتت بآلام المخاض:
ياقصة الموت الذى يلد الحياة
يا إخوتى ..إنى أرى فى داخل الموت الحياة:
فالعطر فى هذا العفن
والنور فى هذا الظلام
والنبت كالأطفال فى بطن الجليد
والنار فى جوف الرماد
والماء يجرى تحت هذا التبن فى صمت عنيد
والمارد المرصود ينحت فى جدار من حديد
"أماه ..ما أقسى الطريق إلى الحياة"
ياإخوتى ..
كنا ..وكانت فى مساء
تحكى عن التجار فى واد عجيب
خلف البحار السبع -ماسى الحصى-
يرمون من أعلى الجبل
بالشاة بعد السلخ للقاع الرهيب
فتعود ترفعها النسور إلى القمم
والماس فى اللحم الرطيب!!
كنا نصلى للشياه ..
الماس مغروز بأضلعها ..فما أغنى الشياه!!
ومشيت تلفظنى الدروب إلى الدروب
حولى عيون
والشاه فى كل العيون!
يا إخوتى ..وأتى المساء
فرجعت للبيت الكئيب
أمشى على ظهرى صليب!
جيبى خراب
قلبى خراب
والماس فى لحمى خراب!
يا إخوتى ..أن أرقص المسخ القرود
أو أركب العنزات عمدا من بكر
أو دق طبلا فاستقامت -كالأناسى - الحمر
تمشى على رجلين..أو تلقى التحية كالجنود
أو أخرج الحاوى من الطوب البلح
أو صور البطيخ من حب السبح
أو أطلق الكتكوت يصوى من قدح
أو راح يلعب بالحجر ..
والبيض ..فى حذق كإعجاز الإله
يا إخوتى ..إن كنت أضحك للمسوخ وللحواه
ويلوح فى عينى إشراق المرح
لاتحسبوا إنى فرح
فاللحن أصفى مايكون إذا تهيأ للخفوت
إنى أعيش الموت فى صمتى ..أموت
إنى أموت
لكننى ألد الحياة ..
كالأمهات يلدن فى الألم الحياة
أمى ..وكل الأمهات!...
نجيب سروريا إخوتى ..إنى أموت
كالشمعة الخرساء أعصاب رقاق تنعصر
كالورد فى الإبريق ..أنفاس ولكن تحتضر
كالحقل مخضرا..يدب الجدب فى بطء إليه
كالنيل تمتص الرمال حياته من جانبيه
كالسنديانة أن تكون ملء العيون
فالنمل ينخب قلبها ..ياإخوتى هل تسمعون
إنى أعيش الموت فى صمتى ..أموت
إنى خرجت اليوم من بيتى على ظهرى صليب
جيبى خراب
قلبى خراب
أحستنى كالخنفساء
يغتالها نعل كبير
فى حجم ألف من قباب الأولياء
وهناك شىء لا أراه
كالفأر ..يقرض بين جنبى الحياة
وزحفت تلفظى الدروب
والكون مسود كأن القار قد صبغ الصباح
أو أننى أعمى أفتش فى الضياء عن الضياء
أو أننى خفاشاً كريهاً كالعمى
حجب السما
كالرخ فى أقصوصة للسندباد
فرش السواد على المدى ..فرش السواد
ياإخواتى ..والجوع فى طول الطريق
أفعى لها مليون ناب
والأعين الحمرا تعانى فى غموض
شيئاً كآلام المخاض!
وذكرت أمى ..أنها ماتت بآلام المخاض:
ياقصة الموت الذى يلد الحياة
يا إخوتى ..إنى أرى فى داخل الموت الحياة:
فالعطر فى هذا العفن
والنور فى هذا الظلام
والنبت كالأطفال فى بطن الجليد
والنار فى جوف الرماد
والماء يجرى تحت هذا التبن فى صمت عنيد
والمارد المرصود ينحت فى جدار من حديد
"أماه ..ما أقسى الطريق إلى الحياة"
ياإخوتى ..
كنا ..وكانت فى مساء
تحكى عن التجار فى واد عجيب
خلف البحار السبع -ماسى الحصى-
يرمون من أعلى الجبل
بالشاة بعد السلخ للقاع الرهيب
فتعود ترفعها النسور إلى القمم
والماس فى اللحم الرطيب!!
كنا نصلى للشياه ..
الماس مغروز بأضلعها ..فما أغنى الشياه!!
ومشيت تلفظنى الدروب إلى الدروب
حولى عيون
والشاه فى كل العيون!
يا إخوتى ..وأتى المساء
فرجعت للبيت الكئيب
أمشى على ظهرى صليب!
جيبى خراب
قلبى خراب
والماس فى لحمى خراب!
يا إخوتى ..أن أرقص المسخ القرود
أو أركب العنزات عمدا من بكر
أو دق طبلا فاستقامت -كالأناسى - الحمر
تمشى على رجلين..أو تلقى التحية كالجنود
أو أخرج الحاوى من الطوب البلح
أو صور البطيخ من حب السبح
أو أطلق الكتكوت يصوى من قدح
أو راح يلعب بالحجر ..
والبيض ..فى حذق كإعجاز الإله
يا إخوتى ..إن كنت أضحك للمسوخ وللحواه
ويلوح فى عينى إشراق المرح
لاتحسبوا إنى فرح
فاللحن أصفى مايكون إذا تهيأ للخفوت
إنى أعيش الموت فى صمتى ..أموت
إنى أموت
لكننى ألد الحياة ..
كالأمهات يلدن فى الألم الحياة
أمى ..وكل الأمهات!...
(10)
قصائد قصيرة
********
الشاعرة الكويتية
سعدية مفرح
انفصال
أنت فى دمى
............
................
أنا المثخنة الجراح الآن
ودمى الذى يسيل خارجاً من داخلى
ينفصل عنى رويداً
رويداً
فأتخشب اصفرارا
ويتخثر احمرارا
وأنت ..........
أين صرت الآن؟!
*********
مشروع
حين أكون وحيدة فى الغرفة الوحيدة التى تحتوينى
تنتابنى رغبات عظمى فى تخريب الكرة الأرضية
.................
................
فلتطمئن أيها العالم الخائف
مفتاح غرفتى المغلقة ليس معى دائما.
*************
لماذا؟؟؟
لماذا يترك الولد الذكى
بلاده
نحو الغواية
والنوى
وفنادق الغرباء
والليل الطويل
ورداءة الطقس
والجوى
ومساحة بوسع القلب
للبوح النبيل
قصائد قصيرة
********
الشاعرة الكويتية
سعدية مفرح
انفصال
أنت فى دمى
............
................
أنا المثخنة الجراح الآن
ودمى الذى يسيل خارجاً من داخلى
ينفصل عنى رويداً
رويداً
فأتخشب اصفرارا
ويتخثر احمرارا
وأنت ..........
أين صرت الآن؟!
*********
مشروع
حين أكون وحيدة فى الغرفة الوحيدة التى تحتوينى
تنتابنى رغبات عظمى فى تخريب الكرة الأرضية
.................
................
فلتطمئن أيها العالم الخائف
مفتاح غرفتى المغلقة ليس معى دائما.
*************
لماذا؟؟؟
لماذا يترك الولد الذكى
بلاده
نحو الغواية
والنوى
وفنادق الغرباء
والليل الطويل
ورداءة الطقس
والجوى
ومساحة بوسع القلب
للبوح النبيل
(11)
مهما تعاقبت الهموم ، وتشابكت ليالى الظلام الداكن ،فرحلة الحياة جديرة بالقتال من أجلها والذود عنها.
مهما عانى الإنسان ..إلا أن رحلة الحياة لابد وأن تقطع.
فعندما تريد شيئاً بإخلاص ،يتآمر العالم معك لتحقيقه.
وتحضرنى قصيد رائدة للشاعر اليونانى الأصل والمصرى الجنسية والإقامة ..كفافى.
مهما عانى الإنسان ..إلا أن رحلة الحياة لابد وأن تقطع.
فعندما تريد شيئاً بإخلاص ،يتآمر العالم معك لتحقيقه.
وتحضرنى قصيد رائدة للشاعر اليونانى الأصل والمصرى الجنسية والإقامة ..كفافى.
إيثاكا
عندما تتهيأ للرحيل إلى إيثاكا،
تمن أن يكون الطريق طويلا،
حافلا بالمغامرات ،عامراً بالمعرفة.
لاتخش الغيلان والمردة
ولا إله البحر الهائج.
لن تجد أبداًأياً من هؤلاء فى طريقك،
إن بقى فكرك سامياً ،
إن مست عاطفة نبيلة روحك وجسدك،
لن تقابل الغيلان والمردة
ولا إله البحر العاتى ،
إن لم تحملهم فى روحك،
إن لم تستحضرهم روحك أمامك.
تمن أن يكون الطريق طويلاً،
فتدخل المرافىءالتى ترى لأول مرة،
منشرحاً،جذلاً.
توقف بالأواق الفينيقية ،
واقتن السلع الجيدة،
أصدافاً ومرجاناً،كهرماناً وأبنوساً،
وعطوراً زكية من كل نوع،
قدر ما يمكن من العطور الممتعة،
اذهب إلى كثير من المدن المصرية،
تعلم ، وتعلم ثانيةً، - من الحكماء .
لتكن أيثاكا فى روحك دائماً.
الوصول إليها قدرك.
لكن لاتتعجل انتهاء الرحلة .
الأفضل أن تدوم سنوات طويلة
وأن تكون شيخاً حين تبلغ الجزيرة ،
ثرياً بما كسبته فى الطريق،غير آمل أن تهبك إيثاكا ثراءً
إيثاكا منحتك الرحلة الجميلة .
لولاها ماكنت شددت الرحال .
وليس لديها ما تمنحك إياه أكثر من ذلك.
حتى وإن بدت لك إيثاكا فقيرة ،
فإنها لم تخدعك.
ومادمت قد صرت حكيماً ،حائزاً كل هذه الخبرة ،
فلا ريب أنك قد فهمت ما تعنيه الإيثاكات.
تمن أن يكون الطريق طويلا،
حافلا بالمغامرات ،عامراً بالمعرفة.
لاتخش الغيلان والمردة
ولا إله البحر الهائج.
لن تجد أبداًأياً من هؤلاء فى طريقك،
إن بقى فكرك سامياً ،
إن مست عاطفة نبيلة روحك وجسدك،
لن تقابل الغيلان والمردة
ولا إله البحر العاتى ،
إن لم تحملهم فى روحك،
إن لم تستحضرهم روحك أمامك.
تمن أن يكون الطريق طويلاً،
فتدخل المرافىءالتى ترى لأول مرة،
منشرحاً،جذلاً.
توقف بالأواق الفينيقية ،
واقتن السلع الجيدة،
أصدافاً ومرجاناً،كهرماناً وأبنوساً،
وعطوراً زكية من كل نوع،
قدر ما يمكن من العطور الممتعة،
اذهب إلى كثير من المدن المصرية،
تعلم ، وتعلم ثانيةً، - من الحكماء .
لتكن أيثاكا فى روحك دائماً.
الوصول إليها قدرك.
لكن لاتتعجل انتهاء الرحلة .
الأفضل أن تدوم سنوات طويلة
وأن تكون شيخاً حين تبلغ الجزيرة ،
ثرياً بما كسبته فى الطريق،غير آمل أن تهبك إيثاكا ثراءً
إيثاكا منحتك الرحلة الجميلة .
لولاها ماكنت شددت الرحال .
وليس لديها ما تمنحك إياه أكثر من ذلك.
حتى وإن بدت لك إيثاكا فقيرة ،
فإنها لم تخدعك.
ومادمت قد صرت حكيماً ،حائزاً كل هذه الخبرة ،
فلا ريب أنك قد فهمت ما تعنيه الإيثاكات.
(11)
فى أى زمان.. وأى مكان ،تعيش هموم الإنسان ،تتفجر أنيناً وتشكو ألما.
وبعصا سحرية.. يضرب الشاعر الأحجار.. فيكون الماء ،ويكون الدواء.
ويغنى الألم .. حسرة الأغنية ..التى لم تتم.
غلاديس باسوغويتيا
شاعرة من بيرو
***********
يؤلمنى كل شىء
ترجمة د.عيسى الناعورى
كل شىء ،كل شىء يؤلمنى:
الثلج الذى لم يعد له وجود
والذى أصبح قاتم اللون،
وجلد الريح
الذى يتحطم
على الججارة،
والرجل الذى يصنع من نفسه ظلا،
والذى يواريه القدر المحتوم،
ويؤلمنى الصوت
الذى ينطفىء إلى الأبد.
فى أى زمان.. وأى مكان ،تعيش هموم الإنسان ،تتفجر أنيناً وتشكو ألما.
وبعصا سحرية.. يضرب الشاعر الأحجار.. فيكون الماء ،ويكون الدواء.
ويغنى الألم .. حسرة الأغنية ..التى لم تتم.
غلاديس باسوغويتيا
شاعرة من بيرو
***********
يؤلمنى كل شىء
ترجمة د.عيسى الناعورى
كل شىء ،كل شىء يؤلمنى:
الثلج الذى لم يعد له وجود
والذى أصبح قاتم اللون،
وجلد الريح
الذى يتحطم
على الججارة،
والرجل الذى يصنع من نفسه ظلا،
والذى يواريه القدر المحتوم،
ويؤلمنى الصوت
الذى ينطفىء إلى الأبد.
(12)
حين تشتد عليك وطأة الألم ،اشطر حزنك إلى شطرين،واهتف بنصفك الآخر أن يهبك بعض الهدوء .
حين تقسو عليك منغصات الواقع ،وتضيق الدنيا بما رحبت، ستأتى اللحظة المرحة ،فيتلاشى الألم وينقشع.
لم يكن نيرودا إلا صيادا ماهرا ،يغوص بالأعماق ويأتى بدرره الثمينة.
ضحكتك
ترجمة .. ماهر البطوطى
امنعى عنى الخبز إذا أردت
امنعى عنى الهواء
ولكن
لا تمنعى عنى ضحكتك
لا تمنعى عنى الوردة
الرماح التى التى تنتشر منها ،
المياه
التى تنجبس فجأة فى فرحتك ،
الموجة الفضية المباغتة
التى تولد منك .
إن صراعى مرير
ومرات كثيرة
أعود متعب العينين
من رؤية الدنيا التى لاتتغير
ولكن ،حين أدخل
تنطلق ضحكتك إلى الأعالى
باحثة عنى
وتفتح لى
أبواب الحياة كلها .
يا حبيبتى
فى أحلك الأوقات
تتناثر ضحكتك
فإذا رأيت فجأة
دمائى تخضب حجارة الطريق
فاضحكى
أن ضحكتك
ستهب يدى
سيفا مسلولا .
وفى الخريف
بالقرب من البحر
لابد لضحكتك
أن ترفع شلالات من الزبد.
وفى الربيع ياحبيبتى
أحب ضحكتك
لأنها كالزهرة التى أرتقبها ،
الزهرة الزرقاء
زهرة وطنى المرنانة 0
اضحكى من الليل
من النهار ،من القمر
اضحكى من شوارع الجزيرة المتلفة
اضحكى من هذا الفتى الذى يحبك
ولكن
حين أفتح عينى وأغمضها
وحين تذهب خطاى
وحين تعود خطاى
امنعى عنى الخبز والهواء
النور والربيع
ولكن
لا تمنعى عنى ضحكتك
إذ أنى عند ذاك موتا أموت .
حين تقسو عليك منغصات الواقع ،وتضيق الدنيا بما رحبت، ستأتى اللحظة المرحة ،فيتلاشى الألم وينقشع.
لم يكن نيرودا إلا صيادا ماهرا ،يغوص بالأعماق ويأتى بدرره الثمينة.
ضحكتك
ترجمة .. ماهر البطوطى
امنعى عنى الخبز إذا أردت
امنعى عنى الهواء
ولكن
لا تمنعى عنى ضحكتك
لا تمنعى عنى الوردة
الرماح التى التى تنتشر منها ،
المياه
التى تنجبس فجأة فى فرحتك ،
الموجة الفضية المباغتة
التى تولد منك .
إن صراعى مرير
ومرات كثيرة
أعود متعب العينين
من رؤية الدنيا التى لاتتغير
ولكن ،حين أدخل
تنطلق ضحكتك إلى الأعالى
باحثة عنى
وتفتح لى
أبواب الحياة كلها .
يا حبيبتى
فى أحلك الأوقات
تتناثر ضحكتك
فإذا رأيت فجأة
دمائى تخضب حجارة الطريق
فاضحكى
أن ضحكتك
ستهب يدى
سيفا مسلولا .
وفى الخريف
بالقرب من البحر
لابد لضحكتك
أن ترفع شلالات من الزبد.
وفى الربيع ياحبيبتى
أحب ضحكتك
لأنها كالزهرة التى أرتقبها ،
الزهرة الزرقاء
زهرة وطنى المرنانة 0
اضحكى من الليل
من النهار ،من القمر
اضحكى من شوارع الجزيرة المتلفة
اضحكى من هذا الفتى الذى يحبك
ولكن
حين أفتح عينى وأغمضها
وحين تذهب خطاى
وحين تعود خطاى
امنعى عنى الخبز والهواء
النور والربيع
ولكن
لا تمنعى عنى ضحكتك
إذ أنى عند ذاك موتا أموت .
(13)
كى أفهم ما نحن فيه ،أعود إلى الماضى ،نابشاً وباحثاً ومنقباً فى صفحات ،كتبها أصحابها ،وصفاً لواقعة أو تأريخا لحادث أو تفسيراً لأمر من الأمور.
تتزاحم برأسى الحوادث وتتراكم الوقائع وتطل هزيمة يونيو 1967م،تملأ مساحات روحى ،عاصرةً إياها،هاصرةً الحنايا والأعطاف.
صبياً.. أزهو بصباى ،والخضرة تفعم أنفى ،ندى الفجر يغسلنى ،أهيم وسط الحقول ،والشمس توشك على الطلوع.
ياله من منظر خلاب يأسرنى أسراً.!!
وفى يوم أظلمت شمسه كانت هزيمة 1967م واحتلال سيناء والجولان وسيطرة الصهاينة على أرض فلسطين الطاهرة.
وسقوط عبدالناصر وصحبه فى بئر الهزيمة المدوية .
صبياً.. أفتش فى كتب أبى وأبحث عن كتب جديدة لم أقرأها،وجريدة الأهرام ومحمد حسنين هيكل ومقاله الأسبوعى "بصراحة" .وتبرير الهزيمة بأسباب واهية وهى ليست بهزيمة وإنما نكسة !!!أى نكسة ياهذا؟؟
لقد ضاعت الأرض وديس العرض واستشهد الألوف من أبناء مصر البررة .
أنا ابن الماضى المأزوم ،وعائش الحاضر الضبابى .
فالتاريخ مقصدى ووجهتى .
التاريخ.. مرآة روحى المعتمة ،فيها أرى ..هزيمةالماضى وحسرة الحاضر وتعاسة المستقبل.
وها هو الراحل الكبير د.عبدالوهاب المسيرى وفى رحلته الفكرية الفذة ،يقول:
"....والإنشغال بالتاريخ يعني ألا ينظر الإنسان إلى واقعه بشكل مباشر، و ألا يستجيب له بجهازه العصبي أو بصفحة عقله البيضاء، و ألا يرى اللحظة الراهنة بحسبانها البداية و النهاية، إنما بحسبانها نقطة بلتقى فيها الماضي بالمسقبل، و ألا يتصور أنه عالم بسيط يمكن اختزاله في قانون أو قانونين، و إنما يراه من خلال إنسانيته و خريطته الإدراكية المركبه لا من خلال ماديته، و أنه كفرد ليس هو البداية و النهاية، و إنما هو امتداد للماضي في الحاضر، و من ثم في المستقبل"
تتزاحم برأسى الحوادث وتتراكم الوقائع وتطل هزيمة يونيو 1967م،تملأ مساحات روحى ،عاصرةً إياها،هاصرةً الحنايا والأعطاف.
صبياً.. أزهو بصباى ،والخضرة تفعم أنفى ،ندى الفجر يغسلنى ،أهيم وسط الحقول ،والشمس توشك على الطلوع.
ياله من منظر خلاب يأسرنى أسراً.!!
وفى يوم أظلمت شمسه كانت هزيمة 1967م واحتلال سيناء والجولان وسيطرة الصهاينة على أرض فلسطين الطاهرة.
وسقوط عبدالناصر وصحبه فى بئر الهزيمة المدوية .
صبياً.. أفتش فى كتب أبى وأبحث عن كتب جديدة لم أقرأها،وجريدة الأهرام ومحمد حسنين هيكل ومقاله الأسبوعى "بصراحة" .وتبرير الهزيمة بأسباب واهية وهى ليست بهزيمة وإنما نكسة !!!أى نكسة ياهذا؟؟
لقد ضاعت الأرض وديس العرض واستشهد الألوف من أبناء مصر البررة .
أنا ابن الماضى المأزوم ،وعائش الحاضر الضبابى .
فالتاريخ مقصدى ووجهتى .
التاريخ.. مرآة روحى المعتمة ،فيها أرى ..هزيمةالماضى وحسرة الحاضر وتعاسة المستقبل.
وها هو الراحل الكبير د.عبدالوهاب المسيرى وفى رحلته الفكرية الفذة ،يقول:
"....والإنشغال بالتاريخ يعني ألا ينظر الإنسان إلى واقعه بشكل مباشر، و ألا يستجيب له بجهازه العصبي أو بصفحة عقله البيضاء، و ألا يرى اللحظة الراهنة بحسبانها البداية و النهاية، إنما بحسبانها نقطة بلتقى فيها الماضي بالمسقبل، و ألا يتصور أنه عالم بسيط يمكن اختزاله في قانون أو قانونين، و إنما يراه من خلال إنسانيته و خريطته الإدراكية المركبه لا من خلال ماديته، و أنه كفرد ليس هو البداية و النهاية، و إنما هو امتداد للماضي في الحاضر، و من ثم في المستقبل"
(14)
فى يوم 14/5/1993م الساعة الثامنة مساءً ،كان فى زيارتى ،بمنزلى ،الشاعر الفلسطينى الراحل /مروان محمد برزق ،نتبادل الأحاديث والهم العربى والصراع على أرض فلسطين الطاهرة ،فلسطين الأقصى والجليل،فلسطين الرصاصة والبندقية،فلسطين السفرجل والبرتقال.
الشيب يكلل هامته ،متوجاً إياه بثأر السنين الطويلة فى الجهاد والمقاومة والصمود.
وفجأة طلب منى ورقاً وقلماً ،وانتحى جانباً ،جالساً على مكتبى ،إذ كنا بغرفة المكتبة .
وبعد وقت ليس بالطويل ،أعطانى ورقتين بهما قصيدة "المبعدون" 14بيتاً.
وأقرأ قصيدة حارقة صارخة تندد بالإفك الصهيونى للمبدعين الفلسطنيين ورفض الصهاينة دخولهم إلى غزة الصامدة .
هذه القصيدة وبخط الشاعر الراحل وبالمداد الأخضر ..ظلت مخطوطة ومحفوظة لدى طوال السنين الماضية ،كنت حريصاً عليها ،حرصى على الحياة.
الآن ..أجد أن الأمانة تحضنى حضاً على نشر هذه القصيدة القنبلة.
تحية لصديق عزيز وشاعر عظيم .
أهدانى إياها ،وأترككم تقرأون ..وتظل فلسطين الملتقى والعناق.
فليرحمك الله جل شأنه، شاعرى الكبير وصديقى الأعز ..طيب الله ثراك وغفر لك وشملك بعفوه ورضاه.
الشيب يكلل هامته ،متوجاً إياه بثأر السنين الطويلة فى الجهاد والمقاومة والصمود.
وفجأة طلب منى ورقاً وقلماً ،وانتحى جانباً ،جالساً على مكتبى ،إذ كنا بغرفة المكتبة .
وبعد وقت ليس بالطويل ،أعطانى ورقتين بهما قصيدة "المبعدون" 14بيتاً.
وأقرأ قصيدة حارقة صارخة تندد بالإفك الصهيونى للمبدعين الفلسطنيين ورفض الصهاينة دخولهم إلى غزة الصامدة .
هذه القصيدة وبخط الشاعر الراحل وبالمداد الأخضر ..ظلت مخطوطة ومحفوظة لدى طوال السنين الماضية ،كنت حريصاً عليها ،حرصى على الحياة.
الآن ..أجد أن الأمانة تحضنى حضاً على نشر هذه القصيدة القنبلة.
تحية لصديق عزيز وشاعر عظيم .
أهدانى إياها ،وأترككم تقرأون ..وتظل فلسطين الملتقى والعناق.
فليرحمك الله جل شأنه، شاعرى الكبير وصديقى الأعز ..طيب الله ثراك وغفر لك وشملك بعفوه ورضاه.
المبعدون
هذا زمان الشد فاشتدى =وحطمى كل مأفون ومرتد
فى ساحك الوعر كم ولت جحافلهم=شماء حين دعا الداعى إلى المد
حرائر فيك كم جادت بمعتصم=وكنت فى نائبات الدهر كالسد
جبينك الصخر لم يركع لطاغية=يسومك الحتف بين القيظ والبرد
تلك المنافى على الأتراح شاهدة=لطغمة جنحت للإثم والصد
ركب الأشقاء فى صمت وفى وسن=من استكانوا ومن خانوا عرى الوجد
فى نفيك إنزرعت أمجادنا حقباً=طوباك عنقاء كنعانية المجد
ببحرك اللجب الأعصار صادية=مضت تعانق شمس النصر والغد
يامبعدون لكم تحنوا مرابعنا=يازهرة أينعت من جرحنا الصلد
ونجمة بددت ديجور غربتنا=سيف لعنق الخنا والمارق الوغد
ما طأطأت بلظى الجلى عزائمكم=وتترعون كؤوس الخل كالشهد
أنتم بلال وللأقصى مؤذنه=المعمدان بنا ديمومة العهد
هذى حقوق الجياع المرد ناصعة=لاتسترد من الشطرنج والنرد
إلا بسمر القنا أوفى المدى حجر=دما شهيد هوى فى ظلمة اللحد
فى ساحك الوعر كم ولت جحافلهم=شماء حين دعا الداعى إلى المد
حرائر فيك كم جادت بمعتصم=وكنت فى نائبات الدهر كالسد
جبينك الصخر لم يركع لطاغية=يسومك الحتف بين القيظ والبرد
تلك المنافى على الأتراح شاهدة=لطغمة جنحت للإثم والصد
ركب الأشقاء فى صمت وفى وسن=من استكانوا ومن خانوا عرى الوجد
فى نفيك إنزرعت أمجادنا حقباً=طوباك عنقاء كنعانية المجد
ببحرك اللجب الأعصار صادية=مضت تعانق شمس النصر والغد
يامبعدون لكم تحنوا مرابعنا=يازهرة أينعت من جرحنا الصلد
ونجمة بددت ديجور غربتنا=سيف لعنق الخنا والمارق الوغد
ما طأطأت بلظى الجلى عزائمكم=وتترعون كؤوس الخل كالشهد
أنتم بلال وللأقصى مؤذنه=المعمدان بنا ديمومة العهد
هذى حقوق الجياع المرد ناصعة=لاتسترد من الشطرنج والنرد
إلا بسمر القنا أوفى المدى حجر=دما شهيد هوى فى ظلمة اللحد
(15)
شظايا الروح المتناثرة ،تصيبنى بجراح غائرة ،ولامحيص من الشفاء ومواصلة السعى وصولاً لنهاية محسومة وقاطعة ..أن تكون أو لاتكون.
يعاندنى قلبى ويُلح فى عناده ،ويتمرد.. محاولاً كسرى وكسر همتى وتسريب الوهن إلى روحى ..لكن إرادة الحياة أكثر عنداً وأعظم صموداً.
ويتلقفنى الماغوط بين يديه ويضمنى لصدره ،باعثاً أملاً يتوارى ،وألا أرفع راية استسلامى .. مهما كانت الأسباب . ،ومعاً نصعد الهضبة . ويقدم لى الهضبة ..قصيدة من روائعه.
الهضبة
شظايا الروح المتناثرة ،تصيبنى بجراح غائرة ،ولامحيص من الشفاء ومواصلة السعى وصولاً لنهاية محسومة وقاطعة ..أن تكون أو لاتكون.
يعاندنى قلبى ويُلح فى عناده ،ويتمرد.. محاولاً كسرى وكسر همتى وتسريب الوهن إلى روحى ..لكن إرادة الحياة أكثر عنداً وأعظم صموداً.
ويتلقفنى الماغوط بين يديه ويضمنى لصدره ،باعثاً أملاً يتوارى ،وألا أرفع راية استسلامى .. مهما كانت الأسباب . ،ومعاً نصعد الهضبة . ويقدم لى الهضبة ..قصيدة من روائعه.
الهضبة
لاتصفعنى أيها القدر
على وجهى أمتارٌ من الصفعات
هاأنا
والريح تعصف فى الشوارع
أخرج من الكتب والحانات والقواميس
خروج الأسرى من الخنادق.
أيها العصر الحقير كالحشرة
يامن أغريتنى بالمروحة بدل العواصف
وبالثقاب بدل البراكين
لن أغفر لك أبداً
سأعود إلى قريتى ولو سيراً على الأقدام
لأنثر حولك الشائعات فور وصولى
وأرتمى على الأعشاب وضفاف السواقى
كالفارس بعد معركة منهكة
بل كما تعبر الكلاب المدربة حلقات النار
سأعبر هذه الأبواب والنوافذ
هذه الأكمام والياقات
محلقاً كالنسر فوق خفر العذارى وآلام العمال
باسطاً جناحى كالسنونوعند الأصيل
بحثاً عن أرض عذراء
كلما لامسها كوخ أو قصر
أمير أو متسول
وثبت جامحةً فى الهواء
كالفرس الوحشية إذا مسها السرج.
أرض ،
لم توجد ولن توجد إلا فى دفاترى
حسناً أيها العصر
لقد هزمتنى
ولكننى لا أجد فى كل هذا الشرق
مكاناً مرتفعاً
أنصب عليه راية استسلامى.
على وجهى أمتارٌ من الصفعات
هاأنا
والريح تعصف فى الشوارع
أخرج من الكتب والحانات والقواميس
خروج الأسرى من الخنادق.
أيها العصر الحقير كالحشرة
يامن أغريتنى بالمروحة بدل العواصف
وبالثقاب بدل البراكين
لن أغفر لك أبداً
سأعود إلى قريتى ولو سيراً على الأقدام
لأنثر حولك الشائعات فور وصولى
وأرتمى على الأعشاب وضفاف السواقى
كالفارس بعد معركة منهكة
بل كما تعبر الكلاب المدربة حلقات النار
سأعبر هذه الأبواب والنوافذ
هذه الأكمام والياقات
محلقاً كالنسر فوق خفر العذارى وآلام العمال
باسطاً جناحى كالسنونوعند الأصيل
بحثاً عن أرض عذراء
كلما لامسها كوخ أو قصر
أمير أو متسول
وثبت جامحةً فى الهواء
كالفرس الوحشية إذا مسها السرج.
أرض ،
لم توجد ولن توجد إلا فى دفاترى
حسناً أيها العصر
لقد هزمتنى
ولكننى لا أجد فى كل هذا الشرق
مكاناً مرتفعاً
أنصب عليه راية استسلامى.
(16)
فدوى طوقان ..اسم كبير لشاعرة كبيرة،عشتُ معها أرصد رحلتها الجبلية .
عايشتها وصحبتها طويلاً .
كان حلمها أن ترى وطنها فلسطين محررأ من الدنس الصهيونى.
كانت أغنية حزينة لوطن حزين، لشعب يعيش فى الأصفاد.. مغلولاً وسجيناً .
كان حلمها أن تصنع عالماً جميلاً.
****
هذا الكوكب الأرضي
لو بيدي
لو أني أقْدر أن أقْلِبه هذا الكوكبْ
أن أفرغه من كل شرور الأرضْ
أن أقتلِعَ جذورَ البُغضْ
أن أُقصي قابيلَ الثعلبْ
أقصيه إلى أبعد كوكبْ
أن أغسل بالماء الصافي
إخْوة يوسفْ
وأطهّرُ أعماق الإخوة
من دنسِ الشرْ
***
لو بيدي
أن أمسح عن هذا الكوكبْ
بصمات الفقرْ
وأحرّره من أسْر القهرْ
لو بيدي
أن أجتثّ شروش الظلمْ
وأجفّف في هذا الكوكبْ
أنهار الدمْ
لو أني أملك لو بيدي
أن أرفع للإنسان المتعبْ
في درب الحيرة والأحزان ْ
قنديل رخاء واطمئنانْ
أن أمنحه العيش الآمِنْ
لكن ما بيدي شيْء
إلاّ لكنْ
لو أني أملك أن أملأه هذا الكوكبْ
ببذور الحبّْ
فتعرِّش في كلّ الدنيا
أشجار الحبّْ
ويصير الحب هو الدنيا
ويصير الحب هو الدربْ
***
لو بيدي أن أحميه هذا الكوكبْ
من شر خيار صعبْ
لو أني أملك لو بيدي
أن أرفع عن هذا الكوكبْ
كابوس الحربْ
فدوى طوقان ..اسم كبير لشاعرة كبيرة،عشتُ معها أرصد رحلتها الجبلية .
عايشتها وصحبتها طويلاً .
كان حلمها أن ترى وطنها فلسطين محررأ من الدنس الصهيونى.
كانت أغنية حزينة لوطن حزين، لشعب يعيش فى الأصفاد.. مغلولاً وسجيناً .
كان حلمها أن تصنع عالماً جميلاً.
****
هذا الكوكب الأرضي
لو بيدي
لو أني أقْدر أن أقْلِبه هذا الكوكبْ
أن أفرغه من كل شرور الأرضْ
أن أقتلِعَ جذورَ البُغضْ
أن أُقصي قابيلَ الثعلبْ
أقصيه إلى أبعد كوكبْ
أن أغسل بالماء الصافي
إخْوة يوسفْ
وأطهّرُ أعماق الإخوة
من دنسِ الشرْ
***
لو بيدي
أن أمسح عن هذا الكوكبْ
بصمات الفقرْ
وأحرّره من أسْر القهرْ
لو بيدي
أن أجتثّ شروش الظلمْ
وأجفّف في هذا الكوكبْ
أنهار الدمْ
لو أني أملك لو بيدي
أن أرفع للإنسان المتعبْ
في درب الحيرة والأحزان ْ
قنديل رخاء واطمئنانْ
أن أمنحه العيش الآمِنْ
لكن ما بيدي شيْء
إلاّ لكنْ
لو أني أملك أن أملأه هذا الكوكبْ
ببذور الحبّْ
فتعرِّش في كلّ الدنيا
أشجار الحبّْ
ويصير الحب هو الدنيا
ويصير الحب هو الدربْ
***
لو بيدي أن أحميه هذا الكوكبْ
من شر خيار صعبْ
لو أني أملك لو بيدي
أن أرفع عن هذا الكوكبْ
كابوس الحربْ
(17)
سنة الحياة التغيير، ومراحل الإنسان ..طفولة ، صبا ، شباب، رشد ، شيخوخة.
تتغير الآراء وتتبدل الرسوم،تشيخ الوجوه، ويتغضن الجلد،ويشتعل الرأس شيبا.
كانت لى جدة أم أبى يرحمهما الله،،،ونظراً لصغر أمى التى ولدتنى وعمرها 16 سنة وبعد سنة أو أكثر ولدت شقيقى وفى هذا العمرالصغير، أصبحت أماً،،،
قامت جدتى بتربيتنا والسهر علينا ولم نفارق حضنها صباحاً ومساءاً،كنت أشعر أن أمى الصغيرة مهمومة بنا ،والدى يكبرها بخمسة عشر عاما .حنوناً ومبتسماً وإنساناً ،كان الأمان لأمى والطمأنينة لجميع العائلة.
فى خلال عشر سنوات أو أكثر.. صرنا أربعة صبيان وبنتين ،أظن أن أمى تاهت بيننا وأزدحمت عليها الأعباء وتراكمت المشاكل .
أول من يصحو وآخر من تنام..مابين جيش الأولاد والزراعة والفلاحة وتعدد المسؤليات ،تاهت أمى .لكنها كانت قوية بما يكفى وشجاعة وصامدة وحريصة على الحياة بقوة وحزم وشدة.و رغم صغرها ،تمتلك الحكمة والسيطرة والحزم وتسيير الأمور بشكل مستقيم وواضح،أحبها الجميع وكانوا لها عوناً فى تحمل الأعباء.
حتى هذه اللحظة ،أجد أمى وقد علاها الشيب وذهب بعض جمالها الهادىء ،وهى بصحبةأولادى.. بسمة أو يوسف ، إلا وتسرى فى روحى فرحةعارمة تأخذ بقلبى .
أتذكر جدتى ..وحكاياها الكثيرة عن الجن والعفاريت،عن الشاطر حسن وست الحسن والجمال،عن أجدادى وأجدادها،النبع الثرى بالقصص والحكايات ،حكايات جدتى ..من أورع ما صادف أذنى وشغل عقلى ،كنت أسمع بعينى وأفكر بأذنى .
وتمر الأيام وأرى جدتى بشعر أبيض ناصع،لكنها تحتفظ بجمال لايزول ،وفى يوم دخلت عليها جحرتها ورأيتها تضع الحناء على شعرها الكث الطويل ،سألتها بطفولة شقية :شعرك الأبيض أحسن!
ضحكت وقالت: الناس لايعجبها الشعر الأبيض حتى فى الرجالة ،إزاى ترضى به النسوان!!
وتمر السنون وفى الصبا الغض أقرأ بالفرنسية ،التى أحاول الآن استعادتها والقراءة بها ، كتاب العبقرى شارل بودليرle spleen de paris قصائد نثرية قصيرة ،وأخيراً تم ترجمته إلى العربية " سأم باريس أو ضجر باريس" أتذكر منه هذه القصيدة النثرية ،بترجمة رائقة وملتزمة بالنص الأصلى ، للأستاذ/محمد أحمد حمد.
شعرت العجوز القصيرة المجعدة الوجه بفرح غامر لرؤية هذا الطفل الجميل الذى كان يحتفى به كل إنسان ،والذى كان العالم كله يرغب فى إرضائه،هذا الكائن الفاتن،شديد الهشاشة مثلها،العجوز القصيرة ومثلها أيضا كان بلا أسنان.
واقتربت منه راغبةً فى تقديم ابتساماتها ووجهها البشوش ،ولكن الطفل الخائف جفل من مداعبات المرأة الطيبة الهرمة ،وملأ البيت بصرخاته.
وحينذاك ،تراجعت المرأة الطيبة إلى عزلتها الأبدية،وراحت تبكى فى أحدالأركان قائلة لنفسها:
- واسفاه لنا نحن النسوة المسنات التعسات، لقد ولى زمن الإعجاب بنا حتى من الأبرياء ، وصرنا نلقى الرعب فى قلوب الصغار الذين تدفعنا الرغبة إلى حبهم.
تتغير الآراء وتتبدل الرسوم،تشيخ الوجوه، ويتغضن الجلد،ويشتعل الرأس شيبا.
كانت لى جدة أم أبى يرحمهما الله،،،ونظراً لصغر أمى التى ولدتنى وعمرها 16 سنة وبعد سنة أو أكثر ولدت شقيقى وفى هذا العمرالصغير، أصبحت أماً،،،
قامت جدتى بتربيتنا والسهر علينا ولم نفارق حضنها صباحاً ومساءاً،كنت أشعر أن أمى الصغيرة مهمومة بنا ،والدى يكبرها بخمسة عشر عاما .حنوناً ومبتسماً وإنساناً ،كان الأمان لأمى والطمأنينة لجميع العائلة.
فى خلال عشر سنوات أو أكثر.. صرنا أربعة صبيان وبنتين ،أظن أن أمى تاهت بيننا وأزدحمت عليها الأعباء وتراكمت المشاكل .
أول من يصحو وآخر من تنام..مابين جيش الأولاد والزراعة والفلاحة وتعدد المسؤليات ،تاهت أمى .لكنها كانت قوية بما يكفى وشجاعة وصامدة وحريصة على الحياة بقوة وحزم وشدة.و رغم صغرها ،تمتلك الحكمة والسيطرة والحزم وتسيير الأمور بشكل مستقيم وواضح،أحبها الجميع وكانوا لها عوناً فى تحمل الأعباء.
حتى هذه اللحظة ،أجد أمى وقد علاها الشيب وذهب بعض جمالها الهادىء ،وهى بصحبةأولادى.. بسمة أو يوسف ، إلا وتسرى فى روحى فرحةعارمة تأخذ بقلبى .
أتذكر جدتى ..وحكاياها الكثيرة عن الجن والعفاريت،عن الشاطر حسن وست الحسن والجمال،عن أجدادى وأجدادها،النبع الثرى بالقصص والحكايات ،حكايات جدتى ..من أورع ما صادف أذنى وشغل عقلى ،كنت أسمع بعينى وأفكر بأذنى .
وتمر الأيام وأرى جدتى بشعر أبيض ناصع،لكنها تحتفظ بجمال لايزول ،وفى يوم دخلت عليها جحرتها ورأيتها تضع الحناء على شعرها الكث الطويل ،سألتها بطفولة شقية :شعرك الأبيض أحسن!
ضحكت وقالت: الناس لايعجبها الشعر الأبيض حتى فى الرجالة ،إزاى ترضى به النسوان!!
وتمر السنون وفى الصبا الغض أقرأ بالفرنسية ،التى أحاول الآن استعادتها والقراءة بها ، كتاب العبقرى شارل بودليرle spleen de paris قصائد نثرية قصيرة ،وأخيراً تم ترجمته إلى العربية " سأم باريس أو ضجر باريس" أتذكر منه هذه القصيدة النثرية ،بترجمة رائقة وملتزمة بالنص الأصلى ، للأستاذ/محمد أحمد حمد.
يأس العجوز
شعرت العجوز القصيرة المجعدة الوجه بفرح غامر لرؤية هذا الطفل الجميل الذى كان يحتفى به كل إنسان ،والذى كان العالم كله يرغب فى إرضائه،هذا الكائن الفاتن،شديد الهشاشة مثلها،العجوز القصيرة ومثلها أيضا كان بلا أسنان.
واقتربت منه راغبةً فى تقديم ابتساماتها ووجهها البشوش ،ولكن الطفل الخائف جفل من مداعبات المرأة الطيبة الهرمة ،وملأ البيت بصرخاته.
وحينذاك ،تراجعت المرأة الطيبة إلى عزلتها الأبدية،وراحت تبكى فى أحدالأركان قائلة لنفسها:
- واسفاه لنا نحن النسوة المسنات التعسات، لقد ولى زمن الإعجاب بنا حتى من الأبرياء ، وصرنا نلقى الرعب فى قلوب الصغار الذين تدفعنا الرغبة إلى حبهم.
(18)
رحلة العبقرى شارل بودلير مع الحياة، كان قصيراً.
وهكذا ،فى مقتبل العمر،يموت الشعراء .
أتساءل والسؤال لاينطفىء لهيبه ،لماذا يموت الشاعر ؟؟
ألإنه استشعر مالا يستشعره الآخرون!!
ألإنه وقد تكشفت أمامه النهايات ،فآثر أن يستعجل النهاية !!
وهكذا استعجل بودلير الموت وناداه .
وهكذا ،فى مقتبل العمر،يموت الشعراء .
أتساءل والسؤال لاينطفىء لهيبه ،لماذا يموت الشاعر ؟؟
ألإنه استشعر مالا يستشعره الآخرون!!
ألإنه وقد تكشفت أمامه النهايات ،فآثر أن يستعجل النهاية !!
وهكذا استعجل بودلير الموت وناداه .
الملاح المحنك
يا موت !.. أيها الملاح المحنك ،
الموكل بسفر الأرواح ،
آن الأوان فارفع المراسي،
وهيئ لنا الرحيل
مللنا المقام هنا – يا موت! ..
فعجل الرواح
وإن يكن –أيها الملاح!–
قد أدلهم
أمامك البحر والسماء
فإن نفوسنا التي ألمت بها –
يشع منها الضياء.
(19)
تظل الأندلس العربية.. دمعة رقراقة .. تملأ المآقى .
ولحظة الرحيل النهائى فى 2يناير 1492م .لحظة دامية على حضارة إنسانية زاهرة،وغروب الحكم العربى ورحيل آخر ملوكها ..محمد أبو عبدالله ،مع كبار الأشراف العرب،إلى المنفى فى بلاد المغرب العربى.
وها هو شاعر الأندلس الأشهر أقصد أسبانيا..
فعندما سئل عن سقوط الحكم العربى لغرناطة عام 1492م .يجيب قائلاً:
"لقد كان يوما أسود،رغم أنهم يذكرون لنا عكس ذلك فى المدرسة.
لقد ضاعت حضارة مدهشة،وشعر ،وفلك،ومعمار،ورقة لانظير لها فى العالم،وحلت محلها مدينة فقيرة ،خانعة ،تذخر بطالبى الصدقات،وحيث توجد الآن أسوأ طبقة برجوازية فى أسبانيا"
أكاد ألمس أحزان هذا الشاعر وأشم حريق الألم بوجدانه.
من وراء التلال والجبال وعبر السهول والأودية ..أرى لوركا، يعدو حاملاً دفتره وقلمه وينظر فى الأفق البعيد،متحسراً على حضارة زاهرة .
ويشب الألم الحارق بروحه ،ويكتب ،بدم قلبه، قصائده ،وكان الموت له بالمرصاد.
""اليوم أشعر فى فؤادى باختلاجات غريبة
للنجوم
ولكن خطواتى تفقد مسارها
فى روح الغيوم
الضوء يقطع أجنحتى
وعذابات أحزانى
تغمر ذكرياتى فى نبع أفكارى
********
كل الورود بيضاء كأحزانى.
وليس البياض فى الورود ذاتها
بل ان الثلج قد غطاها
وقبلاً سطع عليها قوس قزح.
والروح أيضاً تعرف ثلجها
وثلج الروح له ندف من القبلات
وأشكال تسقط فى قاع الظلمة
أو فى نور من يفكر فيها.
***
ويسقط الثلج من أعلى الورود
ولكن ثلج الروح يبقى
وتصوغ منه قبضة الزمان كفناً أبدياً
*********
هل ياترى يذوب الثلج
حين يحملنا الموت إلى غياهبه؟
أم سيكون هناك ثلج آخر
وورودأخرى أكثر كمالاً؟
هل سيحل علينا السلام
كما قال لنا الرب
أم لن يكون هناك حل أبدا
للمشكلة؟
***
وماذا لو كان الحب خداعا؟
من يشجعنا على الحياة
لو جرفنا الشفق
فى تيارات العلم الحقيقى
"علم" الخير الذى يكاد لايكون له وجود
و"علم" الشر الذى يكمن فى كل طريق؟
******
لو أن نور الأمل انطفأ
وبدأ عصر بابل
أى مشعل سينير الطريق على الأرض؟
*******
لو أن الزرقة مجرد حلم
ماذا سيكون من أمر البراءة.
ماذا سيكون من أمر الفؤاد
لو أجدبت ينابيع الحب؟
لو أن الموت هو موت
ماذا سيكون من أمر الشعراء
ومن أمر الأشياء النائمة
التى لم يعد أحد يتذكرها؟
أه.. ياشمس الآمال الرقراقة!
أيها القمر الجديد!
يا أفئدة الأطفال!
يا أرواح الأحجار الصلبة!
اليوم..أشعر فى فؤادى باختلاجات غريبة
للنجوم
وكل الورود بيضاء كأحزانى.""ترجمة /ماهر البطوطى
ولحظة الرحيل النهائى فى 2يناير 1492م .لحظة دامية على حضارة إنسانية زاهرة،وغروب الحكم العربى ورحيل آخر ملوكها ..محمد أبو عبدالله ،مع كبار الأشراف العرب،إلى المنفى فى بلاد المغرب العربى.
وها هو شاعر الأندلس الأشهر أقصد أسبانيا..
فعندما سئل عن سقوط الحكم العربى لغرناطة عام 1492م .يجيب قائلاً:
"لقد كان يوما أسود،رغم أنهم يذكرون لنا عكس ذلك فى المدرسة.
لقد ضاعت حضارة مدهشة،وشعر ،وفلك،ومعمار،ورقة لانظير لها فى العالم،وحلت محلها مدينة فقيرة ،خانعة ،تذخر بطالبى الصدقات،وحيث توجد الآن أسوأ طبقة برجوازية فى أسبانيا"
أكاد ألمس أحزان هذا الشاعر وأشم حريق الألم بوجدانه.
من وراء التلال والجبال وعبر السهول والأودية ..أرى لوركا، يعدو حاملاً دفتره وقلمه وينظر فى الأفق البعيد،متحسراً على حضارة زاهرة .
ويشب الألم الحارق بروحه ،ويكتب ،بدم قلبه، قصائده ،وكان الموت له بالمرصاد.
""اليوم أشعر فى فؤادى باختلاجات غريبة
للنجوم
ولكن خطواتى تفقد مسارها
فى روح الغيوم
الضوء يقطع أجنحتى
وعذابات أحزانى
تغمر ذكرياتى فى نبع أفكارى
********
كل الورود بيضاء كأحزانى.
وليس البياض فى الورود ذاتها
بل ان الثلج قد غطاها
وقبلاً سطع عليها قوس قزح.
والروح أيضاً تعرف ثلجها
وثلج الروح له ندف من القبلات
وأشكال تسقط فى قاع الظلمة
أو فى نور من يفكر فيها.
***
ويسقط الثلج من أعلى الورود
ولكن ثلج الروح يبقى
وتصوغ منه قبضة الزمان كفناً أبدياً
*********
هل ياترى يذوب الثلج
حين يحملنا الموت إلى غياهبه؟
أم سيكون هناك ثلج آخر
وورودأخرى أكثر كمالاً؟
هل سيحل علينا السلام
كما قال لنا الرب
أم لن يكون هناك حل أبدا
للمشكلة؟
***
وماذا لو كان الحب خداعا؟
من يشجعنا على الحياة
لو جرفنا الشفق
فى تيارات العلم الحقيقى
"علم" الخير الذى يكاد لايكون له وجود
و"علم" الشر الذى يكمن فى كل طريق؟
******
لو أن نور الأمل انطفأ
وبدأ عصر بابل
أى مشعل سينير الطريق على الأرض؟
*******
لو أن الزرقة مجرد حلم
ماذا سيكون من أمر البراءة.
ماذا سيكون من أمر الفؤاد
لو أجدبت ينابيع الحب؟
لو أن الموت هو موت
ماذا سيكون من أمر الشعراء
ومن أمر الأشياء النائمة
التى لم يعد أحد يتذكرها؟
أه.. ياشمس الآمال الرقراقة!
أيها القمر الجديد!
يا أفئدة الأطفال!
يا أرواح الأحجار الصلبة!
اليوم..أشعر فى فؤادى باختلاجات غريبة
للنجوم
وكل الورود بيضاء كأحزانى.""ترجمة /ماهر البطوطى
(20)
الشاهنامة للفردوسى ،والمثنوى وشمس تبريز لجلال الدين الرومى،ومنطق الطيروحلية الأولياء لفريد الدين العطار،ورباعيات الخيام ،والبستان للسعدى .
ومن جواهر الفكر الإنسانى عبر العصور .
كم سعيت وطال سعيى.. حتى منّ علىّ الزمان الجميل ،بقراءة هذه الجواهر الخالدة ،وتمكنت من ضمهم لمكتبتى .
إذا أظلمت الدنيا وأشرفتُ على الهلاك ،أسرعتُ إلى مكتبتى ،بين أصحابى وأصدقائى ،أشكو لهم فيطهروننى من آلامى ويمسحون عن روحى ما علق بها من أدران.
الرائعة والمجنونة ،حياةً وشعراً ونهايةً مأساوية وعمراً قصيراً،فروغ فرحزاد الشاعرة الإيرانية الشهيرة ،قرأت قصة حياتها ،الروح الهائمة خلف السحاب، وطالعت ترجمات عديدة لأشعارها اللهاثة ،الفاتنة ،المسكونة بالعشق والأحلام المستحيلة .
كان قلبى ينزف معها وهى الباحثةعن اليقين.
كانت فروغ فرحزاد رحلة أسى قصيرة (1934م-1967م)
كانت أغنية رهيفة شجية ،لكنها لم تتم.
وها هى قصيدة ولادة أخرى ،لم أتمكن من معرفة مترجمها،فالذاكرة جد خؤون ،وسأحاول مستقبلاً البحث عن مترجمها.
ومن جواهر الفكر الإنسانى عبر العصور .
كم سعيت وطال سعيى.. حتى منّ علىّ الزمان الجميل ،بقراءة هذه الجواهر الخالدة ،وتمكنت من ضمهم لمكتبتى .
إذا أظلمت الدنيا وأشرفتُ على الهلاك ،أسرعتُ إلى مكتبتى ،بين أصحابى وأصدقائى ،أشكو لهم فيطهروننى من آلامى ويمسحون عن روحى ما علق بها من أدران.
الرائعة والمجنونة ،حياةً وشعراً ونهايةً مأساوية وعمراً قصيراً،فروغ فرحزاد الشاعرة الإيرانية الشهيرة ،قرأت قصة حياتها ،الروح الهائمة خلف السحاب، وطالعت ترجمات عديدة لأشعارها اللهاثة ،الفاتنة ،المسكونة بالعشق والأحلام المستحيلة .
كان قلبى ينزف معها وهى الباحثةعن اليقين.
كانت فروغ فرحزاد رحلة أسى قصيرة (1934م-1967م)
كانت أغنية رهيفة شجية ،لكنها لم تتم.
وها هى قصيدة ولادة أخرى ،لم أتمكن من معرفة مترجمها،فالذاكرة جد خؤون ،وسأحاول مستقبلاً البحث عن مترجمها.
ولادة أخرى
كل وجودي آية معتمة
يتكرر رحيلك فيها
وستقتادُك ذات يوم
نحو فجر الانبثاق والنمو الأبديين
أني تأوهتكَ في هذه الآية: آه...
أني عضّدتك في هذه الآية، بالشجر والماء والنار.
الحياة ربما
شارع ممتد، تجتازه كل نهار، امرأة بزنبيلٍ خاوٍ
الحياة ربما، حبل يتدلى به رجل من غصن شجرة
الحياة ربما طفل عائد من المدرسة.
الحياة ربما، إشعال سيجارة في البرهة الرخوة بين ضجيعتين
أو عبور مُواربٍ لمارٍ، يرفع قبعته
ليحيّي، بابتسامة باهتةٍ، ماراً آخر: " طاب صباحك ".
الحياة ربما تلك اللحظة الموصدة
إذ تبدد نظرتي نفسها في بؤبؤي عينيك
أو في هذا الشعور الذي سأمزجه بإدراك القمر واستيعاب العتمة.
في غرفة بحجم عزلة
قلبي الذي بحجم حب
يحدّق في دعاوى السعادة الساذجة
بالزوال الجميل لورود المزهرية
بالغسيل الذي غرسته في حديقتنا
بغناء الكناريا المزغردة بمقدار نافذة.
آه
هي ذي حصتي
هي ذي حصتي
حصتي سماء تنتزعها مني ستارة مسدلة
حصتي الهبوط من درجة سلّمٍ مهجورة
واللحاق بشيء قابع في التلاشي
حصتي دوران حزن ملوّنٍ في مزرعة الذكريات والغربة
والاحتضار في أسى نداءٍ يقول لي: " أحب يديكِ "
أزرع يديّ في الجنينة
سأخضّر، أعلم، أعلم، أعلم
وستضع النوارس بيضها في حفر أناملي المطلية بالحبر
سأعلق على أذني قيراطاً من حبتي كرزٍ توأم
وسألصق أوراق وردة الكوكب على ضفائري
فثمة زقاق
ما زال فتيانه الذين أحبوني ذات يوم
بشعرهم المجعّد،
أعناقهم الرفيعة
وأقدامهم النحيفة
يفكرون بابتسامة بريئة لفتاة اختطفتها الريح ذات ليلة.
سفر حجم في مسلك الزمان
وإخصاب خط الزمان الجاف بحجم آخر
حجم من صورة واعية
عائد من ضيافة مرآة
وهكذا ثمة من يموت
وثمة من يبقى
ما من صيّاد، قط، سيصطاد لؤلؤة من جدولٍ متواضع
يصب في حفرة.
أنا أعرف عروسة بحر تسكن الأوقيانوس
تعزف بتؤدة، قلبها في قصبة.
عروسة بحر حزينة تموت ليلاً بقُبلة
وحين الفجر، تعود إلى الحياة بقُبلة أخرى.
(21)
من أروع ماتلقاه فى دنياك وتصادفه من الآخرين ،رباطة الجأش والحض على فعل الخير،فهذا هو الإنسان الإنسان .
فالإنسان الحق فى أى زمان وأى مكان ،هو الساعى إلى الخير والعمل الصالح.
لكن ما يراه المرء من هدم وحروب وحرائق ودمار ،هو من صنع الإنسان .
ويلٌ للإنسان من أخيه الإنسان؟!
كبلنج ..أحد كبار شعراء الإمبراطورية الإنجليزية ، التى قيل عنها الإمبراطورية التى لا تغرب عنها الشمس.لاتساع مستعمراتها فى أنحاء الكرة الأرضية.
كبلنج وبقصيدة إذا يلأخذ بأيدينا نحو بناء الإنسان الذى نفتقده دوماً وأبداً.
قصيدة ممتعة أقرأها بين الحين والآخر، مدداً لروحى وتذكرة لعقلى .
"إذا "...هل تحيا بيننا ،فى حياتنا ،فى أفئدتنا ،هل نحرص عليها؟؟
أسئلة تطوف برأسى ولا مجيب.
فالإنسان الحق فى أى زمان وأى مكان ،هو الساعى إلى الخير والعمل الصالح.
لكن ما يراه المرء من هدم وحروب وحرائق ودمار ،هو من صنع الإنسان .
ويلٌ للإنسان من أخيه الإنسان؟!
كبلنج ..أحد كبار شعراء الإمبراطورية الإنجليزية ، التى قيل عنها الإمبراطورية التى لا تغرب عنها الشمس.لاتساع مستعمراتها فى أنحاء الكرة الأرضية.
كبلنج وبقصيدة إذا يلأخذ بأيدينا نحو بناء الإنسان الذى نفتقده دوماً وأبداً.
قصيدة ممتعة أقرأها بين الحين والآخر، مدداً لروحى وتذكرة لعقلى .
"إذا "...هل تحيا بيننا ،فى حياتنا ،فى أفئدتنا ،هل نحرص عليها؟؟
أسئلة تطوف برأسى ولا مجيب.
إذا
للشاعر الإنجليزى /رديارد كبلنج
إذا استطعت أن تحتفظ برباطة جأشك
عندما يفقد الجميع من حولك
رباطة جأشهم ويلومونك بسببها ؛
إذا استطعت أن تثق بنفسك
حينما يشكك فيك كل الذين من حولك،
ومع ذلك تراعي شكوكهم أيضا :
إذا استطعت الانتظار ولم تمل الانتظار ،
أو ، أن تكون ممن يُفترى عليه ، لا تتاجر في الأكاذيب،
أو أن تكون ممن يُحقد عليه لا تستسلم للحقد،
مع ذلك لا تبدِ طيبة فائقة ، أو تتحدث بحكمة أكثر مما يلزم ؛
إذا استطعت أن تحلم - ولم تصبح عبداً لأحلامك ؛
إذا استطعت أن تفكر - ولم تجعل الأفكار هدفك ،
إذا استطعت أن تقابل النصر و الكارثة
وتعاملت مع هذين الدجالين على نفس القدر من المساواة :
إذا استطعت احتمال سماع الحقيقة كما نطقتها
وقد لويت من قبل الأوغاد لينصبوا فخاخاً للمغفلين،
أو أن تشاهد الأشياء التي نذرت نفسك من أجلها ،
وقد تكسرت
وتخنع لتبنيها بأدوات بالية ؛
إذا استطعت أن تصنع كومة واحدة من جميع مكاسبك
و تخاطر بها برمية واحدة في لعبة من ألعاب الحظ،
وتخسر ، وتبدأ مرة أخرى من حيث بدأت ،
و لا تنبس بكلمة بشأن خسارتك:
إذا استطعت أن تجبر قلبك و أعصابك و أطنابك
من أجل خدمة أغراضك
بعد أن يكونوا قد قضوا منذ أمد طويل
ولذلك تستمر عندما لا يوجد فيك شيء
سوى الإرادة التي تقول لهم : " استمر ! "
إذا استطعت أن تتحدث مع جموع الناس و تحتفظ بفضيلتك ،
أو أن تصاحب الملوك - ولا تفقد مقدرتك على مصاحبة العامة و التحدث إليهم،
إذا لم يستطع الأعداء أو الأصدقاء المحبون أن يؤذوك ،
إذا كان لكل الناس أهمية عندك ، غير أن لا أحد منهم كثيراً :
إذا استطعت أن تملأ دقيقة عدم المغفرة
بما يساوي ستين ثانية من جري المسافات
الأرض لك و كل ما عليها
و- ما هو أكثر - ستكون رجلاً ، يا بني! ترجمة الدكتور /محمدالخزاعى
عندما يفقد الجميع من حولك
رباطة جأشهم ويلومونك بسببها ؛
إذا استطعت أن تثق بنفسك
حينما يشكك فيك كل الذين من حولك،
ومع ذلك تراعي شكوكهم أيضا :
إذا استطعت الانتظار ولم تمل الانتظار ،
أو ، أن تكون ممن يُفترى عليه ، لا تتاجر في الأكاذيب،
أو أن تكون ممن يُحقد عليه لا تستسلم للحقد،
مع ذلك لا تبدِ طيبة فائقة ، أو تتحدث بحكمة أكثر مما يلزم ؛
إذا استطعت أن تحلم - ولم تصبح عبداً لأحلامك ؛
إذا استطعت أن تفكر - ولم تجعل الأفكار هدفك ،
إذا استطعت أن تقابل النصر و الكارثة
وتعاملت مع هذين الدجالين على نفس القدر من المساواة :
إذا استطعت احتمال سماع الحقيقة كما نطقتها
وقد لويت من قبل الأوغاد لينصبوا فخاخاً للمغفلين،
أو أن تشاهد الأشياء التي نذرت نفسك من أجلها ،
وقد تكسرت
وتخنع لتبنيها بأدوات بالية ؛
إذا استطعت أن تصنع كومة واحدة من جميع مكاسبك
و تخاطر بها برمية واحدة في لعبة من ألعاب الحظ،
وتخسر ، وتبدأ مرة أخرى من حيث بدأت ،
و لا تنبس بكلمة بشأن خسارتك:
إذا استطعت أن تجبر قلبك و أعصابك و أطنابك
من أجل خدمة أغراضك
بعد أن يكونوا قد قضوا منذ أمد طويل
ولذلك تستمر عندما لا يوجد فيك شيء
سوى الإرادة التي تقول لهم : " استمر ! "
إذا استطعت أن تتحدث مع جموع الناس و تحتفظ بفضيلتك ،
أو أن تصاحب الملوك - ولا تفقد مقدرتك على مصاحبة العامة و التحدث إليهم،
إذا لم يستطع الأعداء أو الأصدقاء المحبون أن يؤذوك ،
إذا كان لكل الناس أهمية عندك ، غير أن لا أحد منهم كثيراً :
إذا استطعت أن تملأ دقيقة عدم المغفرة
بما يساوي ستين ثانية من جري المسافات
الأرض لك و كل ما عليها
و- ما هو أكثر - ستكون رجلاً ، يا بني! ترجمة الدكتور /محمدالخزاعى
(22)
سجناءالرأى ..
قضية شغلتنى كثيراً وكثيراًجداً.
بسبب الرأى تٌفرض القيود وتُبنى السجون وتُقصف الأقلام .
مرةً ذقتُ طعم السجن بسبب الرأى ،أُخذت ليلاً على حين غرة.
وفوجئت بمتاريس وسلاسل وأغلال وعساكر وضباط وسيارات مدرعة تحيط بالمنزل.
كان عندى قضية مهمة فى الأسكندرية فى اليوم التالى.،ولابد من حضورها بأى ثمن.
كان أحد الضباط زميل دراسة .لم تشفع له كلماتى فى تركى لحضور القضية ثم ذهابى إليهم بعد عودتى .
أستقر الرأى على أخذ شقيقى الأصغر، رهينة لحين عودتى .
خفتُ عليه من البهدلة وتملكنى الذعر ،طلبتُ أن يكون فى مكانٍ آمن!! لحين عودتى .
طلب شقيقى الجلوس فى مسجد داخل مبنى الأمن .
عدتُ بعد حضور جلسة القضية ،خائفاً ومرعوباً على شقيقى .لكنهم كانوا رحماء به ،فلم ينل منهم سوى بعض مشاكسات الجنود ورزالتهم المقيتة.
قلتُ لهم دعوا شقيقى يخرج وها أنا بين أيديكم
تم السؤال عن زيد وعبيد ونطاط الحيط .ولماذا ولماذا ولماذا كان معك ؟وكلامك الناقد للنظام وتطاولك على القيادة السياسية..إلخ
كانت لحظات مرة ومريرة وصعبة على والدتى وزوجتى وأولادى .
كانت ليلة ونهاراً طويلاً .
كل ذلك بسبب رأى نطقتُ به .
قضية شغلتنى كثيراً وكثيراًجداً.
بسبب الرأى تٌفرض القيود وتُبنى السجون وتُقصف الأقلام .
مرةً ذقتُ طعم السجن بسبب الرأى ،أُخذت ليلاً على حين غرة.
وفوجئت بمتاريس وسلاسل وأغلال وعساكر وضباط وسيارات مدرعة تحيط بالمنزل.
كان عندى قضية مهمة فى الأسكندرية فى اليوم التالى.،ولابد من حضورها بأى ثمن.
كان أحد الضباط زميل دراسة .لم تشفع له كلماتى فى تركى لحضور القضية ثم ذهابى إليهم بعد عودتى .
أستقر الرأى على أخذ شقيقى الأصغر، رهينة لحين عودتى .
خفتُ عليه من البهدلة وتملكنى الذعر ،طلبتُ أن يكون فى مكانٍ آمن!! لحين عودتى .
طلب شقيقى الجلوس فى مسجد داخل مبنى الأمن .
عدتُ بعد حضور جلسة القضية ،خائفاً ومرعوباً على شقيقى .لكنهم كانوا رحماء به ،فلم ينل منهم سوى بعض مشاكسات الجنود ورزالتهم المقيتة.
قلتُ لهم دعوا شقيقى يخرج وها أنا بين أيديكم
تم السؤال عن زيد وعبيد ونطاط الحيط .ولماذا ولماذا ولماذا كان معك ؟وكلامك الناقد للنظام وتطاولك على القيادة السياسية..إلخ
كانت لحظات مرة ومريرة وصعبة على والدتى وزوجتى وأولادى .
كانت ليلة ونهاراً طويلاً .
كل ذلك بسبب رأى نطقتُ به .
وتذكرتُ آنذاك الشاعر نجيب سرور،وهو يقول:
ياحارس السجن ليه خايف من المسجون
هيه الحيطان إللى بينا قش ياملعون
والا السلاسل ورق ولا السجين شمشون
(23)
أن تتأرجح بين طرفين مشدودين ،حبك للوطن والدفاع عنه ضد الفساد والرشوة والقمع والإرهاب والتسلط ،وثمن هذا الحب أفدح مايكون..وبين العجز والصمت والسير بجانب الحيط ،مؤثراً السلامة والحياة بأقل القليل من متاعها.
شتان بين هذا وذاك .وهنا كان ضحايا الحرية على مر العصور .
الأرجوحة للماغوط ..روايته الوحيدة
فهد التنبل ..الباحث عن الحرية والديمقراطية والوطن والشعب و..و..و
قرأتها وعشت بين سطورها وأحداثها، سجيناً ومهموماً .
بحثتُ فيها عن نفسى وعن وطنى وعن قلبى الجريح المجروح ،الذى ضاق بى فآذانى وألزمنى الفراش والصمت لفترات قد تطول.
ف "الفرح ليس مهنتى" وال"حزن فى ضوء القمر"
آهٍ منك ياقلبى الجريح ..
وآه من سطورك ..أيها الماغوط ، فدموعى كدموعك زرقاء من الحزن.
"دموعى زرقاء
من كثرة ما نظرت إلى السماء ويكيت
دموعى صفراء
من طول ماحلمت بالسنابل الذهبية
وبكيت
فليذهب القادة إلى الحروب
والعشاق إلى الغابات
والعلماء إلى المختبرات
أما أنا
فسأبحث عن مسبحة وكرسى عتيق...
لأعود كما كنت،
حاجبا قديما على باب الحزن
مادامت كل الكتب والدساتير والأديان
تؤكد أننى لن أموت
إلا جائعاً أو سجيناً"
محمد الماغوط
(24)
آهٍ.. من غرناطة .
وآه.. من أندلسٍ ،أشم عبيرها الفواح.
أُجاهد النفس ألا تتحطم بين رحى أيامنا المهزومة.
فها هم الأجداد ..
صانعو الأمجاد..
وها هم الأحفاد..فرائس الأوغاد؟؟!
غرناطة...
نزار قبانى
في مدخل الحمراء كان لقاؤنـا =ماأطـيب اللـقيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في حجريهمـا =تتوالد الأبعاد من أبعـــاد
هل أنت أسبانية ؟سألتـــــــــها= قالت وفي غرناطة ميلادي
غرناطة وصحت قرون سبعـــة= في تينك العينين بعد رقــاد
وأمية راياتها مرفوعـــــــة=وجيادها موصولة بجيــاد
ماأغرب التاريخ كيف أعادنـــــي= لحفيدة سمراء من أحفـادي
وجه دمشقي رأيت خلالـــــــــــه =أجفان بلقيس وجيد سعــاد
ورأيت منزلنا القديم وحجــــــرة=كانت بها أمي تمد وسـادي
والياسمينة رصعت بنجومهـــــــا =والبركةالذهبية الإنشــاد
ودمشق أين تكون ؟قلت ترينــها=في شعرك المنساب نهر سواد
في وجهك العربي في الثغر الذي= مازال مختزناً شموس بلادي
في طيب جنات العريف ومائهـــا=في الفل في الريحان في الكبّاد
سارت معي والشعر يلهث خلفها= كسنابل تركت بغير حصاد
يتألق القرط الطويل بجيدهــــــــا =مثل الشموع بليلة المـيلاد
ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي =وورائي الـتاريخ كــوم رماد
الزخرفات أكاد أسمع نبضهـــــا=والزركشات على السقوف تنادي
قالت هنا الحمراء زهو جدودنا =فاقرأ على جدرانها أمجادي
أمجادها ومسحت جرحاً نازفــاً=ومسحت جرحاً ثانياً بفؤادي
ياليت وارثتي الجميلة أدركــت=أن الذين عنتهم أجــدادي
عانقت فيها عندما ودعتهــــــا=رجلاً يسمى طارق بن زيـاد
(25)
الريح والبحر وأشياء أخرى
الريح والبحر وأشياء أخرى
(1)
قالت لى الريح:
اذهب عبر المدار
وتألق فى كبد الشمس
وناج طيور الخلد السماوى
وشق لنفسك بحراً
وفجراً
ومجداً
وعزاً
قالت لى الريح:
انثر دمك فى الليل العاصف
وتحد مجانين العشق
وارحل فى سفر يطول
تجد لنفسك
معنى
وحقيقةً
ووجوداً
(2)
قال لى الصمت:
اصمت فالصمت خلود
اصمت عن كل الخفافيش
عن ليل الخناجر والظنون والترهات والسفاسف والنقائص والتفاهات.
قال لى الصمت:
اصمت
فالصمت
معنى
وحياة
وانتشاء
(3)
قال لى البحر :
لاتقف عند ساحلى
خض أعماقى بقوة
ستجد نفسك شامخاً
ستجد لحياتك معنى وطعماًووجوداً.
قال لى البحر :
أنا الخالد عبر عصور وعصور
أنا الحياة
أنا الوجود
من أضنى ،من أجلى،نفسه
خلدته
قال لى البحر:
أنا البحر
كن مثلى تتوه فيه الأشياء .
(4)
قال لى الكبرياء:
أنا الكبرياء فلاشىء يعلونى
وأنا السماء وكل شىء تحتى
من تمسك بى سلم
ومن استعصم بى نصرته
ومن حاد عنى ضل سواء السبيل.
قال لى الكبرياء:
حدائقى مفعمة بالخيرات
فلا تسقط فى شرك العهر المتأصل فى الإنسان
ارفع رأسك
وعظم نفسك
وابن لروحك
مجداً وعزاً وخلودا
(5)
قال لى العشق :
اعشقنى
تدله فىّ
ذب فى كيانى
قاتل لأجلى
دع روحك لى
تجدنى .
قال لى العشق:
أنا العشق قاهر القمم
ومحطم الجبال
ومزلزل العقول
ومحىّ القلوب
ولهيبى خمر العشاق.
قال لى العشق:
أنا العشق
فاعشقنى
تجدنى بين يديك
ناراً ونوراً
(6)
قال لى الموت:
لاتخف منى
أنا الحياة
لو تدرك حقيقتى
سلنى أقول لك
من أنا؟
قال لى الموت:
ما خلقت إلا للإنسان
لأطهره من وثنيات الروح
كى أزرع نوراً
كى أحصد شراً
فلاتخف منى
قال لى الموت:
الموت مطلوب كما الحياة
الموت نهر دفاق يموج بشتى الأشياء
لاتخف منى
أنا الحياة
أنا الحياة
أنا الحياة
لو تدرك يا إنسان معناه
قالت لى الريح:
اذهب عبر المدار
وتألق فى كبد الشمس
وناج طيور الخلد السماوى
وشق لنفسك بحراً
وفجراً
ومجداً
وعزاً
قالت لى الريح:
انثر دمك فى الليل العاصف
وتحد مجانين العشق
وارحل فى سفر يطول
تجد لنفسك
معنى
وحقيقةً
ووجوداً
(2)
قال لى الصمت:
اصمت فالصمت خلود
اصمت عن كل الخفافيش
عن ليل الخناجر والظنون والترهات والسفاسف والنقائص والتفاهات.
قال لى الصمت:
اصمت
فالصمت
معنى
وحياة
وانتشاء
(3)
قال لى البحر :
لاتقف عند ساحلى
خض أعماقى بقوة
ستجد نفسك شامخاً
ستجد لحياتك معنى وطعماًووجوداً.
قال لى البحر :
أنا الخالد عبر عصور وعصور
أنا الحياة
أنا الوجود
من أضنى ،من أجلى،نفسه
خلدته
قال لى البحر:
أنا البحر
كن مثلى تتوه فيه الأشياء .
(4)
قال لى الكبرياء:
أنا الكبرياء فلاشىء يعلونى
وأنا السماء وكل شىء تحتى
من تمسك بى سلم
ومن استعصم بى نصرته
ومن حاد عنى ضل سواء السبيل.
قال لى الكبرياء:
حدائقى مفعمة بالخيرات
فلا تسقط فى شرك العهر المتأصل فى الإنسان
ارفع رأسك
وعظم نفسك
وابن لروحك
مجداً وعزاً وخلودا
(5)
قال لى العشق :
اعشقنى
تدله فىّ
ذب فى كيانى
قاتل لأجلى
دع روحك لى
تجدنى .
قال لى العشق:
أنا العشق قاهر القمم
ومحطم الجبال
ومزلزل العقول
ومحىّ القلوب
ولهيبى خمر العشاق.
قال لى العشق:
أنا العشق
فاعشقنى
تجدنى بين يديك
ناراً ونوراً
(6)
قال لى الموت:
لاتخف منى
أنا الحياة
لو تدرك حقيقتى
سلنى أقول لك
من أنا؟
قال لى الموت:
ما خلقت إلا للإنسان
لأطهره من وثنيات الروح
كى أزرع نوراً
كى أحصد شراً
فلاتخف منى
قال لى الموت:
الموت مطلوب كما الحياة
الموت نهر دفاق يموج بشتى الأشياء
لاتخف منى
أنا الحياة
أنا الحياة
أنا الحياة
لو تدرك يا إنسان معناه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق