بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 17 يونيو 2017

حكايات الليل والنهار


التاريخ حكاياتٌ ترويها الأجيالُ جيلًا بعد جيل ،منذ فجر الضمير الإنساني وتوثيق حكايات الليل والنهار لاتنتهي .
تاريخٌ مغرقٌ فى القدم يطرح تساؤلات لما حدث فى الماضي البعيد البعيد ،عبر حضارات بائدة ،لكنها خلفت آثارًا وتراثًا مرئيا ومكتوبًا ومنحوتًا .
حكاياتُ الليل والنهار ..تاريخٌ يُروى،ملتمسًا السعي نحو تقييم الواقع المعايش وفيما يدور في عالمنا ،شرقه وغربه وشماله وجنوبه.
كتاباتٌ من القلب الموجوع ،ومن العقل الذى يعيش الوجيعة والمأساة لواقعنا المتخلف وكأننا خارج التاريخ.
لو تأملنا مايدور على الساحة العالمية ،وبعين فاحصة وعقل واع مدرك لتبين لنا مدى التخبط والفوضى والليل الطويل الذى لافجر له.
حكاياتُ الليل والنهار ..إطلالة فكرية وأدبية وسياسية وإجتماعية وعلمية وثقافية ولكل مايجيش به الصدر من أفراح وأتراح وهموم ومباهج.
إنها أوراق منثورة فى وجه الريح العاصف الذي يجتاح واقعنا وبقسوة .
إنها وقفة الذات مع نفسها ومع ذوات الآخرين ومع الحاضر الآني ،بكل حصاده الحلو والمر ،وما يستشرفه العقل من مستقبل زاهر لأوطان تعيش فينا .
إنها وقفة قبل المنحدر وشهادة صادقة عما نعانيه .
إنها حكايات الليل والنهار ..ثم التطلع لمستقبل زاهر مرسوم بعناية لزمن قادم.
أنها كتابات خضراء فى زمن الجدب والقحط والبوار وسرعة الانحدار نحو التمزق والتشرذم والفناء.
إنها محاولة للنهوض من جديد فى عالم الكبار الأقوياء المهيمنين على مقاليد الأمور .
إنها المشاركة الفعالة فى صنع حياة أفضل لشعوبنا المغلوبة على أمرها وقياداتها العابثة بمصائرها عبر عقود وعقود.
إنها ...
حكايات الليل والنهار.عبر رحلة التاريخ الممتد في عمق وادي النيل وصناعة الحضارة ديدن المصري ودأبه ، فلم تكل يداه عن العمل الشاق المنتج لعناصر الحياة وكتابة تاريخه على جدران المعابد ولفافات البردى.
في زيارة قمت بها وزوجتي في فبراير 2012م عشت بين التراث الإنساني الخالد بالأقصر وأسوان ،جال بخاطري خاطر ..هكذا صنع القدماء ، فماذا فعلنا نحن ؟!
كانت حتشبسوت في معبدها الأنيق تنظر إلينا في دهشة وانكسار ..لم يفت نفرتيتي طرح هذا التساؤل :
مالذي جرى حتى تدخل مصر في دوامة لاتنتهي من صراعات وانشقاقات وتدهور وتخبط وإفلاس ؟
مابين تاريخين ..أين العلاج الناجع ؟
وتهمس لي نفرتيتي :

اقرؤا التاريخ جيدا ثم تعالوا لنطرح الحلول.
علينا_ سيدتي الجليلة سلوى _ تنفيذ الهمسة ..فربما كانت سفينة الإنقاذ قبل الغرق.

عشت سنوات طويلة مع القراءات في شتى مجالات الأدب والفكر والتاريخ .
كنت مشغولا بالحضارات القديمة ، قيامها وازدهارها وعوامل سقوطها..ودارت الأيام والسنون وحصلت على الدراسة النقدية التاريخية لجيبون عن إزدهار وسقوط الحضارة الرومانية ..ثلاثة مجلدات مختصرة للدراسة الأصلية كبيرة الحجم .
وسعيت للبحث عن باقي الحضارات في العالم القديم ..
لكن اللافت للنظر تشابه عوامل سقوطها في مشرق الأرض ومغربها..وسأحاول_ سيدتي _ الحديث عن هذا الكتاب مستقبلا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق