حالكٌ يازمن التعاسة
وماتت كل الورود
وأينعت أشواك الشراسة
حالكٌ وليلك طويلٌ
والنهار ممعن ٌفى نعاسه.
هكذا أقول وأنشد مرات ومرات ،فماعادت للوجوه البشاشة .
خنساء تونس ..يهطل حزنها المدرار فيغرق الأرواح فى حزن شفيف .
أراها مسربلةً بليلٍ تلاطمت ظلماته ،وأسمعها عبر الفيافى والقفار والوديان وطول المسافات وقد مر أربعون يومًا على الرحيل تنزف روحها :

يَا يَوْمَكَ الأرْبَعين

يا نَزْفِيَ و الحِكَايَة
يَا ذاكِرَةَ اليَوْمِ الأخِيرِ
يا رَسْمِيَ البَعيدَ
يَا طِفْلِيَ الكَبِير
يا وَجَعِي
يا حُزْنِيَ المَشْرُوخَ
يا عُمْرًا ضَاعَ منِّي
فِي الدُّرُوبِ الآفِلَة
وَدَاعًا...يا تَوْأَمَ الرُّوحِ
وَدَاعًا
سَيَرْسُمكَ الخَيَالُ
فِي لَياَلِيَّ البَارِدَة
أَسْتَلْهِمُ دِفْئًا
مِنْ ضَحِكَاتِنَا الغَابِرَة
وَدَاعًا
يَا جُرْحِيَ النَّازِف
يَا نِصْفِيَ المَشْطُورَ
فِي صَمْتٍ
يَا كِبْرِيَ وَ الْألَم
وَدَاعًا
يَا شَجَنَ الرُّوحِ
يَا شَجَنِي
سَأنْزِفُكَ رِحْلَةً
لِحَكَايَانَا الجَمِيلَة
وَ أكْتُبُكَ قَصِيدَةً حَزِينَة
كُلَّمَا أشْرَقَتِ الشَّمْسُ
تُورِقُ بِيَ الذِّكْرَى
عَلَى شُطْآنِ القَلْبِ
تَنْثُرُ أَوْرَاقَهَا
عَلَى الضِّفاَفِ البَعِيدَة
يَفِيضُ بِيَ الحَنِينُ
وَ يَكْتُبُنِي جُرْحِيَ
وَ اللَّيْلُ
فِي سُهْدِكَ وَ الِبعَاد
وَدَاعًا
يَا فَرَحًا مَاتَ فِيَّ
وَ انْكَسَر
وَ غَابَ يَنْشُدُ طَيْفَكَ
الَّذِي لَنْ يَجِيء
وَدَاعًا
وَدَاعًا...يَا ذَاكِرَة َالشَّجَن
أعُودُ وَحْدِي
غَرِيبَةً لِلدِّيَارٍ البَعِيدَة
مِثْلَمَا جِئْتُ
مِثْلَ المَوْتِ
مِثُلَ النِّهَايَاتِ
يُدُمِينِي شَوْقِي إِلَيْكَ
يُمَزِّقُنِي
فَأَحْتَضِنُ حُزْنِي
عِنْدَ الفَجْرِ
وَ...وَ أنَام