لم أكن أتخيل، فى يوم من الأ يام، أن أعشق إمرأة تسلبنى روحى وعقلى وقلبى ،
وتتركنى خالياً من الروح والعقل والقلب.
أعانى معاناة مريرة فى دنياى وحياتى وعلاقاتى مع الناس.
كيف لمسلوب الروح والعقل والقلب ،أن يتعامل مع الناس؟

مشكلة.. لم أتبين آثارها المدمرة إلا بعدما تشتت الذهن وتاه العقل وخرجت الروح بعيداً. 

كنت مكتفياً بحظى من الحياة ورضيت بكل أحكامها ،فلم أتمرد على قلبى ولم أحملّه مالايطيق.
كان قلباً سعيداً بما هو فيه، مبتهجاً بما أمامه ،قانعاً بقضاء الله وقدره.

ظننت أننى قد همدت فىّ الشهوة.. للحياة.. للحب ..للعشق .
وآثرت أن أكتب عن كل ما فقدته وضاع منى.
كنت أضع حرقة القلب ودم الروح على الورق .
أنشرها على الناس،فيظنون بى عبقرية الكاتب وقدرته على التوهم وجعل الوهم حقيقة.
ولايدركون أن هذه الكتابات،
إنما هى دمى وروحى وقلبى .
إنها بهجتى وسرورى ،وشوقى ولهفتى ،ونارى وجنتى .
إنها شقائى الذى لايريم ،وحرقتى التى تتجذر فى صدرى .

كنت كغابة تصحرت، مات فيها الأخضر واليابس،جرداء يغشاها الظلام وتسكنها الوحوش والعقارب.
وطال رضاى ، وجف ربيع حياتى ،صار خريفاً ابدياً.

وفى لحظة ومض النور من بعيد ..فانشغلت به وتطلعت نحوه أياماً وليالِ وسنين عدة.
وأصبح الوميض شمساً سحرتنى وقيدت عيونى بأنوارها ودفئها ..
على شوقِ أنتظر شروقها ،وبلهفة أناجيها ،وبحرقة عشق أهيم فيها.
تغيب عنى فأنتظر طلعتها ،لا حياة لى بدونها .
كنت أكتب معاناتى فى كل لحظة تغيب فيها .

أقول لها انظرى،
كم كتبت ؟
وكم تعبت؟
وكم عانيت ؟

آه ..من حرقة الشوق فى قلب موشك على الرحيل.
كنت خريفاً أنتظر مجئ الربيع .
كنت الجفاف أنتظر الرى.
كنت الليل الطويل ينتظر شروق الشمس.

وهمت فى حلمى الأخضر منتشياً.
ووجدت روحى تهيم خلفها فى المدارات وتسبح بين النجوم والكواكب.
لكن وفجأة ،تولتنى رعدة أخذت بأطرافى وزاغ نور عيونى.
أين شمسى .؟
أين دفئى؟
أين نورى ؟
كان صرحاً من خيال فهوى ..

فلتحزن.. أيها القلب العليل ولتصمت ..
وتعود لجفافك القديم .
فماعادت لك شمسٌ .
وماعاد لك نورٌ.
فلتعش فى ظلامك الأبدى .
وليمتد خريفك حتى الرحيل .

فشمسك المشرقة قد طالتها سحائب سوداء وغلفتها عن العيون .
ولتعد..
إلى سجنك الثلجى ،محطم الفؤاد، زائع العيون ،مشتت الخطى ..

هكذا كنت وستعود إلى ماكنت عليه..
فمنذ متى عاد الزمان لدورته الأولى؟؟